أخبار المهجرمقالات الرأي

سجود الحراكا المغاربة بعد وصولهم شواطئ اسبانيا يساءل مفهوم المواطنة ومقوماتها…

الحسين فاتش اسبانيا

تتناقل شبكات التواصل الاجتماعي باسبانيا هذه الأيام فيديوهات توثق للحظات الأولى التي تطأ فيها أقدام الحراكا المغاربة َمستعملوا قوارب الموت اليابسة بالساحل الأندلسي او بجزر الكناري او جزر البليار مع التركيز على اللقطات التي يخر فيها الوافدون سجدا و الاجهاش بالبكاء الذي يصل في حالات البعض من الشباب درجة الهستيريا.
الاحصائيات تقول ان عدد المهاجرين المغاربة الذين وصلوا اسبانيا خلال فترة مابعد الإعلان عن حالة الطوارئ سجل ارتفاعا بنسبة 130٪ مقارنة مع فترة ماقبل جائحة الكوفيد 19 مما يرمز الي انه بات الوضع صعباً بالنسبة للشباب المغربي،العاطل اصلا والذي جاء تفشي فيروس كورونا الجديد ليعمق من معاناته ويزيد في انسداد الآفاق لديه حيث لم يعد أمامه من مخرج لازمته المركبة غير الهجرة نحو اسبانيا…
مصالح مراقبة الهجرة أشارت الي معطي جديد يتجلي في وصول أسر مغربية بكامل افرادها على متن قوارب الموت مما يعزز فرضية تفاقم سوء الأوضاع السوسيو اقتصادية بالنسبة للشرائح الاجتماعية التي تعيش على الهشاشة والتي تعتقد انها ستحقق حلم تحسين اوضاعها المعيشية باسبانيا….
ظاهرة تواتر وصول قوارب الموت الي الشواطئ الإسبانية وترجل ركابها منها ليخروا سجدا متخشعين على ضفاف شطئان السواحل الإسبانية اصبحت تعيد الي الاذهان تلك الكارثة الإنسانية التي خلفتها سفن الشعب او boat People التي كان يبحر بها اللاجئون الراغبون في الهرب من بلدهم فيتنام الذي كانت تمزقه حرب 1975….
المغرب في الصورة التي تظهرها بها البروباكاندا الدبلوماسية في الخارج وبالتحديد كما هي مترسخة في مخيلة الراي العام الاسباني، بلد غني و مستقر وأمن ينعم بثروات طبيعية بل يعتبر المغرب في نظر الكثيرين اغني من بعض الدول الاروبية وبعض مظاهره الخارجية تجعله يبدو .اكثر غني من الولايات المتحدة ومن دولة اليابان …
غير أن كعب اشيل المغرب وسوء حظ المواطن المغربي ينعكس في ظاهرة الفساد وشيوع مبدأ اللاعقاب ونهب وتهريب المال العام نحو الخارج، إذ ذكر تقرير صادر عن المركز العالمي للنزاهة المالية أنه تم تهريب 12800000000 دولار من المغرب إلى الخارج بين 2001 و 2010 . ( 12 مليار دولار) . ومن الأدلة القاطعة على غنى المغرب نقرأها في التعويضات والاجور الخيالية التي تمنح للموظفين السامين و البرلمانيين والوزراء وخدام الدولة وما يصرف على الزوايا والاضرحة وعلى قبور الاولياء الصالحين الخ…
الدولة المغربية حسب خلاصة إحدى الدراسات تضع رهن إشارة مليون موظف 115 ألف سيارة من آخر طراز لتسهيل مهامهم في مختلف الإدارات العمومية، مقابل 72 ألف سيارة ل 21 مليون موظف في أمريكا، و 3400 سيارة مصلحة ل 3.5 ملايين موظف في اليابان. . وهكذا يتضح ، بأن المغرب بلد لا تنقصه الأموال وان شعبه لا يجب أن يكون على هذه الدرجة من الفقر والحرمان والعوز التي تجعله يطلب التطبيب والرغيف و اللجوء عند اسبانيا او عند اية دولة اخري….
ظاهرة تهجير المغاربة التي اصبحت تكتسي طابعا جماعيا مقلقا وما تثيره صور سجود الحراكا وابتهالاتهم بالحمد والشكر للسماء…وكذا أضطرار هؤلاء الشباب لطلب اللجوء الإنساني أسوة باللاجئ السوري الفار من همجية داعش او اللاجئ الافغاني الذي يطلب الحماية الدولية من أن لا يتم رجمه او رجم زوجته وبناته حتى الموت على يد قطعان الطالبان تسائل مفهوم المواطنة الاجتماعية التي هي عقد بين الإنسان المغربي وبين وطنه المغرب الذي يحيا ويقيم به وينتمي إليه ويحمل جنسيته ويخضع إلى القوانين المنظمة له ،ومن دون أن يحصل المواطن المغربي على حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحفظ له كرامته وتحول دون أن يهاجر و يذل او يهان من أجل كسرة خبز فهذا دليل على اختلال يعتري مفهوم المواطنة ومفهوم العقد الاجتماعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube