تقارير

 إطلالة على واقع الإسلام في فرنسا

يعيش في فرنسا حوالي ثمانية ملايين مسلم ، وغالبيتهم مواطنون ينتمون لمستعمراتها السابقة في إفريقيا.ويشكل مواطنو المغرب العربي نسبة كبيرة منهم

حوالي ستة ملايين ونصف.

واقع الهجرة في فرنسا عرف تطورات وأحداث في السنين الأخيرة.بتدخل جهات خارجية للتأثير على تدبير الشأن الديني، مما ترتب عنه صراع  نتج عنه ظهور

تيارات إما موالية لتركيا وقطر  اللذان تدعمان حركة الإخوان المسلمين،وإما تيار مدعم من رابطة العالم الإسلامي التي يوجد مقرها في المملكة العربية السعودية

والأزهر الشريف بمصر،والإمارات العربيةالمتحدة،دون أن ننسى الدور الذي تلعبه دول المغرب العربي في دعم المساجد  بالمال كذلك وبإرسال الدعاة والمرشدين

هذه التدخلات الخارجية في تدبير المساجدبفرنسا نتج عنه صراع بين كل المتدخلين الذين حاولوا كل من جهته استقطاب المساجد  والجمعيات الإسلامية بتمويلات مالية،مماجعل الساحة الفرنسية تعرف صراعات وتطورات نتج عنها تطرف وإرهاب ،أثر سلبا على واقع المسلمين بفرنسا ممادفع الدولة الفرنسية

في عهد الرئيس الحالي ماكرون التدخل من خلال طرح مشروع ينظم الشأن الديني في فرنسا  حتى تساهم الدولة في التدبير المباشر للمساجد والجمعيات

الإسلامية،ووضع حد للتدخلات الخارجية وتجفيف منابع الإرهاب من مراقبة صارمة للتمويلات الخارجية.

ولإعطاء صورة عن الإسلام في فرنسا التي تعتبر النموذج الذي تسير على نهجه العديد من الدول في أوروبا،لابد من إعطاء نظرة عن واقع الإسلام في هذا البلد.

فتدبير الشأن الديني في فرنسا هو تحت رءاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الفرنسيةCFCM الذي يترأسه محمد الموساوي بعد استحقاقات 2019

ومحمد الموساوي مواطن مغربي ينحذر من منطقة فكيك المغربية على الحدود الشرقية ويرأس تجمع  للمساجد بفرنسا يضم أكبر عدد ويحتل المرتبة

الأولى

هناك تجمع يرأسه حفيظ شمس الدين المسؤول عن مسجد باريس ،وهو بالمناسبة محامي  ناب عن البوليساريو للترافع في المحاكم الأوروبية ضد المغرب

والمسجد الذي يسيره  للتذكير فقط هو مسجد فرنسي وليس جزائري ،وللتاريخ حتى يكون المغاربة على علم فقد ساهم فيه جد الملك الحسن الثاني سنة

ألف وتسعمائة وستة وعشرون1926قبل تأسيس دولة الجزائر

والتجمع الثالث الأقل تأثيرا هومجموعة الأفارقة والجزر الفرنسية وترأسها المدعو فساسي دون أن ننسى الإشارة لتكتل أخير هو  تيار الإخوان المسلمين الذي

كان يترأسه عمار لصفر المغربي.وكذلك مجموعتين يوالون تركيا.ثم التيار الذي يقوده المدعو أنور كبيبش  وهومغربي يترأس تجمع مسلمي فرنسا ،نشيط

في حركة التوحيد والإصلاح المغربية داعم لحزب العدالة والتنمية ،ولاحظ العديد فتورا  أصبح يطبع علاقته بالحركة والحزب بعد انتخابات الثامن من شتنبر

والتي تمخض عنها تراجع كبير لحزب العدالة والتنمية.

أنور كبيبش تحالف مع حفيظ شمس الدين وأصبح ينسقان معا ضد التجمع الذي يقوده محمد الموساوي.تنسق أنور كبيبش مع محامي البوليساريو ورئيس

مسجد باريس الفرنسي وليس الجزائري للتأكيد مرة ثانية في ظل الأزمة التي تعرفها العلاقات الجزائرية المغربية المقطوعة والتهديدات التي مازال النظام العسكري يمارسها تفرض طرح مجموعة من الأسئلة  على جميع المؤسسات الساهرة على تدبير الشأن الديني بالمغرب،ولماذا لم تتحرك لتنبيه  السيد أنور كبيبش

فوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى،ومجلس الجالية وكل المؤسسات الأخرى ،دون أن ننسى دور وزارة الخارجية في غياب وزارة

الجالية المغربية. فكل المؤسسات التي ذكرت فشلت في توحيد ثلاثة مغاربة يوجدون على رأس ثلاثة تجمعات للمساجد في فرنسا وتشكيل قوة ضاربة ضد  محامي

البوليساريو حفيظ شمس الدين المسؤول عن مسجد باريس الذي هو في ملكية الدولة الفرنسية وليس الدولة الجزائرية

هل القرار الذي اتخذه أنور كبيبش له علاقة بالخرجات الإعلامية للريسوني الأخيرة ،نتساءل فقط هل خرج أنور كبيبش لمعارضة الدولة المغربية بانضمامه لتحالف يضر بمصالح الدولة المغربية خصوصا مع محامي سبق له أن دافع عن البوليساريو ومازال ،ثم سؤال أخير لأنور كبيبش ،كيف ينظر للتطورات التي تعرفها العلاقات

المغربية الجزائرية والتهديدات المستمرة للنظام اتجاه المغرب

نحن كمغاربة لابد من دعم المملكة المغربية في صراعها مع الجزائر ،ولكن في نفس الوقت يجب أن تشبث بالحكمة ،وندعو لمراعاة التاريخ المشترك  بين البلدين

فمايجمعنا أكثر ممايفرقنا.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

الأولى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube