حزبيات مغربيةمستجدات

إدريس لشكر: كي كان وكي ولى (الجزء الأول)

أحمد رباص – حرة بريس

نظمت وكالة المغرب العربي للأنباء يوم للخميس 29 يوليوز 2021 ، الحلقة السادسة من مسلسل الملتقيات الخاصة بالمسلسل الانتخابي في سياق انتخابات 8 سبتمبر والتي دعت إليها قادة الاحزاب السياسية.
بهذه المناسبة، تحدث لشكر عن موضوع “الاتحاد الاشتراكي.. أي استعدادات لانتخابات 2021؟”.
في هذا السياق، دعا الكاتب الأول لحزب الوردة اتباعه للبحث عن التقدميين في موائلهم الذين يتجاهلون بعضهم البعض. وفي نظره، يجب على المناضلين الانخراط في مجتمعهم.
قبل ربع قرن من الزمان، كان إناء الرئيس الحالي للاتحاد الاشتراكييرشح بنفس المحتوى، ولكن بلغة مختلفة. وشاع آنذاك أنه قال إنه من الضروري التمسك بنضالات الجماهير الشعبية، والاندماج في نضالات الطبقات العاملة، والإشراف على البروليتاريا وتنظيمها، والعمل على توعية العمال، وتعبئة القوى العاملة.

كان عقد السبعينيات محوريا وانتهى العقد الأخير من القرن العشرين شاهدا على إنضاج التناوب التوافقي فوق نار مضطرمة انطلاقا من 1993 ولم تقدم أطباقه للعموم إلا سنة 1998 تبعا لرغبة الملك الحسن الثاني في إنتاج نسخة جديدة من حكومة عبد الله إبراهيم التي رأت النور في ماي1960، وكذا في ضمان انتقال سلس للحكم إلى نجله وولي عهده.
على هذا النصف الثاني من القرن الماضي، اعتبر إدريس لشكر شاهد عيان وممثلا رائدا لهذه الحقبة التي سميت في بداية عهد الملك محمد السادس بسنوات الجمر والرصاص، حيث سيشكل الملك الشاب والجديد هيئة الإنصاف والمصالحة لتصفية حسابات تلك المرحلة العصيبة.
كان إدريس لشكر محظوظا، إذ اجتاز صراطها وأوديساها دون الكثير من الأضرار الشخصية، وها هو اليوم يحمل هذا اللقب المرموق ككاتب اول لحزب عبد الرحيم بوعبيد، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق الذي سيسجله التاريخ باعتباره أخذ على عاتقه في عام 1959 تحرير الدرهم المغربي من عملة المستعمر الفرنسي.
منذ أكثر من نصف قرن بقليل، في عصر الأحلام واليوتوبيا والتضحية، دخل الشاب إدريس السياسة وهو يبلغ بالكاد من العمر 16 – 17 سنة. لم يترسخ بعد الانقسام داخل حزب المهدي بن بركة، ولم يكن إنشاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد سكن أذهان الناس بعد. لكن بذور المواجهة الكبرى موجودة. الجناح النقابي “الخبزي” ضد الجناح السياسي، التيار الثوري ضد التيار الإصلاحي، جناح الرباط ضد جناح الدار البيضاء،..
كانت تلك حربا أهلية صغيرة مزقت الحزب وترددت أصداؤها وتضخمت حتى في الحرم الجامعي الوحيد في المغرب في ذلك الوقت، جامعة محمد الخامس حيث كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي يهيمن عليه تحالف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب التحرر والاشتراكية، في خضم صعود اليسار الجديد بنية أن يعيد إلى غرف تغيير التاريخ كل هؤلاء الناس الجميلين الذين يمثلون فئة انتهازية وبرجوازية صغيرة مغرورة.
وعندما أصبح إدريس لشكر في اعقاب مؤتمر عاصف زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لاحظ خصومه وآخرون، ان العباءة، التي كان يرتديها عبد الرحمن اليوسفي وخليفته من بعده محمد اليازغي، فضفاضة وكبيرة جدا عليه.
رأى المدافعون عنه أن ذلك ظلم في حق الرجل، لم يأخذ مرتكبوه بعين الاعتبار لا روح العصر، حيث لم يعد الوقت مناسبا في كل مكان عبر العالم بالنسبة لشخصيات كاريزمية عظيمة، ولا تاريخ إدريس لشكر.
هل يدين لشكر إلى تربيته السياسية في هذه البيئة شديدة الصراع بميله إلى العنف الجسدي، منظورا إليه على أنه “شرعي” عندما يكون “ثوريا”؟

(يتبع)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube