فضاء القراءمستجدات

الإنسان إما مْزيًّر أو مْخير

بقلم  يوسف بولجراف

يقول نعوم تشومسكي ديال العبار ! “ديال” للتعبير عن الإضافة مثل جافيلعندما نزيد الماء و تعني المزور أو مشلل مثل ما إذا كانت  عندك ٢٠ درهم فقط و أردتها أن تطول في جيبك إجعلها تحتك مع ٢٠٠ درهم في جيب صاحبك ! هذه العملية ستجعل قيمتها بقيمة الورقة الزرقاء ! إن لم تصدق جربها ؛ المهم  هذا بين قوسين ندخل الموضوع، لماذا وجد خبراء علم النفس السلوكي  إلا لإستخدام آلياتهم في تغيير أنماط الحياة و سلوكيات الإنسان ، دائما  حسب نعوم المزيف ، هي  الأسلحة الناعمة في تدجين و تغيير العقليات ! إعادة البرمجة ، احدات تغيير عبر دراسات نفسية معمقة لسلوكيات الأفراد و المجتمعات و فهم الثقافات ! ليس غريبا أن تكون من بين أهم مصالح في كل أجهزة المخابرات و كل هذا تستغله كثيرا  السياسة و تستعمل الغباء لاستدراج الذكاء و التحكم ، هذا ليس مصطلح دخيل هو فعلي منذ الأزل ! الإنسان دائم البحث عن وسائل التحكم و هذا كله ما يلين الإنسان و يجعله يتغير و يتناسب مع المجال ! حين يستعصي ذلك تكون القطيعة و تبدأ إعادة الهيكلة من جديد إلى أن يلين ! غالبا تنجح السبل الناعمة و هذا ما يجعل تطبيع العلاقات ممكنا بعد أن يكون مستحيلا ! و بعد أن كان مجرد التفكير في ذلك لا يستصاغ أو ممنوع لأننا لسنا رقعة شطرنج ، هل تساءلنا يوما كيف صنعت و لماذا صنعت بتلك الطريقة ، على ذلك الشكل و لماذا لا يقع بها تغيير و بقيت بشكلها الحالي منذ قرون ! لماذا ؟ مع أنها برمجة إنسانية و تفكير واحد ! أو مجموعة لست أدري ! و حين وجدت و نجحت وضعت نهائيا ! هل تساءلت لماذا يمنع على البيدق القفز أكتر من خطوة و في إتجاه واحد !؟ بينما البرج مثلا له حظوظ أكبر و سلطة أكثر و نقاطهم مختلفة ! ألم تتساءل لماذا يوجد الكثير في غير أماكنهم الطبيعية !؟ هذا التسائل قد يكون محور البحت في شكل من أشكال النموذج التنموي المرغوب فيه ! و مهما تعددت مجالات التفكير في لعبة الشطرنج تبقى محدودة في نهايتها ! هكذا أيضا الكتب و الأفلام و الدراسات المعمقة كلها أطروحات موضع عقول بشرية ! و ما التقدم و الإستمرار هو بفعل التراكم و التنوع ! الإحتكاك بالعقول و الأفكار و التعرف على الحضارات ؛ اللغة و اللغات هي أيضا محدودة بشكلها الموضوع و المحدد و الأصل في التطور هو عدم وضع حدود ! و إمكانية تجاوز الخطوط كل الخطوط ، يأتي ذلك عبر مراحل ، كل مرحلة يدخلها الإنسان بتفكيره تجعله يستوعب مجالاتها المطروحة ثم يستمر ، إلى أي حد يمكن أن يستمر ؟ مادام أنه محكوم بعامل الزمن ! فكيف يعيش الحياة بشكلها الطبيعي إذن و كل ماذكرته يتطلب جهدا كبيرا و وقتا و هو محاصر بهذا العامل!…في النهاية لا يمكن للإنسان إلا أن يعود إلى البداية و تكون في الماضي و هي الأجمل ! لأن فيها من البساطة تجعله يرتاح ما يجعل الإنسان سعيدا ، و الراحة هي أهم شيء يستمتع فيها الإنسان باللحظة الجميلة مهما كانت الظروف ، و يبقى كل ماذكرته  هو فقط  حياة للقضاء  على الملل و الرتابة  و إلهاء النفس ! لأن في الأصل الروح مسجونة و تنفر من الفضاءات المغلقة مهما إتسعت كالأرض مثلا ! نشعر بالسعادة عندما نرى السماء و النجوم و الألوان و ألوان البروج الكونية و الهدوء ! ربما حتى الضوضاء و هذا كله متوفر في الكون الواسع من حيث جاءت أرواحنا !

ما الذي وقع إذن في الكون الواسع و نحن نمر به ، لأننا مسافرون في هذا الفضاء الشاسع و لا نشعر بالسفر يبدو أنه حدث شيء مهم و نحن نتبع الشمس شيء مهم لم نشعر  بحدوثه  لكنه وقع و يقع كل يوم و نحن ننام ، هناك أحلام نتساءل دوما من أين تأتي ! في أحلامنا تحدث أشياء و هي التي تسطر أفكارنا و تؤثر في هرموناتنا  ، و ماذا بعد أن نعرف هذه الحقيقة إن كانت فعلا حقيقة !! ، ليس لنا أمر فيما نحن عليه مهما فعلنا

لو علمنا  أن الأمر كذلك، ماذا كنا سنفعل ! نتابع التفاهة ، نشتغل في ما لا نعرف ، نأخذ أماكن أشخاص أخرى ، نبحث عن الشهرة ، الجاه ، المال السلطان أو نبقى نحن ! بمكوناتنا و أمواجنا الإيجابية الطبيعية ، دون جهل أو غل أو  حسد ، متسامحين مع الآخر و نحب العالم من حولنا و نسعى للخير … هل  يمكن ذلك ؟ ربما إلا إذا تخلينا  عن أشياء و إرتبطنا بأخرى  ،يقول جريجوري باتسون: “أنت ملعون إذا فعلت ، وستكون ملعونًا إذا لم تفعل”. النسخ المقترح هو: إذا لم تفعل أ ، فلن (تنجو ، لن تكون آمنًا ، لن تستمتع ، وما إلى ذلك) ولكن إذا فعلت ذلك ، فلن (لن تنجو ، ولن تكون كذلك). الأمن ، لن يكون له متعة ، وما إلى ذلك). وبالتالي ، فإن القيد المزدوج يعبر عن حقيقة الإجبار على وضع مستحيل ، حيث يكون الخروج من هذا الوضع مستحيلًا أيضًا.

الارتباط المزدوج موجود فقط في علاقة السلطة التي تأمر بخيار مستحيل والتي تحظر أي تعليق على عبثية الموقف. في حالة عدم القدرة على اتخاذ القرار ، فإن المعضلة هي ضرورة الاختيار (كما هو الحال في Corneille’s Cid حيث تضع مخاطر الحياة البطل أمام خيار صعب) ، في حين أن الأمر الزجري المتناقض هو التزام (أمر) للاختيار … / … في الأوامر المتناقضة ، هناك دائمًا إمكانية للتعليق على العبثية ، مثل الضغط في نفس الوقت على مفتاحي كمبيوتر ، أحدهما للتحكم في المسيرة والآخر قف. قد يعرض الكمبيوتر “خطأ في بناء الجملة”. بينما في الرابطة المزدوجة ، هناك أمر قضائي ثالث يحظر عدم الاختيار وأي تعليق على عبثية الموقف … / … الأوامر الزجرية المتناقضة والقيود المزدوجة هي ظاهرة شائعة جدًا وتتجاوز الإطار الفردي للسلوك البشري للدخول في السلوك الاقتصادي والاجتماعي ، من الأفراد إلى الأمم. تفرز الأنظمة الشمولية عددًا من القيود المزدوجة التي تتجاوز نطاقنا. يكفي أن نذكر ، لتغطية الموضوع ، أن الديكتاتوريات تفرض دائمًا أوامر متناقضة من نوع “كن عفويًا” حيث لا يكفي دعم هذه الديكتاتورية أو التسامح معها ، ولكن عليك أن ترغب في ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube