مقالات الرأي

وجهة نظر على هامش كأس إفريقيا للأمم بالكامرون

في النسخة الأخيرة لكأس إفريقيا التي فازت بها الجزائر خرجت الجماهير المغربية في غالبية المدن الكبرى وعلى رأسها الدارالبيضاء والرباط العاصمة وطنجة ووجدة والمدن الشرقية كاملة فرحة بالإنجاز المستحق الذي حققه الفريق الوطني الجزائري،وهذا باعتراف الرئيس تبون لقنوات التلفزيون وبعث جلالة الملك شخصيا برقية تهنئة في الموضوع للشعب الجزائري ورئيسه.واستقبلنا الفريق الجزائري بمراكش بترحاب كبير ،ووفرنا له كل الظروف الحسنة،لإجراء مقابلته مع فريق بوكينافاسو.لكن من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام الجزائرية ووسائل التواصل الإجتماعي بعد خروج الفريق الجزائري نرى حملة شرسة شعواء كلها حقد على المغرب والفريق الوطني المغربي والمغاربة قاطبة.ورموزه الوطنية ،متناسين أن الملك ،كان أول المهنئين بالفوز.وأستغرب كذلك لتصريحات الرئيس تبون الذي قال بأنه وشعبه يكنون كل الحب والتقدير للشعب المغربي ،لكن مشكلته هي مع النظام،غريب أمر هؤلاء الحكام الذين لا يعترفون بالجميل،ويمارسون سياسة التضليل على شعوبهم ،ويهيجون الشارع ضد شعب ودولة بمؤسساتها ورموزها لا لشيئ سوى وأنها شقت طريقا ،لبناء أمة على أسس صحيحة ،وسليمة ،اقتصاديا وسياسيا من خلال دولة المؤسسات ،وتخطو بثبات لتصحيح المسار الديمقراطي.المغرب ملك وحكومة وشعبا وقد عبر عن ذلك الملك عدة مرات أن المغرب على استعداد لفتح الحدود وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين،لأن مايجمعنا أكثر مما يفرقنا ،وأن وحدتنا هي التي تقلق الإستعمار الذي تحكم في رقاب الشعبين معا.ويستمر في نهب خيرات البلدين والتدخل في سياسة البلدين معا ،وليس في مصلحته الوصول إلى صلح وشراكة اقتصادية بل وتكامل اقتصادي بين شعوب المغرب العربي قاطبة. حملات الحقد التي نراها يوميا في وسائل الإعلام الجزائرية ووسائل التواصل الإجتماعي ،والتي لاتولد إلا الحقد والضغينة بين الشعبين بعيدة كل البعد عن القيم الإسلامية وثقافة حسن الجوار.أكررها مرة أخرى نحن شعب،واحد مايجمعنا أكثر مما يفرقنا ،الشعب المغربي لم يفكر يوما إيذاء الشعب الجزائري ،بل احتضن رجال الثورة الذين حرروا الجزائر ،ولم يهدأ لملوكه بال حتى حصلت الجزائر على استقلالها.إن زرع الفتن والحقد بين الشعبين لا يخدم مستقبل الأجيال القادمة. على الشعب الجزائري أن يتيقن بأن الشر لن يأتي من المغرب وشعبه،بل من الذين استعمروا البلدين ونهبوا خيراتهما ولازالوا يعرقلون وحدة المغرب العربي والتكامل الإقتصادي ،الذي لايخدم مصالحهم.

إن الحملات الإعلامية الجزائرية التي تغذي الحقد والضغينة بين الشعبين ليست من صميم القيم الإسلامية،وثقافة حسن الجوار.كفانا مع نعيشه اليوم بسبب القطيعة،متى يفتح المتحاملون صفحة جديدة لبناء علاقات على أسس متينة.اللهم اهدينا في من هديت،وعافينا ،في من عافيت وقنا شر ماقضيت ولا تهلكنا بمافعل السفهاء من الشعبين.تبقى الإشارة في الأخير ،أن مايغيض الرئيس تبون الذي صرح بتصريح مفاجئ عكس فيه حبه للشعب وحقده على الملك.هو في الحقيقة بعيد عن المنطق ،مادام أن الملك دائما وفي أكثر من خطاب يدعو لفتح صفحة جديدة لبناء علاقات متينة.إن ما يقلق النظام القائم في الجزائر ،التطور الكبير والمتسارع الذي يعرفه المغرب وهذا بشهادة جزائريين وتونسيين ومصريين زاروا المغرب وأكدوا جميعهم مسلسل التنمية والتطور الذي يعرفه المغرب،إلى جانب ذلك المغرب أصبح الوجهة المفضلة لدى المستثمرين الأجانب.

ملاحظة : الصورة التي اخترتها للمقال ،هي لقادة جبهة التحرير الجزائري الذين احتضنهم المغرب والمنطقة الشرقية

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube