مقالات الرأي

الظاهر والخفي في فضائح المنتخبين

بأزرار أبو سرين

لم تعد قوانا العقلية والذهنية تستوعب ما يجري على المسرح السياسي الذي تم إغراقه بكائنات أقل ما يقال عنها أنها دون مستوى هذا الوطن وتاريخه الحضاري والشعبي .
لقد آن الأوان ان نمر اليوم قبل الغد إلى مرحلة أصبحت فيها النخب مدعوة أكثر من أي وقت آخر إلى إستعمال فراملها القانونية والأخلاقية كما يفرضها الواجب الوطني لإيقاف هذا العبث الذي لم يعد مقبولا .
أمام أنظار الجميع وذهول المواطنين وأمام عدسات الكاميرات برلمانيون ووزراء ورؤساء جماعات يطلقون الكلام على عواهنه في تصريحات غير مسؤولة كالتراشق في البرلمان بألفاظ سوقية لا تليق بمقام هذه المؤسسة كما هو الحال في حالة محمد أوزين وعبد اللطيف وهبي بل إن الأمر أصبح مدعاة للسخرية حين سمح لرشيد الطالبي العلمي بالترشح من الأصل وهو متابع بشيكات بدون رصيد والتهرب الضريبي وعلى شاكلته كثيرون ومع ذلك تجدهم في هذه القبة المحترمة يشرعون .
إن الأمثلة كثيرة ومتعددة ولا مجال لذكرها الآن لكن لابأس من ان نسرد واقعة عمدة الرباط وهي ترمي بحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إلى مزبلة التاريخ في تحد سافر لعدد كبير من المناضلين دون الخوض في تصريحات تستدعي دخول النيابة العامة على الخط .
كل هذا دون ان نشير إلى المستوى الهزيل لبعض الوزراء كحالة عواطف حيار وليلى بن علي لكن الطامة الكبرى تجلت بشكل واضح في تدخل البرلماني هشام أيت منى والطريقة التي قرأ بها مداخلته والتي يتعبني ويؤلمني التعليق عنها .
إذا كان هو الظاهر في هذه الفضائح فإن الخفي منها قد يرقى جرائم في حق الوطن والمواطن وهو ما تجلى في السلوك المشين أخلاقيا وقانونيا لرئيس جماعة وادي المخازن والنائب البرلماني عن سوق الأربعاء الغرب السيد عبد العزيز بوحسيني الذي إنتقم من الدواوير التي لم يحضى بأصواتها إبان الإنتخابات الأخيرة فوصل به الأمر إلى منع وسيلة النقل المدرسي عن أطفال هذه الدواوير وهو بذلك يعرضهم إلى الهدر المدرسي في واضحة النهار علما أن شكاية في الموضوع وجهت على عجل في حينه إلى عامل إقليم القنيطرة .
إن الإقدام على مثل هذه السلوكات هو إجرام في حق الطفولة وفي حق الوطن ومستقبله لنطرح السؤال مجددا لفائدة من يتم الزج بأمثال هؤلاء في المعترك السياسي ؟
وأي مصلحة للوطن ننتظرها من هؤلاء ؟
لقد بلغنا مرحلة غدى الصمت فيها عن هكذا ممارسات جريمة في حق الوطن والمواطن وهذا التاريخ العريق لهذا البلد الأمين .
مقابل كل هذا وذاك يشرفنا كشعب ان نفتخر بمسؤولين أبانوا غير ما مرة انهم جديرون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم حيث بلغ إلى علمنا أن أفرادا من المفتشية القضائية لسوق الأربعاء الغرب رفضوا مأدبة غذاء مشبوهة وقد أسرنا هذا الفعل المسؤول والذي يعكس بحق رغبة عاهل البلاد في إقرار العدل وتمكين الحقوق من أصحابها في وطن للجميع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube