حيمري البشيرمقالات الرأي

تقييم موضوعي وصريح لقمة الجزائر،بعيدا عن النفاق 

أعتقد أن قمة الجزائر كانت من بين القمم الفاشلة وإن كان العديد يعتبرونها أفشل قمة منذ تأسيس جامعة الدول العربية ،وسأذكر هفوات وقعت فيها الجزائروالتي كانت سببا رئيسيا في عدم تحقيق الهدف الرئيسي من انعقادها ألا وهي لم الشمل العربي وتصفية الأجواء بين أكثر من بلد ،وتحقيق التلاحم والإجماع على كلمة سواء ،ودعم نضال الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين التي يحاول الجميع الركوب عليها وفشلوا منذ قمة الرباط  أوفاس في سنة​1969إن لم تخني الذاكرة.قمة الجزائر حاولوا مرة أخرى إعطاءها الأولوية في اجتماع الجزائر بعد المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.لكن لا أريد أن أتقاسم مع القراء نظرتي التشاؤمية من مصالحة لن تتحقق على أرض الواقع ،في ظل التباعد في المواقف بين الدول العربية فيما يخص هذه المصالحة ،واستمرار محاصرة غزة حصارا مؤلما من أمنا مصر العظمى بعد الجزائر القوة العظمى حسب منطق رئيس الجمهورية الجزائرية..لماذا قمة الجزائر فشلت في نظر العديد من المحللين السياسيين ،لفي تحقيق لم الشمل العربي،لأن العديد من القادة العرب قاطعوا مؤتمر القمة ،وبعثوا ممثلين عنهم.ثانيا لأن شروط تحقيق لم الشمل العربي لم تكن متوفرة باستمرار التآمر بين أكثر من بلد عربي ،فالعلاقة الجزائر مقطوعة منذ أكثر من ثلاث وعشرين سنة،والحدود البرية والجوية والبحرية مغلقة .وأنبوب الغاز الذي يمر عبر التراب المغربي إلى أورربا مغلق منذ سنة ونية الجزائر كانت سيئة بإدخال المغرب في أزمة اقتصادية لأنه كان يستفيذ من مرور هذا الغاز إلى أوروبا على أراضيها.الجزائر التي رفعت شعار لم الشمل العربي ،تستمر في دعم جمهورية الوهم باندول بالسلاح والمال  لزعزعة استقرار المغرب وتقييمه..الجزائر جرت تونس لمستنقعهم في معاداة المغرب ،وبسبب مؤتمر يكاد الذي انعقد في تونس ،واستقبل قيس سعيد إبراهيم رخيص استدعى المغرب سفيره في تونس وفعلت تونس نفس الشيئ،العلاقات جامدة والمغرب من دون شك سيراجع اتفاقية آكادير للتبادل التجاري التي تستفيذ منها تونس وأكثر من هذا المغرب قد يسحب إحدى بنوكه المتواجدة في الساحة التونسية والذي يشغل أكثر من ثمانية آلاف موظف.الجزائر لم تتوقف في إشعال الفتن في منطقة المغرب العربي .لأنها تشتغل على إشعال الفتنة بين المغرب وموريتانيا لمحاصرته جنوبا ،وقد بدأت ملامح هذا التعاون بل المؤامرة.بعد توقيع اتفاق بين موريتانيا والجزائر تسمح بموجبه موريتانيا الصيد لمراكب جزائرية مع المراقبة الأمنية،مما يعني تواجد البوارج الحربية والغواصات جنوب الحدود المغربية .ثم إنشاء قاعدة عسكرية بنواديبو دخلت فرنسا شريكا فيها .وكل مايقع هو من أجل وقف التمدد المغربي نحو إفريقيا ،ووقف القوافل التجارية نحو دول الساحل.ماذكرته كاف وشاف بأن الشعار الذي رفعته الجزائر للم الشمل كان شعارا للإستهلاك الإعلامي ليس إلا.الجزائر مع كامل الأسف كان هدفها من هذه القمة عزل المغرب عن محيطه العربي ،وقد فشلت في ذلك .لأن علاقة المغرب مع الأشقاء العرب الذين قاطعوا القمة ،كان كاف لفشل القمة.فستة من قادة الخليج لم يحضروا وهي رسالة واضحة بأنهم غير راضين بما تقوم به الجزائر من مؤامرات اتجاه المغرب ،وجر إيران لمستنقع الصحراء ،ولعل التهديدات باكتساح الأقاليم الجنوبية من طرف الحرس الثوري وحزب الله والجزائر إلى جانب البوليساريو ،أكبر مؤامرة يتعرض لها المغرب،والتي تبين فشل القمة في الجزائر.،وسقوط الجزائر المدوي في نشر خريطة العالم العربي ناقصة،وتدخل وزير الخارجية المغربي في الخطأ الكبير الذي وقع فيه البلد المنظم للقمة فيما وقع عليه الإتفاق  في الإجتماعات التحضيرية لهذه القمة باحترام نشر خريطة المغرب كاملة بأقاليمه الجنوبية.الجزائر بعد نقطة نظام التي نبه فيها الجامعة العربية بعدم احترام الجزائر لخريطة المغرب كاملة  تدخل أمين عام الجامعة وفرض إصلاح الأمر بل عبر مرة أخرى وبصراحة بأن القناة التي نشرت خريطة العالم العربي مقطوعة ليست شريكا في مؤتمر القمة .الجزائر بإرجاع الأمور كما أقرتها الجامعة العربية ،اعترفت بالرغم من أنفها بمغربية الصحراء، ووقعت في المحظور.وقد جر عليها هذا الوقف حملة غضب من طرف شردمة البوليساريو القابعين في جمهورية تندوف..إذا الذين يهللون بنجاح القمة في تحقيق الأهداف التي من أجلها عقدت ،يروجون مع كامل الأسف لمغالطات ليس هناك تصفية للأجواء ،وازدادت الفرقة بين الدول العربية،فلا الحدود ستفتح بين الجزائر والمغرب ولا العلاقات بين تونس  والمغرب ستعود لسابق عهدها بسبب انخراط قيس في التآمر على وحدة بلادنا ،.لاتبدو بوادر أمل مطلقا في لم الشمل والوحدة وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني  الذي ستزداد محنته بعودة بنيامين نتانياهو لسدة الحكم في إسرائيل .أقول لشعب الجبارين  لاتعقدوا آمالا على ماتم التوقيع عليه في الجزائر ولا تنتظروا من القمة العربية المنعقدة في الجزائر تحقيق آمال وتطلعات الشعب  الفلسطيني والعربي.فالقمة العربية التي انعقدت في الجزائر لن تختلف عن باقي القمم العربية السابقة بل يبدولي أكثر قتامة ،ستستمر معاناة الشعب الفلسطيني  بصعود الليكود مرة أخرى واستمرار التقتيل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات..وبالتالي فقمة الجزائر لم تحقق لم الشمل العربي على الأقل لدعم الشعب الفلسطيني في محنته ،ولم توفر الجزائر مع كامل الأسف الشروط الضرورية لإنجاح القمة في تصفية الأجواء بين القادة.وانتهت القمة كسابقاتها من دون الخروج بقرارات ،لدعم نضال الشعب الفلسطيني ووقف مسلسل القتل والتشريد .ولنا موعد مع الفشل الذي سيلاحقنا مرة أخرى في قمة الرياض المقبلة..

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube