فضاء القراء

مغامرات لورين و شريف / المحطة العاشرة

 يوسف بولجراف

دخلنا في تسلسل زمني لوسط أمریكا  حيث  المكسیك الان و غواتیمالا و الهندوراس و أظهرت الآلة لنا صورة رائعة من تلك الحقبة بین حوالي

2000 ق.م إلى 250 م ! فما كان عن لورین سوى أن طلبت توقیف الالة للتعرف على حضارة المایا القدیمة ! أنا عرفت ما شدها إلیها هي ما

شیده شعب الأزطیك من عمران و خصوصا تلك الأشكال الهندسیة التي تشبه أهرامات الجیزة ! قلت لها إنها لیست وجهتنا سنعود إلیها مرة ثانیة نحن الآن  في مهمة خاصة یجب أن نعود لنقترح على رئیس الحكومة من سیخلف وزیر الحكامة ، لكنها أصرت على النزول ،-  و على الأقل لو كنت بلباس ریاضي !روعة الإكتشاف في هذه الحضارة هي تسلق التضاریس للإستمتاع بالمناظر الخلابة و أهم شيء دراسة إشارات و معرفة كتب تلك

الحضارة فهناك أمكنة داخلها ملعونة لا یجب الدخول إلیها ، هي فوق المقدسة و دخولها ممنوع یربك  الأحداث  ! لكن لورین أصرت رغم ذلك و

رضخت لأمر الواقع نزولا عند رغبتها على سعدي و وعدي ! و نبهتها تتحمل مسؤولیة رغبتها و إن تعبت هذه المرة  لن أحملك مرة أخرى فوق ضهري !مفهوم !، أول ما حطت الالة نزلت لورین متلهفة حتى أنها لم تنتبه ف تعثرت في فجو صغیر كادت تسقط لو لم أمسكها بردة فعل تلقائیة لكنها كسرت الجزء السفلي لحدائها ! ها ما  قلت  لك ! رجعت للآلة بسرعة لاتحقق من المكان بالضبط كنا على سفح تحت جبال الأندیز بمنطقة أورورو الیوم وهي مدینة بولیفیة مشهورة ب كرنفالها الذي یعد أكبر كرنفال ثقافي في العالم و یدخل في روائع التراث الشفهي وغیر المادي للإنسانیة حسب

الیونیسكو ، سرنا قلیلا و نكتشف، أول ما صادفناه كان شخصین یشبهان الهنود الحمر ثم تحولا فجأة  لقردة بینهما فأر صغیر يحدثهم  و ینصتان إلیه بشغف ،اقتربنا بحذر و بدأنا نستمع أیضا كان یروي لهما قصصا لأسلافهما و كیف كانوا یعیشون و بطولاتهم مندهشین و متحمسین و كلهم فخر ، ثم فجأة هجمت علیهم خفافیش أحدهما أصیب في مقتل و مات ،لكن الاخر سیعیده مجددا إلى الحیاة ،ذهلنا للمشهد ثم تبعناهما بخطى حذرة  دون أن یشعرا بنا حتى وصلا إلى مكان فیه أشجار كثیرة فبدءا یقطعانها فقط بالكلام و تحریك الأیدي في الهواء دون أي فأس أو معول ! قالت لي لورین ! لا لا هذا كثیر ،

… فجأة تتحول كل تلك الأشجار إلى بشر و كأنه جیش في خدمة الشخصین ! انبهرت لورین قالت لي ما هذا ؟ قلت لها “شوفي و سكتي” راقبي دون أي كلمة ،

أحدهما تحسس وجودنا فعدنا هاربین ،من كثرة الخوف سقط حذاء لورین و لم یكن لي الوقت الرجوع إلیه ! ركبنا الآلة و بسرعة اختفینا عن الأنظار ،

ولكن  دخلنا في مشكلة أخرى أكبر ! كتبت الالة ورنینج مع صوت إنذار ! لایمكن الرجوع دون حذاء لورین! ، لأن بدونه ستغیر مجریات كثیرة في

التاریخ الحدیت ! قلت لها ماعلیش ، لا یهم ! كتبت لي كیف لا یهم ! حذائها الضائع سیتسبب في إنتصار هیتلر في الحرب العالمیة الثانیة و

سیستعمر العالم ب أسره و ستنقرض عدة شعوب و یصبح الألمان و الیابان و الطلیان و الإسبان أسیاد العالم و لیس بهذا الشكل الذي تراه .. لا یمكن

یجب أن تعود و تبحث عن حذاء لورین..أرأيت تعنتك يا لورين  أوصلنا ! “شفتي ما كاتسعفیش”

بعد أن رصدت لنا الآلة مكان الحذاء ، زودتني بساعة ذكیة تحسب المسافة  و تمسح الأرض طبوغرافیا ! في الحقیقة ما أنقذنا من جیش الأشجار هو

حذاء لورین ! فما أن عثروا علیه توقفوا عن مطاردتنا و بدء كل واحد منهم يتكلم  بلغته الخاصة ثم حملوه كطوطیم إلى معبدهم ! نسخت الآلة

حذاءا مماثلا لاستبدله عندما أدخل المعبد ! كل شيء الآن متفق علیه و جاهز ماعدا تعنت لورین و إصرارها مرافقتي ! و هي تؤكد لي أن المرأة

الشجاعة هي من تنقذ نفسها بنفسها ! هذه المرة كنت حازما و طلبت منها أن تبرح الآلة و لاتخرج منها لأي سبب كان ، سرت في إتجاه إشارات الساعة حتى مكان المعبد،كان في وسط جبل بداخل مغارة یحیط بها حید مرجاني وتضم كهوف فیها أنهارتجوبها أسماك القرش ، إنتظرت خروج آخر

ًحراس المعبد في الغرفة الأولى و دخلت ، حقیقة لو لم أكن أعرف أن المكان كهف لاعتقدت أني في قصر أو متحف بدیع بنقوش و كتابات رسوم

مبهرة آیة في الجمال و غرف صغیرة بلون أحمر خافت حیث تنتشر في كل واحدة حیوانات محنّطة مثل النسور والنمر الأمریكي”الجاغوار” و كلما

تعمقت في الدخول إتسعت المساحة أكبر بساحة مشدودة ب مائة من الأعمدة فى شكل ثعابین مریّشة أو ذات الریش المزركش و بعض الغرف یخرج

منها البخار تشبه حّمامات السونا ، كان همي إیجاد الحذاء و فقط و الرجوع سالما دون مشاكل ! بدأت أبحث في كل الغرف ، في البدایة دخلت غرفة

مظلمة كان فیها أطفال رضع حدیثي الولادة نائمین ! و رؤوسهم مشدودة بأخشاب حتى أن منهم ما أصبح رأسه مبسطحا ، قرأت على الساعة أنهم أن

وضعهم هذا طبیعي فقط من أجل تشكیل رؤوسهم على شكل مستطیل فتلك الخشبتین المربوطة بضمادة على رأسهم تنزع  ، حالما تصبح الجمجمة

مستطیلة! فجأة سمعت موقع أقدام دخل شخصین إلى الغرفة یتفقدان الأطفال ! ما أثارني أیضا هو شكلهما فقد كانا بدون أنف ولا أذنین ! غالب الظن

هما من حراس المعبد المقاتل للذبابة ” یاكاش” العملاقة الرنانة ذات الأجنحة الزرقاء و التي تهاجم الأذنین و الأنف و فقط ، تأخذهم من أجل

الاستتیك ربما ! بعدها خرجا إتجهت نحو الجدول الذي تجوبه الحیتان أين تأتي أصوات غریبة قادمة من غرفة أخرى ،  أطل ف إذا بي أجد لورین

واقفة وسط جمع كبیر یدور من حولها و یسجد ! كیف یعقل ؟ اندهشت ماهذا و كیف أتیت ! رأتني و ضحكت ، قالت لي تعالى شریف أدخل لا تخف

أنت في أمان ، أنت احترت  في هؤلاء !  أنظر أنا هنا أصبحت كلیوباترا معبودتهم و آمرهم ینفذون ! ماذا ترید أن تطلب أو تشتهي یحضر بكل آلاف

لغاتهم ،

قلت لها أولا كیف وصلت  قبلي ! و قد نبهتك أن لا تخرجي من الماكنة ! فشرحت لي ما تناسیته ، فقد فهمت من الآلة أنه مادام الحذاء أخذوه

كرمز من طوطم للعبادة فإن صاحبته ستقدس لامحالة  إن رأوها به ! هذا ما كان ! _ یا سلام یا حكیمة الزمان ، یا سندریلا ، نفرتیتي زنوبیا قلتي! كلیوباترا ها ها

! و تعتقدین أنهم فعلا یعبدونك الآن یا كلیوباترا ! و تانیا أنت  لا تفهمین شيئا  ! إنهم الآن یقومون بترتیباتهم الأولیة و هي تدخل في طقوسهم لیقدموك

بعدها قربانا للحیتان ، ! إوا أنقذي نفسك الآن یا كلیوباترا ! سأبرق    لرئیس الحكومة برقیة أكتب له عندما تصبح لورین كلیوباترا یتعذر علینا المجيء الآن /ظظ/ و بقینا هنا سنحارب الحیتان و المخلوقات الخرافیة /ظظ /و نصبح أبطال الأساطیر حتى ینتصر الهنود الحمر /ظظ/ “و لي زندیان دي زباش”ظظ/.. ! نحن في ضیافة أسلافهم الآن ظظ، إنتهت البرقية .من حسن حظي كان لایزال لم ینتبه إلي أحد من مطوقي لورین كانوا یدورون حولها و یتمتمون بشكل دائري ، من شكل وجوههم الممسوحة عرفت أنهم العجنة الثانیة للالهة ، بعد أن خسرت لهم العجنة الأولى من البشر المصنوع فقط من الطین ! الجیل الأول سرعان ما شابته عیوب و كان یسهل القضاء علیهم فقط بالماء ! هذا الجیل الثاني مصنوع من الخشب و لیس لدیه إحساس بالآخر و هو في خدمة آلهة التعفن المسیطرة على العالم السفلي و نحن الآن نتواجد في وسطه ، یجب أن نخرج من هذا الدهلیز،

كنت واقفا وراءهم مباشرة و طلبت من لورین أن تبقى مكانها و لا تثیر إنتباههم نحوي لأتمكن من تخلیصها ! أشرت لها بیدي أن تقفز إلي حال

أعطیها إشارة بذلك ، و أنا أفكر في طریقة الخلاص تعلمني الساعة الیدویة برسالة ، تصفحتها كانت جواب رئیس الحكومة على برقیتي ! في العادة هو لا یجیب أبدا رسائلي أغلبها تبقى علیها علامة “نظر “و فقط ، لكنه أجابني هذه المرة و یسألني في إجابته هل عندنا علاقات دبلوماسیة معهم ! لم

أتمالك نفسي من الضحك ! و أنا أتابع فحوى الرسالة ینصحني بالتوجه إلى  أقرب قنصلیة  هناك ، ریثما یتصل بوزیر الخارجیة و یحیطني علما أنه لا یمكن له مساعدتي و إرسال فرق  الأمن الخاص للإنقاذ  لأننا نوجد خارج نطاق المخزن !  أغلب الظن برقیتي له اختلطت ربما مع برقیة الباشا حمو و هو محاصربالمتظاهرین في سید الزوین ! لاحظت لورین ضحكي و زمجرت غضبا ، أهذا وقت الضحك یا شیریف ! أجبتها : أنت لم تقرئي رسالة رئیس

الحكومة   كيف جاء جوابه لي و أیضا لقد قلت أن المرأة الشجاعة هي من تنقذ نفسها بنفسها !

– یاك حسنا  هوممم .

و من حسن حظي أني وجدت في جیبي ولاعة ألبیرت من

القرن العشرین قد تفي بالغرض أتذكر أنه كان قد مدها لي في الحفلة عندما أردت أن أشرب سیجارة ، أشعلت بها و نسیت وضعتها في جیبي ! هي

طبیعة دوما تلازمني تحدث معي في الولاعات و الأقلام ، ” ذكروني أن أعیده له عند مرورنا بحقبته !” إقتربت من الجمع و بدأت أشعل الولاعة ،

ما أن رأوا النار الصغیرة حتى تشتتوا إبتعدوا قلیلا عن  لورین ! كانت لها مسافة كافیة للنط ! صرخت : الآن ! حملت في یدیها حذاءها و جرت

نحوي ! كان في یدي الیسرى الحذاء المزور رمیته في اتجاههم على مسافة أمتار و الكل انحنى أرضا و كأنه قنبلة یدویة ستنفجر ! كلها لحظات

جعلتنا نبتعد عنهم بضع أمتار ، نجري بین الأنفاق في بحث عن باب الخروج ! و هي تجري معي لم تكف عن تبریر ما قامت به تقول لي :أنا إعتقدت أنهم كقبیلة “تشامبولى” تلك القبيلة التي

التي تعبد الفن و تحكمها النساء ، – لا يا نبيهة ! هذه قبیلة شعبولا ! سكتي سكتي اقتصدى على أنفاسك ! وصلنا إلى باب مغلق

وسمعنا وراءنا أصواتا تقترب ! كان یجب أن نفتحه قبل أن یصلوا إلینا ، كان بابا حجریا سمیكا محكم الغلق و لیس به أي مقبض أو مفتاح فقط رسوم

على شكل شمس و بها رموز و نجمة ، أخذت صورة له بالساعة و في الحین أعطتني طریقة فتحه بمركبات مشفرة ! ما أن فتحناه كأنما شیئا ما

سحبنا كالجاذبیة خارجا فكانت الماكینة تنتظرنا ! نجونا بأعجوبة!

 بعدها یذكر كتابهم كیف أنهم خرجوا وراءنا و بدأوا بالبحث في كل إتجاه عن القرابین حیث أمرهم الإله توهیل كبیر آلهة قبائل الكتشي بتعویض لورین بقرابین أخرى مكانها فبدأت عملیات الإختطاف لسكان القبائل الأخرى وتقدیمهم كقرابین وتضحیات إنسانیة لتوهیل. حتى فاض  كیل القبائل الأخرى وضاقوا  درعا من تلك الاختطافات ، حتى یصل السیل الزبى فیقوموا بإرسال أربع شابات جمیلات من أجل إغواء الرجال ومن ثم هزمهم، لكن یتم خداعهم بواسطة أربع

عباءات سحریة ثم یرسلون جیشا من أجل هزیمة قبائل الكیتشي الموجوده في الجبال و قبل كل هذا لم تستوعب الآلهة  عدم إكتمال هذا النوع من البشر

فدمرت البعض و حولت البعض الاخر إلى قرود قبل أن تخلق أولى أصناف البشر بتكوین ذري ، المهم نحن كنا فقط مارین من هناك لولا رغبة

لورین في النزول! هذا شعب الأزتیك من أعقد و أخطر الشعوب آلهتهم و لم تقدر علیهم و منهم من تحداها  “..و یا الغادي المایا تعالى نوصیك بعدا ،

. المایا و مالها و الحضارة لي فیها.”

///

مقتطفات المحطات التالية :

===

یظهر أننا لحقنا نهایة المعركة

! یا لورین ! نحن في عصرنا الآن

كیف؟ أنت قلت لي سنذهب للعصر الإسلامي بعد محطة المایا !؟….///لآلة سمعت بالكنز الموجود في جبل سرغینة و الذي  ممكن یخرج البلاد من الأزمة و تنفك من مخالب البنك الدولي !

 ///..الان عفاك قل لها  تعمل

.مسحها بسرعة و تتحقق من الأمر لنمر إلى محطاتنا الموالیة أنا متشوقة للأشعار وأشوف كیف قیس كان یغازل لیلى في شعاب مكة

و شعراء الصعالیك .. یا سلام على لورین الرومانسیة…//خلینا في أمرئ القیس ! إشرحلي ما یقول لا أفهم ! حتى أنا لا أفهم خلیه ینزل أولا إن الكلمات تخرج متهتهة من فمه لأنه یهتز على فرسه….و َسل سل وسل َسل ثم سل سل وسل وسل ف الأبیات كلها التي قالها كلماتها فشكل

فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم!

نسبي

مل هى هو قد نزل عن جواده إسمعي ماذا یقول : – سلمى التي هام الفؤاد بحبَّها أي القبائل تُ

َ

قطع ُت الفیافي والَمهاِمه لم أسل…///تركت لورین في حقبة الفایكنج ، بإرادتها كطفلة صغیرة تتشبث بلعبتها توسلتني أتركها مع استریكس و ابیلیكس ، كان عندي إحساس أن المكان

سیعجبها و قبل هبوطنا وصلنا مع مهرجان موازینهم فیه ألعاب رائعة و هم یتبارون على رمي الأشجار العملاقة إلى أبعد مسافة !.. إتجهت وحدي إلى

بلاد الغال ، و عند وصولي كان هناك الناس مرعوبین و قد توجسوا الحذر مني خصوصا و شكلي غیر غریب عن من هاجمهم حتى أنهم شبهوني

بأحد القراصنة كان قبطانهم ! .  إلى الحلقة المقبلة بإذن الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube