مقالات الرأي

من فاجعة ريان إلى اعتزال حكيم زياش

عاش الشارع المغربي فاجعة الملاك ريان وشاركه حزنه العالم من أدناه إلى أقصاه.ويعيش اليوم إحباط بسبب الخروج في منتصف الطريق في كأس إفريقيا لكرة القدم في الكامرون ،وهي المتنفس الوحيد الذي بقي للشارع المغربي.،بسبب اختيارات المدرب،الذي لم يعد حوله إجماع،والكل يعرف الأسباب.المدرب البوسني ،ومن دون أن يعلم ،أصبح له دور سياسي بامتياز في الساحة المغربية،بحيث أن قراره بعدم استدعاء اللاعب زياش وصديقه المزراوي ،انشغل به الشارع المغربي ونسي الأزمة التي يعيشها بسبب الإنكماش الإقتصادي بسبب جائحة كورونا والجفاف الذي يعيشه الموسم الفلاحي ،وأزمة التساقطات التي غابت هذه السنة ،وستسبب مشكلا كبيرا في قطاع يعتبر العصب الحقيقي في الإقتصاد الوطني والذي يشغل فئة عريضة من الشعب المغربي ،تأثير الجفاف الذي يعرفه المغرب هذه السنة كان له تأثير على مستوى السدود مصدر مياه الشرب،في العديد من المدن الكبرى ولوأن المغرب بدأ يتجه منذ سنوات في بناء محطات كبرى لتحلية وتصفية مياه البحر كالمشروع الذي تقرر في مدينة الدارالبيضاء.فإذا كان الإعلام لعب دور مهم في فاجعة ريان،وجعل الشارع المغربي بل والعالمي يتضامن مع أسرة ريان ،وقريته المنكوبة، وانتقل من فاجعة ريان لتغطية اعتزال حكيم زياش ،بشكل كبير متناسيا التحديات الكبرى التي أصبحنا نعيشها بسبب أزمة الجفاف واستمرار أزمة كورونا،وتبعاتها ،فإننا أصبحنا اليوم نتوق ونتطلع لإعلام يهتم بانشغالاتنا الكبرى المرتبطة بآلإكراهات الكبرى التي يعرفها الإقتصاد المغربي والسياسة التي تنهجها الحكومة الجديدة بتمرير قوانين جديدة وتعليق قوانين أخرى تثير جدلا كبيرا في الشارع المغربي وبالخصوص إلغاء قوانين تتعلق بالخوض في الثراء الفاحش لبعض أغنياء المغرب.والتضييق المستمر على الحريات ،واستمرار محاكمة الصحفيين. في وقت يعيش الشعب المغربي إكراهات كبرى ،وفساد يتطلب متابعة إعلامية ،ومتابعة قضائية لملفات ،يعتبرها البعض من المحرمات الخوض فيها.إن الإنتقال من فاجعة ريان إلى الخوض في اعتزال زياش وسط اهتمام الشارع المغربي يفرض صحوة إعلامية من خلال خوض الصحفيين ورجال الإعلام في القضايا الكبرى وبالخصوص التحديات التي يواجهها الإقتصاد الوطني بسبب الجفاف ونذرة التساقطات هذه السنة.وهذا يتطلب تعبئة وطنية من أجل التضامن الوطني لمواجهة آثار الجفاف وآثار الجائحة على الإقتصاد الوطني .إن رحيل ريان والتغطية الإعلامية التي صاحبته كان نقمة على الأسرة ،لكن التضامن الوطني والدولي مع الأسرة والمغرب تحول إلى نعمة.وإقصاء الفريق الوطني المغربي بسبب اختيارات المدرب وبدعم من رئيس الجامعة الذي دعمه في عدم المناداة على عنصرين يعتبران من ركائز الفريق الوطني،كان كذلك نقمة بخروج الفريق الوطني من الربع،ولكنها بسبب دور الإعلام الذي غطى إعلان زياش بالإعتزال سيكون نعمة لأنه سينهي لا محالةالعبث الموجود في تدبير كرة القدم المغربية بإقالة المدرب الوطني،والمطالبة كذلك بآستقالة رئيس الجامعة الذي أصبح يجمع بين مهام كثيرة .

وقبل أن أختم هذه الإطلالة السريعة ،لابدمن توجيه نداء عاجل لكل الأقلام الحرة لكي ترفع التحدي بتناول القضايا الكبرى التي تتطلب فتح نقاش جدي وصريح.ولايمكن السكوت ،عن مسلسل الغلاء والمس بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي،والإثراء الفاحش ،إننا نواجه أزمة بسبب الظروف المناخية وإكراهات الجائحة وتأثيرها على الإقتصاد الوطني ،وبالتالي فإن التحديات كبرى ،وتعبئة الشارع المغربي وفتح نقاش صريح وموضوعي أصبح مطلبا شعبيا بعيدا عن مسلسل الترهيب والتهديد.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube