مقالات الرأي

مجتمع الحاجة ل “مقاتلين “

لحسن صبير ناشط سياسي وحقوقي

ثمة مثل مغربي شهير منطوقه :”القرد الشارف عمروا ما كايتعلم”,,,هذا السؤال طرحته على نفسي وقد شرفني الاخوة بالانضمام يومها لاحدى اللجان الجهوية لحقوق الانسان التابعة للمجلس الوطني لحقوق الانسان ووجدتها مناسبة اعتقدتها سانحة للبحث في ممكنات وضع بضعة افكار مسلحة بجرعة ارادة وكثير قناعات في مصلحة استراتيجية لاستنبات/عضونة(المصطلح الغريب النحث الذي استثثار اهتمام وربما استغراب الاستاذ العبادي ذات لقاء وطني لممثلي اللجان الجهوية) ثقافة حقوق الانسان ،ليتبين لي سلوك طريق غير منتج ومهدر للموارد والطاقات والوقت (كما لو كنا نملك ترفه كمجتمع) منهيا كذا مغامرة بالاستقالة .
لقد آمنت دوما ب”الانموذج” القابل للتعميم/العدوى ، في مجتمع وطني ، وحتى دولي – كي لا نظلم ناسنا – يمكن تحويل مثلبة “حس القطيع” به الى فرصة لانتاج الضد البنيوي ,
كانت هذه رؤيتي أيضا ، حينما تسلمت يوما مقاليد الشان الشبابي الاقليمي باحدى التجارب الحزبية ، حيث ركزت دوما على الدعوة لصرف النظر عن مشكلات واحابيل “المركز” وولاءاته والانصراف لانتاج نموذج ميداني محقق في الارض”يقتدى به” .
وهي قناعة لازمتني مهنيا ونقابيا ايضا ، لذا كرهت دوما “مرض ” التشكي اللامحدود عن “غياب الوسائل” و”انعدام الظروف”و”الامكانيات”،وظلم الادارة وزبونياتها الشبكية و,,وو. ففي مجتمع “ثالثي” لست منذورا لسواد عيونك ،بل رجل/ امرأة مهمة ،ان اعتنقتها حقا كرسالة او حرفة حتى ، لكي تكون : انت كما تحب ان تكون وبابسط الامكانيات ان لم تكن معدومها تماما . فيكفي ان تجول بنظرك لاؤلئك المهنيين وتلامذتهم في اتون الحروب ,,في كذا مجتمع ضعيف الارادة السياسية ، مناور تاريخي ، مهدر الامكانيات الضعيفة اصلا ، انت منذور لكي تكون مقاتلا ,,ولآخر رمق ,,ما لم ترد ان تمضي عمرك المهني “قنا” مغلفا بكثير بهارات شعارية خادعة .
مناسبة القول ، هذا الوضع الحقوقي المتشظي ، الجامع بين ممتهني الالاعيب السياسوية المتماهية مع كثير حسابات دولية واقليمية ،وممتهني “حرفة” صارت ك”الصحافة” ،مهنة من لا مهنة له بسبب بحث عن منفعة عابرة او بسبب تشوه في الفهم وعجز في الارادة،وممتهني الجري وراء تسقط الاحداث من هنا وهناك لعلهم يجدون فيها مناسبة تقرير يضم لعرض الرصد السنوي او تعزيز جانب توصية مسبقة التفكير والهندسة ،أو تدخل “قطميري” ينبئ عن دليل حياة وجدوى في المفرد ، بينما آلة الكلي الجهنمية تستمر محركا في انتاج الفظاعات اللانسانية في المستويات “التحت ارضية” صمتا وتواطؤا اجتماعيا ، تارة مخافة العار الاجتماعي لمجتمع منافق ، او تسترا ومقايضة مصلحية فجة ,
و آلة الكلي الجامع هذا المسمى مجتمعا ، والخارج لتوه من قرون سحيقة من الاستعباد و الاستبعاد ، والتشيئ المشرعن بقوة “المقدس”، لا يمكن الرهان فيها على من عجنتهم عقود من التنشئة على الملائمة ب”الموروث” ، فصاروا وقد اشتد عودهم ، شبابا او كهولا فتشربوا ما نشأوا عليه ، ولا الرهان على “التغيير من فوق”، في ظل التباس الارادة وترددها ، ومناوراتها التاريخية ,,
بل تحتاج الى “مقاتلين” حيث هم في مجتمعاتهم المحلية ، والمتجهين اساسا الى الطفولة البكر ، لصد موجة “الطلبنة” المدعومة رسميا .
وبادوات ابعد ما تكون عن أسلحة “ثقافة النقل”، اذ لا يمكن فصل نبل الغاية عن نبل وسائلها ووسائطها ،وبالاخص حينما تتصل باستعادة انسانية الانسان حرمة حقوق وثقافة واجبات ، وبناء صمامات امانها ، وفضاءات هذه الطفولة متعددة والمدرسة ليست الا واحدا منها ,,هو ذا المجتمع العميق ،مجتمع يراهن فيه على جيل او جيلين بنفس “مقاتل”، عوض مجتمع “الكبار” الذي تعددت “طبقاته الرسوبية ” المتنافرة “الاعمار الجيو-تاريخية” المنتجة لمشهدية “الشيزوفرينيا” الحالية ، وبين الرهان على “الامل في المستقبل” وما يمثله من ناشئة لا تزال مسلحة بمساحات شاسعة للفطرة وبين “القردة الشارفة” تفرز ارادات المغرب الذي نريد ، ومعها من يسعى لبناء مجتمع الحقوق والواجبات في سياقه ومتطلباته الكونين ، ومن يسعى لاستدامة التلهي او الالهاء(سيان) ب”الاحتفاليات” الصورية ، مقابل استدامة واقع لا انسي ولا انساني ،او جعل مجال “الحقوق” حقل انتفاع مادي او سياسوي او سوق استرضاء اللذة الشعارية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube