ديانات وعقائدمقالات الرأي

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

ذ محمد علي قصري فرانكفورت

يتجه العالم الى استعمار جديد فشلت تجاربه الاولى عسكريا فوجب تغيير المنهجية و الطريقة سيما و ان الغرب يغرق في ازمة اقتصادية فاحشة و ان الحصول على الموارد و المستعمرات عسكريا لم يعد سهلا و لن يجني نفس الثمار كما حصل سابقا.ان العالم الغربي يعلم جيدا ان موارده الاقتصادية عندنا وان الحصول عليها لن يكون الا بالتفرقة عند حصول الثورات العربية المشكوك في امرها و الموضوع لها بحكمة شيطانية حيث كان على الغرب ان يتقن لعبته بحرفية تامة فيضرب ٣ عصافير بطلقة واحدة .فالخوف الكبير من اسلمة اوروبا هاجس يسيطر على حكوماتها ولا يمكن السيطرة عليه بتاتا و هذا سبب جزئي من حالة الركود الاقتصادي سيما و ان الخسارة فادحة في الاعياد الدينية عندهم خاصة اعياد الميلاد بما فيها الهدايا و تعاطي الكحول ناهيك عن خسارة الكنائس بالمليارات التى تعود الفرد ان يدفع لها ضريبة تسمى الضريبة الكنيسية بغض النظر عن انتماءات الفرد الكنسية ,وتاتي الطامة الكبرى في العدول عن الربا مما يقصم ظهور البنوك التي تعلن افلاسها لتضطرالحكومات الى تحمل خسائرها و انعاشها بالقروض.  

ان ارهبة الاسلام كان احسن ماجاء به الفكر الشيطاني الغربي , ونجح في بادئ الامران يزرع الحقد والخوف من الاسلام والمسلمين لمدة طويلة , لكن سرعان من بدات بوادر الشك تنهش عقول الكثيرين من الغربيين سيما وقد بدات خيوط المامرة تطفو على السطح مما جعل الكثيرين يستفسرون عن سبب حقد المسلمين الغريب على الغرب .وبما ان نهوض الاقتصاد الغربي يستلزم السيطرة على الاسواق الاستهلاكية الجديدة في ظل المنافسة الصينية والروسية الشرسة وجب شرخ المجتمعات العربية وتوصيل الجماعات الاسلامية الى سدة الحكم بعد فشل العلمانيين في تسيير البلاد سيما وان الجميع كان يرجو خيرا من الاحزاب الاسلامية في تطبيق المساواة الاجتماعية و القضاء على التمييز و المحسوبية و الفساد و قيادة الدولة الى بر احسن .. و كان الغرب يعلم ان هذه الحكومات الاسلامية الانتقالية لا تملك ان تنظف البلاد في العشر سنين القادمة خاصة وان هذه البلدان مستعبدة اقتصاديا من لدنها فما كان عليها الا ان اوقفت الدعم المالي لها وتركتها عرضة للنهش منها من طرف فلول الانظمة الساقطة وليست البائدة كما يتخيل البعض و الشعب المستاء الذي صدمته هذه الحكومات الاسلامية التي كانت تحمل بريق الامل لغد افضل ليجدها لا تغني ولا تسمن من جوع وتسير بالبلاد نحو الهاوية …وبما ان الغرب يعلم جيدا ان البسطاء اغبياء لا يهمهم سوى خبز يومهم وانهم يتعلقون بكل قشة للنجاة كان سهلا عليه ان يوقد نار الغضب على الحكومات الاسلامية الفاشلة في بلدان الربيع الاسود العربي ويشعل نار الفتنة ضدها بقيادة معارضة اما من صنعها او من بقايا الفلول المنهزمة ويستعد لابرام اتفاقياته مع الفائز من الطرفين . 

ان الغرب يعلم ان كل طرف لن يكون فريسة سهلة للطرف الثاني مما يسمح بالاحتكاكات و بامكانية الانتقال لى المواجهة الدموية (ومانشهده اليوم في مصر ليبيا و تونس وحتى اليمن وحتى وقت قريب لبنان و انفجار المرفآ ي بيروت مثال واضح للعيان عن تهرب كل طرف من محاورة الطرف الثاني لتصوره ان الشرعية في صفه) مما يسمح للغرب ان يحصل على ثلاث مآرب بطلقة واحدة:

١- فرض الوصاية على كل حكومة تصل الى سدة الحكم في ظل حاجتها للشرعية والاعتراف الدوليين مما يخلق للغرب اسواق استثمار جديدة تتحمل عبء الازمة الاقتصادية ويخلق مرتعا للموارد من غير استعمار عسكري فاشل من اوله….

٢-إفشال اي محاولة لقيام دولة اسلامية منفصلة عن المشروع الشيطاني المسمى بالنظام العالمي الجديد في حالة ما اذا لم يتم القضاء عليها نهائيا وهذه المرة ليست بالنار والحديد كما حصل في يوغوسلافيا سابقا او الجزائر و لكن باظهار فشلها لشعوبها في تسيير بلدانها مما يسحب منها البساط ويذهب بها الى غير رجعة

٣- اثبات الغرب  لشعوبه دموية الاسلام والمسلمين وطمعهم الجامح في السلطة والتسلط و بعدهم عن المدنية و الديموقراطية وان سبب فشلهم وتاخرهم لا يعدو ان يكون معتقدهم واسلامهم الذي يعادي كل ما هو غربي متمدن …و ان هذا الدين انما هو دين استعباد و تسلط وانحلال….”حاربوا الإسلام دهراً باسم (الإرهاب)… وصدقهم الأغبياء!! والآن… يحاربون الإسلام باسم (الإخوان و عودة الخلافة العثمانية في شخص رجب طيب اردغان)… وسيصدِّقهم الكثيرون!!! 

بسم الله الرحمن الرحيم.” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ” 

و قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ﴾ 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube