الحرب الروسية الأوكرانيةمستجدات

الرئيس الأوكراني يخلق أزمة في أوروبا

الرئيس الأوكراني يضع الإتحاد الأوروبي و حلف الشمال الأطلسي بين المطرقة و السندان في حركة شطرنج تحمل بين طياتها الكثير من الدهاء السياسي وربما حتى قليلا من الخبث و المكر. فالناتو الذي أراد منذ بداية المواجهات العسكرية الطاحنة والغير المتوازنة بلحاظ فارق القوة العسكرية بين الوحش الروسي و أوكرانيا الضعيفة، أن يعتمد منطق المقاطعة والإدانة وفرض العقوبات الإقتصادية، دون الإرتكان إلى الخيار العسكري الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على كافة دول المعمور. فإن صمود الرئيس الأوكراني و تواصل خرجاته المحرجة لكل الدول التي تدعي دعمها لأوكرانيا قد توجت بإقدام الرئيس على توقيع طلب الإنضمام إلى المجموعة الأوروبية ليرمي بذلك كرة ملتهبة في ملعب الأوروبيين الدين أصبحت أصوات مواطنيهم تصفهم بالجبن و التخاذل أمام وحش روسي قد يأتي على الأخضر و اليابس.
بعض من العنجهية أيضا، هي الوضع الذي يعيشه المواطن الأوروبي الذي اعتاد أن تسرع دوله في الهجوم على دول لا حول لها و لا قوة بسبب أو بدونه ليقف اليوم مشدوها لا يدري سبب تخاذل حاكميه.
الرئيس الأوكراني يريد التلاعب بمشاعر الأوروبيين من خلال خرجاته رافعا شعار: ليكن الدمار لنا جميعا، ليس فقط لأوكرانيا. فالمواطن الأوروبي لا يعي مدى دقة المرحلة وخطورتها وما يمكن أن تعنيه قيام حرب نووية عالمية شاملة يخسر فيها الجميع دون أن يتوج منتصر محتمل.
الرئيس بلاديمير بوتين الذي أرسل أسرته إلى الملاجئ المعدة للإحتماء من هجوم نووي مرتقب، بعد أن أعطى الأوامر بالتأهب لإستعمال ترسانة الإنقراض النووية، قد يكون جادا في ضغط الزر مهما كلف الثمن خصوصا بعد عقود من مراكمة التجارب حول أوروبا وأمريكا ومدى احترامهما للمواثيق و المعاهدات، ومجرد احتمال وقوع ذلك ولو بأقل النسب ، فإنه ينبغي للأطراف العاقلة من مواطني العالم أن تتحرك في إتجاه تهدئة الوضع وعدم الإنصات لرئيس كوميدي سابق لم يعد لديه ما يخسره و مستعد لتنفيذ أكبر عملية انتحارية في تاريخ الإنسانية.
إن المعضلة الحقيقية أن الأوروبيين إذا هم وافقوا على ضم أوكرانيا إلى الإتحاد الأوروبي و الناتو بعدها، فذلك سيعني أن الرسالة التي ستستقبلها روسيا عنوانها المواجهة، والواضح أنه إذا ما تحقق الإحتمال فدول أخرى سيطالها الدك الروسي لتوسيع الخط الأمني و نقل الصراع إلى القلب الأوروبي.
أما رفض قبول أوكرانيا، فذاك سيؤدي حتما إلى تساقط حكومات أوروبية، وانتخابات سابقة لأوانها في أكثر من دولة خصوصا خلال الوضع الإقتصادي السئ الذي تعرفه مرحلة ما بعد الكوفيد وارتفاع نسب التضخم و غلاء المواد الأساسية بما في ذلك الطاقة من كهرباء و غاز طبيعي تشكل روسيا أحد الموردين الأساسيين لأوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube