هل بإمكاننا كمسلمين أن نوقف هذه المجازر المتواصلة؟
لماذا يقف الجميع موقف المتفرج فيما يحدث ليس فقط في غزة وإنما في كل المدن والمخيمات الفلسطينية؟ماقيمة الإنسان المسلم الملتزم بالقيم الإسلامية ،وهويتألم للمشاهد المروعة التي تغطيها القنوات التلفزية العربية،إذا لم يكن قادرا حتى على التعبير عن موقفه مما يجري أينما وجد؟لماذا يقف حراس البيت الحرام مشدوهين غير قادرين حتى على استنكار هذه الجرائم؟لماذا يسارع الأقزام من الحكام للإنضمام لحلف أمريكا لقطع الطريق على أسود اليمن الذين أقسموا على دعم الشعب الفلسطيني مهما كلفهم ذلك من ثمن؟أين هي أم الدنيا وفرعون مصر ،التي تتحمل كامل المسؤولية في محاصرة غزةوتجويع سكانها.لماذا غابت مواقف الجامعة العربية التي يوجد مقرها في القاهرة؟ماسبب عدم اتخاذها مبادرة لاجتماع طارئ لمؤتمر قمة عربي لمناقشة نقطة وحيدة التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل في حق السكان المدنيين والدمار الشامل للمباني والمدارس والمستشفيات والطرق وحتى المؤسسات التابعة للأونوروا.لماذا تقف الدول الإسلامية في المنطقة ولها علاقات مع دولة الإحتلال وأقصد تركيا ،التي لم نعهدها تلتزم الصمت في أحداث سابقة وقعت وكان موقف الطيب طيبا ؟لماذا لم تتحرك باكستان الدولة المسلمة التي تمتلك السلاح النووي لمؤازرة الشعب الفلسطيني في محنته؟هل وصل بنا الوهن والعجز مبلغا لايطاق،وفقدنا هويتنا الإسلامية والنخوة التي عاش عليها أجدادنا .إلى متى سيبقى الجالسون على الكراسي الحاكمون على شعوبهم بقوة النار والحديد ،والمانعون علينا حتى التعبير عن مواقفنا وتأسفنا على مايحدث لإخوتنا في غزة؟هل كتب على الشعب الفلسطيني المحن والجوع والتنكيل والتقتيل ؟من منا لا يعيش أزمة حادة رغم البعد؟من منا أينما وجد وارتحل لايتابع مايجري من محن ؟أمازلتم تنتظرون تحرك الزعماء ،وتمردهم على الشيطان الأكبر الذي تحداهم كلهم وسيبقى رافعا للفيتو في وجههم حتى ينهي شعب الله المختار المهمة في تطهير أرض الميعاد وموطن الأنبياء والرسل من كل مسلم ومسيحي ،ويعلنوها عنوة جهرا تطهيرا عرقيا ،أمام أنظار العالم ويصفون كل من يقف ضد جرائمهم بكل الأوصاف التي لا تليق بهم.متى يستيقظ الضمير العربي والضمير الإسلامي والضمير المسيحي في مكة وفي الفاتكان ،للتنديد بهذه الحرب الدينية التي زكتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل من يسير في فلكهم .مايجري في غزة هي بداية لنشوب حرب مدمرة ستحرق المنطقة بكاملها وسيؤدي ثمنها الساكتون عن الحق ،الجالسون على الكراسي الوثيرة من الحكام العرب .حرب ستحرق آبار النفط والغاز والأخضر باليابس وكل مايمشي على الأرض .وستكون الشعوب المغلوبة على أمرها ضحية لسكوت الجالسين على الكراسي الآمرين بالمنكر والناهين عن المعروف والملتزمين الصمت عن المجازر المروعة المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني .بالله عليكم نرجوكم اتركونا فقط نحلم بانتصار ونعيش نشوة هذا الإنتصار في حلم اليقظة لأننا لم نعد نقدر على مقاومةالكوابيس التي تلاحقنا ،كوابيس الشهداء الصغار والنساء الحوامل والشيوخ الذين تحولوا إلى أشلاء وهم راكعون في المساجد أوالكنائس التي لم تسلم حتى هي من القصف والتدمير .لأنهم أرادوها أن تكون حربا دينية بمباركة أمريكية وبريطانية وفرنسية وغابت الإنسانيةوبذلك نصل لنقطة النهاية في انتظار ملاحم إنسانية ويقظة الضمير العربي .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك