مقالات الرأي

تقاطعات السياسة والفن

حرة بريس -بقلم المصطفى عمر

الفنون فى مفهومها الشامل هي أداة تعبيرية تجتذب الجميع بغض النظر عن الانتماء الجغرافي أوالإثني أوالعقائدي.
ولقد ظلت السياسة ومنذ تاريخ موغل فى القدم ترتبط إرتباطاََ وثيقاََ بحركة الفنون وتجلياتها، وتمظهر هذا الاهتمام في جعل الفنون عامل جذب لإعتناق المذاهب السياسية المختلفة ،حيث يسعي
الساسة لإستقطاب المشاهير في المجالات المختلفة وبالتالي يعتقد الساسة أن هذا يرفد منظوماتهم السياسية بجماهير جديدة تُكن اعجاباََ لصاحب الموهبة،
فهل تدخل هذه الاعمال الاستقطابية فى تصنيفات الذكاء السياسي أم هي إنتهازية طالما أشتهر بها الساسة على مستوى العالم؟
وهل من الضروري أن يظل صاحب الموهبة على الحياد سياسياََ أم أن السياسة واقعاََ فرضته متطلبات المجتمع؟
احياناََ تجد الموهوب نفسه لايحمل تفسيرات مقنعة لوقوفه خلف هذا الجانب ،ففنان الحزب من المحتمل أن يكون جاهلاََ برسالة الحزب تفصيلاََ ولكنه يجد الحماية والظهور المستمر والحفلات الجماهيرية ومناسبات أعضاء الحزب وجلسات المزارع الخاصة وحفلات الشواء.
تأطير المغني يتم عبر العقل اللاوعي فثقافة الحزب وكتابه(احياناََ) ،يرعون هذا الانتقال بتبني المغنى ايدلوجية الحزب وثقافته المركزية وجعل أعماله تدور في فلك التنظيم او البحث عن أعمال ترضي التنظيم وتوجهاته.
حكومة عمر البشير التي حكمت السودان ونسبة لتبنيها خط إعلامي إسلامي (كما إدعت)والفنون في الاسلام نفسها تمر بأحكام ضبابية، فتجد فتاوى تحرم الغناء وأخري تضع له إشتراطات ظرفية ،قامت هذه الحكومة بإستقطاب أصوات ضعيفة لتنفيذ توجهاتها بأقل التكاليف فظهر المغنى (قيقم) الذي كان مندثراََ في تراب أغاني الحماس والتراثيات وتم تلميعه ،هنا يمكن أن نجد بعض الذكاء من منظري حكومة البشير فالشعب السوداني قد لا تعجبه أغاني الجهاد لكنه معجب بأغاني الحماس والتراث الشعبي ،
وحين فك النظام الحظر عن الغناء السوداني سارع بتجنيد أغلب المبدعين في مجالات الغناء،التمثيل،الشعر،كرة القدم ولكن كل هذا لم يمنعه من السقوط المدوي .
لم يكن النظام هنا أول من استخدم المشاهير كجواسيس ومصادر معلومات وموصل جيد للمفاهيم، وهذا من أسوء أنواع إستقلال الفنون،وفي مصر الجارة الشمالية ومهبط الفنون العربية إتخذ إستغلال المشاهير من قبل الساسة شكلاََ شرساََ تبنته المخابرات عبر الممثلات الفاتنات ونجوم السينما وأهل الفن عموماََ. (كما رشح في الاخبار بعد سقوط حسني مبارك).

لن ينتهي إرتباط الفنون والموسيقى بالسياسة طالما أن السياسة ( فن الممكن ) قاصرة الادوات ومرد هذا لقصور الساسة ومن شايعهم في فهم أساليب المنطق والإقناع،وإعتمادهم على القوالب النمطية في جذب وتطويع الافراد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube