حيمري البشير

راضي الليلي وغيره الذين تجاوزوا كل الحدود

المغرب بالمقارنة مع جيراننا والعديد من الدول العربية خطى خطوات جبارة في مجال مأسسة حقوق الإنسان ووضع حد للتجاوزات الخطيرة التي عاشها المغاربة سنوات الرصاص.واستغلال المجال الواسع للحريات لايعني عدم احترام المؤسسات الحريصة على استقرار المغرب وأمنه .سأكون ضد لجم الأفواه التي تحارب الفساد ونهب المال بأدلة وبراهين قاطعة،وسأكون حريصا على عدم السكوت على كل من سيستغل منصبه للإعتداء على كرامة وحرية الآخر.لكن  في المقابل لن أقبل بمسلسل التشهير ضد الأشخاص عاديين كانوا أم مسؤولين  بدون سبب أو دليل  أوحجة .فالقانون يجب أن يكون  فوق الجميع  وسلطة القضاء فوق الجميع ،ومن هذا الباب فالقضاء نريده أن يكون مستقلا يحاسب المسؤول والمواطن العادي.البلاغ الصادر عن مؤسسات سيادية لمتابعة راضي الليلي ومن تجاوز حدوده ،وصدور مذكرات اعتقال دولية في حق المتجاوزين للقانون،مسطرة ليست سهلة  بل هي معقدة  لاسيما في تواجد المتابعين في دول تضمن حرية التعبير ،والإلتزام بالمواثيق الدولية ،وسيكون تطبيق القانون عليهم صعبا بل مستحيلا  لكون الغالبية  إما أصبحوا يحملون جنسيات البلدان التي يعيشون فيها ،أوأصبحوا لاجئين ومن باب المستحيل تسليمهم للمغرب للمحاكمة ،وفي كلتا الحالتين سواءا حملت  الجنسية ، أولاجئا فإن التسليم مستحيلا.وبناءا على هذه الوضعية فمسلسل القدف والشتم سيستمر والإساءة للوطن لن يقبل بها أي مغربي ومهما كان موقفه من استمرار الفساد ونهب المال العام في المغرب .نحن بحاجة في بلدنا إلى تعزيز ترسانة القوانين الحامية لحقوق الإنسان المغربي.وليس لمسلسل العقاب ،بل نحن في حاجة لمسلسل الحوار وإقناع أولئك الذين تضرروا أوأساؤوا للوطن بشتى الطرق بأن يستفيدوا من النماذج الديمقراطية التي يعيشون بينها،ويتصرفون وفق مايعيشونه يوميا في بلدان جعلت احترام حقوق الإنسان من أولوياتها.في اعتقادي أن متابعةمغاربة يعيشون في بلدان متعددة .بلدان ديمقراطية.لن يضع حدا للتوتر القائم  وسيجعل وسائل الإعلام الغربية،تستهدف المغرب من جديد في الوقت الذي نحن أحوج  اليوم بالضبط وقبل أي شيئ آخر في الوقت  بالضبط إلى رص الصفوف  وعدم ترك أية فرصة ومجال  للذين يسعون لزعزعة استقرار المغرب واستهداف وحدة ترابه.لقد خطونا خطوات جبارة في مجال حقوق الإنسان في العالم العربي وعلينا أن نحافظ على هذه المكتسبات وعلى صورة المغرب.ونعيد النظر في تدبير  مثل هذه الملفات الشائكة  عن طريق الحواروأسلوب الإقناع  .ثم لابد من الإستمرار في مسلسل الإصلاحات ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة ،ثم استقلالية القضاء من أجل محاكمات عادلة.ثم لامناص من انفراج ومصالحة مع حراك الريف وطي هذه الصفحة كما طويت في السابق صفحة سنوات الرصاص وفي انتظار ذلك نتمنى أن نبدأ  أول يوم في السنة الجديدة بتفاؤل يجعلنا نتطلع  دائما لاستعمال العقل وصوت الحكمة  في تجاوز المحن التي نعيشها.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube