ضد التيار

الساسي: التطبيع حرب استباقية ضد الديمقراطية وينبغي الحذر من تراكم الخيبات التي ستخرج المواطن للاحتجاج كي لا يعود لبيته

قال محمد الساسي الأستاذ الجامعي والفاعل السياسي إنه لم يعد مفهوما اليوم ما إذا كان النظام المغربي يعاني من سوء تقدير أم إنه يتعمد الإساءة إلى نفسه، مستعرضا مجموعة من التراجعات التي حدثت بين سنة 2001 واليوم.
وأشار الساسي خلال ندوة بعنوان “المغرب إلى أين” إلى تراجع عدد الجرائد التي تناقش وتنتقد، ووجود عدد من الصحافيين في السجن دون وجود مبادرة للعفو عنهم، مع جنوح نحو المساواة بين الصحافي والإرهابي والمغتصب، إضافة إلى تراجع عدد الوقفات والإضرابات التي تنظم بحرية.
ومن بين مظاهر التراجعات التي توقف عليها المتحدث، أن المعارضين كانوا يتحدثون في الداخل وليس الخارج عكس اليوم، كما أن التلفزيون كان يحتضن النقاش، الذي باتت تحتضنه اليوم المواقع، مشيرا إلى أنه ورغم أننا لم نكن نعيش يوما ما الديمقراطية، لكن كنا أمام هامش ديمقراطي بجرعة من الحريات.
ونبه الساسي إلى أن ذلك الهامش الذي كان يتم التسويق له على أنه ديمقراطية أصبح هناك تخوف من أن ينقرض بعدما كانت هناك آمال ليتحول إلى ديمقراطية حقيقية.
ووصف الساسي الارتماء في أحضان إسرائيل بالأمر المؤلم، معتبرا الأمر دليلا على عدم ثقة النظام في المستقبل، فما يبدو ظاهريا أنه انتصار للنظام على خصومه وترويض الأحزاب وغيره، ينم عن خوف من عودة حركة مشابهة لحركة 20 فبراير.
وإذا كان النظام المغربي استعان بالإسلاميين في 2011، فاليوم لا يوجد من يستعين به، في ظل غياب قوة تملك المصداقية وقادرة على أن تلعب دور الإطفائي، وسط توقعات بأن تكون هناك موجات أخرى مما سمي بالربيع العربي، يضيف الساسي.
واعتبر أن اليوم أصبح هناك تحول من طلب الحماية من أمريكا إلى إسرائيل بالنسبة للدول الخليجية، مؤكدا أن التكنولوجيا الإسرائيلية غير قادرة على حماية الأنظمة من الانهيار.
وتعجب الساسي من التحاق المغرب بهذا الصف، رغم أن الملكية بالمغرب لها شرعية وقابلية للتحول الذاتي للديمقراطية عبر إصلاحات تدريجية، عكس الممالك الخارجية.
وشدد على أن التطبيع هو حرب استباقية ضد الديمقراطية، واصفا الأمر بالحماقة، خاصة وأن التطبيع المغربي انتقل من السر إلى العلن في ظرفية غير مناسبة، وبشكل استعراضي فج يتحدى المشاعر.
وحذر الساسي من تراكم الخيبات وخروج المواطن للاحتجاج كي لا يعود لبيته، مشددا على ضرورة النضال التدريجي السلمي الذي يصل لشاطئ الديمقراطية.
وأبرز المتحدث ضرورة الإصلاح قبل فوات الأوان، في ظل وجود أزمة مزدوجة بين أزمة نظام وأزمة معارضة، وتراجع المؤشرات الديمقراطية التي جعلت من غير الممكن اليوم الحديث عن استثناء مغربي.
وزاد “أصبحنا دولة لها مشاكل مع الجميع، والنظام أصبحت له معارضة جديدة في الخارج التي كنا قد تجاوزناها، والقضية ليست سجن لمعارضين وإنما فتح الإعلام العمومي لنقاش محترم ولكل الآراء”.
عن موقع لكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube