حيمري البشيرمأساة إنسانية

العرب تاهوا أيهما يختاران الطاغوت أم الأخطبوط

العرب تلفوا بالدارجة المغربية لأنهم أخطئوا الطريق بخضوعهم جميعهم للطاغوت ،أمريكا،وقليلهم الذي لازال يتخبط عشواء ،بين ولائه للأخطبوط وأقصد روسيا وبين مغازلته الطاغوتي أمريكا .ولكم واسع النظر في مواقفهم من الحرب الدائرة في غزة وكذلك في أوكرانيا .العرب بمواردهم لم يستطيعوا فرض مواقفهم ،ولم يستطيعوا الدفاع عن مصالحهم ،بل كرامتهم،العرب ،إن مالوا لأمريكا ،أصبحوا عبيدا ،وإن اصطفوا إلى جانب روسيا خذلتهم كما يحدث الآن ،روسيا اليوم تقف موقف المتفرج فيما يقع في غزة ،من تقتيل ودمار باسم الدفاع عن النفس ،وهي قادرة أن توقف هذا الدمار والتطهير العرقي .روسيا المنافقة ،تقف موقف المتفرج ،مما يقع والعرب كذلك،هل هي سكوتهم مؤامرة ضد ما ترتكبه روسيا في أوكرانيا مقابل ضد ما ترتكبه إسرائيل في غزة .الأوكرانيون ضحية والفلسطينيون ضحية والمتؤامرون لا يختلفون عرب وعجم باختلاف دياناتهم ،فيهم المسيحيون والمسلمون ولا دينيون أي العلمانيون الذين لم يصطفوا إلى أي جانب ،والمستفيدون مما يجري سواءا في أوكرانيا أوفي فلسطين هم من أطلقوا عليهم شعب الله المختار وهم موجودون في كل بقاع العالم ،هم موجودون بكثرة في أوكرانيا وموجودون في أرض الميعاد ،وهم الذين بادروا منذ عهود لتحقيق هذا الحلم ،هم متواجدون في كل بقاع العالم منهم من هو متشبث بالكتاب المقدس عندهم الثورات والذي لا يتفق مع حكماء بني صهيون بل هؤلاء انخرطوا في مظاهرات عارمة في أمريكا وداخل إسرائيل وبالخصوص في القدس ضد ما ترتكبه عصابتهم الحاكمة في الشعب الفلسطيني من تنكيل ،وأخذوا نصيبهم من التنكيل من الجيش الذي يقولون أنه لا يقهر .إن مايجري يقود لنهاية بئيسة للذين يدعون بأنهم شعب الله المختار ،لأنهم بسبب ممارساتهم سينالون نصيبهم ليس من الثواب من الله كما يدعون بل سينالون نصيبهم من الله الذي خلق البشرية جميعا ،وهو فوق الجميع ،يراقب مايحدث ،وهو القادر على العدل والإنصاف ،وليس أمريكا ،التي رفعنا دائما لما كنا صغارا وحتى لما أصبحنا طلابا راشدين في الجامعات المغربية أمريكا أمريكا عدوة الشعوب ،هي كانت وستبقى المضطهدة للشعوب ،المستنزفة ،لكل الخيرات في العالم ،القاهرة ،للشعوب المقاومة ،ومادامت أمريكا قائمة تتحكم في مجلس الأمن الموجود على أرضها فلن يقوم قائم في وطن إسمه فلسطين ولن يتحقق حلم المقاومين الصامدين لأن كل الدول تلتزم الصمت فيما يحدث ،والكل متكالب عليهم ،إن مايحدث في غزة هو نفسه الذي يقع في أوكرانيا ،وهي معادلة غير منصفة وغير عادلة ،والضحية هو الشعب الفلسطيني لأنه لم يتم إنصافه من المجتمع الدولي في الوقت الذي لقيت أوكرانيا تضامنا ودعما منقطع النظير من كل الدول الأوروبية .إن الحرب الدائرة في غزة هي حرب دينية والتي ذهب ضحيتها مسيحيون اختاروا العيش في غزة لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب واحد في حياتهم ومماتهم ،وكل من يسقط برصاص الصهاينة شهداء في قاموس الشعب الفلسطيني .في الحقيقة أن محبط للموقف الروسي لمايجري من قتل وتدمير في غزة وباقي المدن الفلسطينية،لم أعد أثق لا في أمريكا ولا في روسيا ولا حتى في نفسي ،لأني أخشى أن أتهم بدعم الإرهاب والمقاومة إذا وقفت لصف الشعب الفلسطيني في غزة،ولا يمكنني التزام الصمت والكنائس والمساجد تقصف ،بل والأطفال والنساء والشيوخ يقتلون أفواجا أفواجا دون رحمة ولا شفقة ،في غياب موقف من يتشدق بالقيم الإنسانية.بكل أسف نعيش زمانا مختلف لا إنسانية ولا حرية ،بل اضطهاد وقتل وتدمير ،والضمير العالمي يرقد في سبات عميق ،وعندما يستيقظ الضمير ،وتعود الحياة والإنصاف سأقول موقفي مما يحدث في فلسطين .

حيمري البشير. كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube