أخبار العربضد التيار

من مُومِيروسْ إلى بَرْبِيرُوسْ : فماذا عن تقرير مصير الإرهاب الإنفصالي؟!

بقلم عبد المجيد مومر الرحالي

هَكَذَا خَيْرًا وَ سَلامًا .. فلمَّا نِمْتُ قد حَلَمْتُ!. حتى كان الهاتِفُ بويا رحال. و قد إسْتَنْهَضَنِي بالسؤال الحامي، عن ماهيّة الحدث المرتبط بتوقيع اتفاقية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. هذه الإتفاقية المشبوهة جمعت سلطنة بَرْبِيرُوسْ بإِيالَتِهَا الجزائرية.

فقلتُ : يا شَيْخِيَّ الكامل، قد رَقَّ قلبُ بَرْبِيرُوسْ مُوَاعِدًا تَبُّونَ المُرادِيّة باللّعقِ الإستراتيجي و باللَّحسِ الإقتصادي. لذا أرسَلَ نَائِبَه باهتِزَازٍ مائِلٍ نحوَ بْروبَّاغَانْدا الإِستعمار الجديد. ذلك عند إستقباله للزَّائِر المُزَوِّر، النَّكِرَة المشحون بِالأَحقادِ المُشَوَّهَة وَ أَغْرَاضَ تَضْلِيلِيَّة. هكذا وفق حركية غير ديبلوماسية تَحضُنُ بالتوازي أجلاف الإرهاب الإنفصالي، في سياقٍ جيو-سياسي يطرحُ العديدَ من علاماتِ الاسْتِفْهامِ ، هكذا فَبِلا تَعَجُّبٍ؟!.

أَيْ : خُذُوا حَذَرَكُم يا مَعْشَرَ الفُضَلاءِ. إِنَّ الفَاتِحَ فَمَهُ بَرْبِيرُوسْ، قد سَبَقَ أَنْ لَفَّقَ لَقَبَ “الإِمَامِ المُجَدِّد” للمُسَمَّى قَيْدَ حَيَاتِهِ عبد السلام ياسين. نعم .. شيخُ الخُرافَة المَارِقَة و مُرْشِدُ الإِفْكِ وَ البُهْتَانِ بالمغرب الأقصى. ذلك لأن حركات التدين الحاكمي مسلوبة لِعَماهِ السّلطَنة العثمانية البائدة.

نعم .. بما أن دهاقِنَتَها مُفَذْلِكُون للتأصيل الفِقْهَوِي لِلخِلافة “على منهاج طائِش”. إذ لم يكفِهم توظيف الآيات القرانية الكريمة التي تنطلق من أمر ربَّاني بالعدل و الإحسان، فَحوَّروها إلى أطروحة سياسوية متطرفة. وقد نَسَفَت أسباب نزولها نَسْفًا، حتى جرَّدوها من جوهر غاياتها الإيمانية العظيمة.

حينها هَمْهَمَ بويا رحال، و صدح ببَركاتِ نُصْحِه: إنتبه يا موميروس، و لا تَغُرنَّكَ مداهَنة بَرْبِيرُوسْ، لمّا تحاشَى الحديث عن موقفه من الصحراء المغربية. فذاك ليس حبا في أرض الأولياء. بل أن بَرْبِيرُوسْ مُحرَجٌ فقط، من ذكر مصطلح “تقرير المصير” كي لا يَنْقَلِبَ سحره ضد تمدد حدود سلطنَته. إذْ إنّما و فقطْ إنّما، هو مرعودٌ من حزب العمال الكردستاني.

و تَذَكروا معي، فمنْ منّا لن يتَذكّر؟! .. حين مَنَحَت قَنَاةُ بَرْبِيرُوسْ الرسمية لَقَبًا ذُكُوريًّ، لأَيْقُونَة الجريمة العابرة للحدود “خَائِنَتُو حَيْدَر”. تلك الدجالة الشمطاء التي تعْتَنِق مِلَّة الجبهة الإنفصالية الطريحة، فتُريدُ الطُّغيان المُطلق فَوقَ إِرَادةِ باقي المُكوِّناتِ الثَّقافِية الصَّحراوِية. ذلك بالحَجْرِ على حقوقِ السُّكان المُقيمِينَ بِأَرْضِهِم موضوعَ النِّزاعِ الجزائري المُفْتَعَلِ.

إِي .. وَ .. رَبِّي!. كل ذلك حين إفْتَرَتْ قناةُ بَرْبِيرُوسْ الرسميَّة. حَتّى أنزلت سيرة “غانْدي” الراقية من مقامِ السلميَّة إلى سعير المِلِيشيات الإرهابية المُسلَّحَةِ التي تَخُوض حربًا إِسْتِرْزَاقِيَّة ضد المملكة الشريفة، بالوكالة خدمةً لأَجَنْداتٍ جزائرية لَئِيمَةٍ هَدَّامَةٍ.

وَ لِأَنَّ حبْل النفاق رَاشِي، فإن بَرْبِيرُوسْ أشاعَ عبر قَناتِه الرسمية شهادةَ التدليس المَهُول. ذلك حين تَغَزَّلَت القناة بخائِنَةِ وَطَنِهَا، مادحةً إيّاها بالمُنَاضِلَة الصنديدة. بل أن بَرْبِيرُوسْ، قد منحَ أيقونةَ الإِرهَابِ لقبَ “غَانْدِي السَّلام”. بينما رفضَ تقديمَ جائزة نوبل في الأدب في يوم حقوق الإنسان إلى كاتب قَذَفَهُ بَرْبِيرُوسْ واصفا إياه بالعنصري ناكِر الإبادة الجماعية، و أنه المدافع عن مجرمي الحرب. حيث اعتبرَ بَرْبِيرُوسْ أَنَّ الأَمْرَ ليسَ أكثر من مكافأةٍ لِمُنْتَهِكي حقوق الإنسان، و أنَّ المجتمع الدولي، وجهَّ أكبرَ ضرْبةِ للقيم المُدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

هكذا إذن .. و لأنَّ حقوق الإنسان شَرْطٌ، سَنُسائِل سُلْطَانَهُم بَرْبِيرُوسْ عن سُكوتِه المَعيب، عن ذكر مأساة أخَواتِنا وَ إِخْوَتِنَا المُحْتَجَزِين داخل مُخَيَّمَات الترهيب الجزائري. فَمَالَه صَامِتٌ ثَرْثَارُ “الأُخُوَّة الإِسلامية”؟!.

ثم نَمْضِي معَ التَّنْبِيهِ إِلى سيَّاقٍ مُوازِ، كَيْ يَتَرَاءَى لنَا الفاتِحُ فَمَهُ بَرْبِيرُوسْ، مُتَأَبِّطًا شَرَّ الأرشيف الإستعماري العثماني، حالما بنوستَالجيا التوسع في إيالة الجزائر. فَهَا هُوَ اللاعب على حبال الفوضى الدولية، قد يغير جلدَه و استراتيجيّتَهُ من أجلِ زَعْزَعَة إسْتِقْرَار الصحراء و الساحل و كذا المُتَوَسِّط.

وَيْ : هَا أَنْتُم .. شُهُودُ عيان على مَقَالِبِ “قيامة بَرْبِيرُوسْ”، و إنْزِياحِه الأعوج نحوَ تَلْفيقِ الألقابِ، و إِلْصاقِهَا بأَيْقُونَة الترويج لأَبَاطِيل إِعْلاَنِ دُوَيْلةِ العرقِ القَوْمِي الوحيد، المُنَاقِضَة لمبادئ التعاون الإسلامي، و المُعاكِسَة لأَهدَافِ مِيثَاقِ الأممِ المُتحدة.

وَ يا ليتَ شِعْرِي .. أَيْنَ غُيِّبَتْ بصيرة بَرْبِيرُوسْ؟، حَتَى إِنْجَرَّ خَلْفَ وَهْمِ الأَمانِي الخَطِيرة بِشرعَنة التطبيع مع الإرهاب الإنفصالي. و تَوسيعِ طُموحاتِهِ المصلحاتية لِتَرْبِطَ فَوْضَى مَضْيَقِ هُرْمُزْ بِقَلْبِ هُدُوءِ البحرِ الأبيضِ المُتَوسط و الصحراء و الساحل. ثم يَجْحَظُ بَصَرُهُ شَاخِصًا بعدها، كأنه ينتظر ساعة الصفر قصد إِشْعَال فَتِيل حَرْبِ الإبتزاز الكبير، بعد الإجتياح الإقتصادي لإيّالَتِه في الجزائر.

بينما قد تَتَّجِهُ أَحْدَاثُ هَذه التراجيدية الإستعمارية المُدَبْلَجَة، نحو إشْهارِ هرطقات تقْريرِ مصيرِ “الشعبِ العَربِي الصَّحْراوِي” المَزْعُومِ، و نشْرِ إِعلانِ الجُمهورية. و الذي قد تَأَسَّسَّ وَهْمُهُ على عقيدة تَمْيِّيزٍ عُنْصُرِي بَشِعٍ يَنْتَهِكُ مبدأ التعدد الثقافي الديمقراطي.

فعساهُ يَكفيكَ يَا بَرْبِيرُوسْ، مُطَالَعَةُ إعْلان تأسيسِ جُمهُورية الوهمِ الإنفصالي. كَيْ تَكْتشِفَ جِنْسَ الهوية الثقافية الحقيقية، لخَائِنَتُو حيدر أيقونة الجمهورية المزعومة. تلكم المُناقِضة لِفِكْرِ غَانْدِي و لِروحِ العصْر و قيمِ الديمقراطيةِ وحقوق الإنسانِ.

فَأنّهُ ” ثَرْثَارُ الإِخْوانِ”، و إنَّهَا سَريرة بَرْبِيرُوسْ المُفَحَّمَة بحنين إستعماره لإيّالة الجزائر. أو أن بَرْبِيرُوسْ يُحاوِل جنى موقع إسْتنْفاعي داخل صحراء المغرب الأقصى، عبر الإبتزاز الإقتصادي، بشرعنة وأدَ حقوقَ باقي المُكوِّنات العرقية للثقافة الصحراوية المُتَعَدِّدَة الرَّوَافِدِ، وَ من خلال نَفْيِ حقّ السُّكانِ المَحَلِّيِّين المُقِيمِين بِالأَرْضِ ذاتِها موضوعَ النِّزاعِ المُفْتَعَل، في اختيارِ مصيرِهِم ضِمْنَ أَحْضَانِ وَطَنِهِم الأُمُّ.

و بعيدا عن نفاق الهدايا المسمومة، الحاملة لإيحاءات مبايعة الراحل عبد القادر لسلطانه عبد المجيد الأول.. و فوق رسائل أرشيف الإحتلال العثماني الذي هزمه شرفاء المغرب الأقصى. لَرُبَّما تناسى بَرْبِيرُوسْ أن : “الظُّلْم لاَ يُنْتِجُ حَقًّا”، حيث لاَ يُمْكِنُ الاستمرَار في تحريفِ مسارِ التَّسويَّة الأممي وفق مزاج حاضنة الفِقْهَوِيّة الإرهابية.

وَ هَاكُم صِدْق الوَاقِعِ يُفِيدُ أَنَّ فَيْلَقَ البوليساريو الإرْهابِي، لَيْسَ إِلاَّ المُمَثِّل الوَحيد لِشَعبٍ هُلامي. لم تقم له قائمة قطُّ، و غير مَوْجودٍ عَدَا في مُخَطَّطات الناقمين على تاريخ المغرب الأقصى.

بَلْ أنه مُرَادُ المرادية الدموي المُسلح، يمنع الجبهة الطريحة من القيام بالمراجعات اللاَّزِمَة و نزعَ سلاحِها. ذلك عبر اعتماد آليات و وسائل الواقعية الجديدة، قصد التَّخَلُّص من الإفرازات السلبية للإستعمار القديم.

فَيَا بَرْبِيرُوسْ .. أَيُّهَا السابق إلى فتح شَاشَة قَنَوَاتِهِ الإِعْلاَمِيَّة، أَمَامَ البَطَلَةِ الجَدِيدة لتراجيديا “قِيَّامَة الإرهاب”. نعم .. لاَ دَاعِي لِإخْفَاءِ مَشَاهِد اللّحس الإقتصادي و اللعق الإستراتيجي المَاجِنَ، بما أنَّ الشَّعْبَ المغْربي، يَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّ المشاهد اللاَّمَعْرُوضَة تُخْفِي جِمَاعَ التَّنْظِيم الدولي لمرجعيات التدين الحاكمي بِجَبْهَة الإرهابِ الإنفصالي الجزائري.

و لعل دالّة الأجوبة المُشتقة، قد يتّجه منحاها القانوني نحو مطلبِ إنشاءِ محكمة دولية خاصة بالإرهاب. محكمة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، و لها صلاحية محاكمة المشتبه فيهم المُقِيمين على أرض إيالة الجزائر العثمانية.

ذلك .. بما أن المحكمة الدولية الخاصة بالإرهاب، ستضمن شروط المحاكمة العادلة. و سيبقى لها واسع النظر في تبيان وحشية الإرهاب الإنفصالي، بميلشياته المسلحة المقيمة بخلاء الجزائر، و المرتبطة بعلائق مريبة مع سلطنة بَرْبِيرُوسْ. هذه الميليشيات المسلحة المتورطة بأفعال دموية مُصنفة كجرائم ضد الإنسانية.

و انطلاقا من هذا الحل السلمي القانوني، سيتم التأسيس لمرحلة مكاشفة حقيقية بناءة. نعم مرحلة : الواقعية الجديدة. و التي ستمكننا من استباق خراب الإستِنزَافِ الحربي، الذي يهددنا عَبَثًا برَدْم قيمِ التعايش الثقافي النبيل بمنطقة صحراء شمال أفريقيا و الساحل.

عودا على سؤال البدء .. إن اعتماد مقاربة النيورِياليزم الجديدة، يبقى سبيلاً عادلًا و حكيماً. و لسوف يجعل من تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالإرهاب، عنوان حلّ نهائي سلمي و فعال. قد نجتنب به -ومعه- ويْلات العماه الملعون الذي قد أدخل شعوب صحراء شمال إفريقيا و الساحل، و معها شعوب الاتحاد الأوروبي تحت خطر الإرهاب الدموي الخارج عن السيطرة الميدانية.

عبد المجيد مومر الرحالي
شاعر و كاتب رأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube