مقالات الرأي

الحرب في أوكرانيا كشفت حقيقةالإعلام في الغرب

عندما تغيب الإنسانية لدى شريحة من الصحفيين ويميزون بين اللاجئ الأوكراني واللاجئ العراقي والسوري والليبي واليمني والفلسطيني والإفريقي ،ويضعون الأوكراني ذو العيون الزرق والشعر الأشقر في كفة والباقي في كفة،ويفتحون صدورهم للذين يعتبرونهم من فصيلتهم ويغلقون الأبواب في وجه الباقي،ويتبجحون بالديمقراطية والقيم الإنسانية.فإنهم يعبرون عن قمة العنصرية والسفاهة،وحتى وإن اعتذروا عن زلة لسانهم فإنهم أبانوا فعلا في حرب أوكرانيا عن حقيقة القيم التي يدافعون عنها ،عن العنصرية المتفشية فيهم،عن غياب الإنسانية عندما يصرون على ترحيل لاجئين أفارقة كانوا أم سوريين إلى بلادهم أوإلى إفريقيا في انتظار البث في طلباتهم.أي قيم بعد الذي يحصل اليوم .لقد انكشفت عورة الصحفيين والسياسيين ،ولم يعد يعطون قيمة للإنسان الذي لا يمتلك عيون زرق وشعر أشقر.الإفريقي والعربي لامكان له في مجتمعهم الديمقراطي ،لأنه لايفقه في مفاهيم الديمقراطيةوالقيم المثلى التي يتبجحون بها.لقد فتحوا الحدود على مصراعيها لكل قادم من الشمال واحتضنوه ،وأغلقوا الحدود لكل قادم من الجنوب لأنه لاقيمة له .أي قيم إنسانية عندما يكون خطاب الصحفي ،يساهم في تلميع اللاجئين القادمين من أوكرانيا،ويشوه صورة الإفريقي، أو السوري أو العراقي أوالفلسطيني أو…أو…حتى الذين تجشموا ويلات الحرب والعابرون للمحيطات والقارات والباحثون عن الأمن والآمان والديمقراطية والإنسانية المزيفة.لم يعد المحلل والمتابع لمايجري والمتشبع حقيقة بالقيم الإنسانية ،يثق في المثقف وفي الصحفي وفي السياسي الذي تربى في الغرب المنافق ،عندما ينظر بمكيالين لمأساة الأوكرانيين وباقي اللاجئين من القارات الأخرى.أحداث أوكرانيا كشفت عورة الصحفيين والسياسيين في الغرب.وبانت حقيقتهم وإنسانيتهم ،عفوا سقطت سهوا عنصريتهم الأصح.لاقيمة للثقافة التي تحملونها ،ولن نثق بعد اليوم في خطابكم السياسي ولا في رؤيتكم لمستقبلنا بينكم.أنتم من طينة العيون الزرقاء والشعر الأشقر،ونحن من فصيلة أخرى ،لامكان لها بينكم ،وحتى وإن تراجعتم واعتذرتم عن زلة لسانكم ،فإنكم أبنتم عن حقيقتكم .لقد ساهمتم بتفشي خطاب الكراهية وأوقدتم نار الفتنة والعنصرية والإسلاموفوبيا ،عندما تميزون بين اللاجئين الهاربين من الحروب فتقبلون بذوو العيون الزرق وترفضون الباقي .من حقكم أن تقرروا ماشئتم ،ومن حقنا نحن أن نفضح خطابكم المزدوج ونفاقكم اللامتناهي ،وعنصريتكم المقيثة.فقدنا الثقة في خطابكم السياسي ،وفي نظامكم الديمقراطي ،وفي الحرية التي تقدسونها. لقد أيقنا أن لامكان لنا بينكم ،وأن النظام العالمي الذي رتبتم كل شيئ فيه لم يعد صالحا لهذا الزمان،بسبب نفاقكم ونظرتكم الدونية للآخر الذي هو ليس من فصيلتكم .لقد شيعتم القيم الإنسانية والديمقراطية إلى مثواها الأخير بسبب مواقفكم وعنصريتكم اتجاه من يختلف عنكم صفة ولكنه أرقى منكم ثقافة وإنسانية.

أتألم لمايجري من دمار وقتل بلا رحمة ،عن طريق قصف عشوائي لايفرق بين المدنيين ومن يحملون السلاح.أتألم للعديد من الطلبة من المغرب والجزائر وتونس الذين يعانون معاناة كبيرة ولا يستطيعون المغادرة ،أنوه بالتحرك السريع للحكومة المغربية ووزير الخارجية المغربي الذي سارع في استقبال آباء وأولياء الطلبة المغاربة في أوكرانيا وتنظيم رحلات لإجلاء الطلبة بأثمنة رمزية،أنوه بالسفير المغربي ببولونيا الذي حرص بنفسه على استقبال الطلبة الهاربين من جحيم الحرب،وتلك شيم الدبلوماسي الذي نريد أن يمثلنا في الغرب.

لم ينتهي الكلام …………

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع ذا أهمية، وقناعتي الشخصية ليس في اوكرانيا فحسب لا قدر الله واندلعت الحرب في بافي الدول سيحصل الامر نفسه،

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube