مقالات الرأي

الجمعيات و اشكالية التعريف بالمهام

رضوان الأحمدي برشلونة

هل تعتبر الجمعيات مرآة وجداننا، افكارنا و تطلعاتنا ام هو كائن مستقل نحمله أشياء تفوق قدراته الإستيعابية…؟

تكاثر و تناسل الحديث حول دور الجمعيات و ما مدى انسداد افقها، الكل يشجب مآلها و الكل يتملص من مسؤوليته في خندقة ذلك الوسيط في متاهات تعريفية و كأن ذلك الوسيط سبب بلائنا و عمق شقائنا، نحاكمه بكل قساوة ، نلزمه اخلاقيا أشياء لا نتوفر عليها أساسا و شجبا
لكل جمعية إستراتيجياتها ، و تحالفاتها و هي مسؤولة عن أفعالها ، لها قانون داخلي يضبط ايقاعها و تطلعات توسعية على مستوى العلاقات المؤسساتية تحفزها . اعتباراتها الذاتية و محور تكوينها مشروطان بإرادتها في تجويد مسارها ام لا في سياق تجاذب و تفاعل ضمن خريطة ودية La mapa empática تضمن الحق في الانخراط ان وجدت و فعلت الشروط لذلك ….
اي جمعية قانونيا لا تمثل إلا نفسها ، فهي ليست ملزمة ان تكون عند حسن ظن الجميع .جاءت او عملت لتلبي حاجيات سطرتها في ميثاق عمل محل تعاقد لتنمي قدراتها التحاورية و تدبر فعل الوساطة بطريقة التي تراها بالأنجع .
عندما نتكلم بطريقة و في غالب الأحيان إحتدامية، نقوض الجمعيات سلبا قد نساهم بوعي او بدونه في ترويج لثقافة الإتكال . و التواكل منشطرين بين الممكن و المستحيل .
اقول إذا شخصا لم يعجبه واقعا معينا فليعمل على تغييره منتهجا الوسائل المشروعة و محافظا على قواعد اللعبة التي تؤطر الجميع ، فليطرح مشروعه و يدافع عنه ، فليستقطب من يؤمن بعدالة طرحه المبدئي ،.ليشاور الفرقاء ان وجدوا وتواجدوا و ليتركهم يتبنونا موقفه تلقائيا ،إقتناعا و قناعة .كل هذا يحتاج إلى بيداغوجية ذكية المغزى و مرونة تصالحية مع الواقع الذي هو محور تدخل و إستقراء، مهلة و وعيا
اما فيما يخص الجانب المادي، الجمعية التي لا تتوخى الربح هي جمعية فاشلة ،.الجمعية النشيطة و الملتزمة أخلاقيا في إستراتيجيتها تستثمر طاقاتها لأجل فائض عن طريق شركات و جلب الدعم من طرف جمعيات مدنية معروفة و التأسيس للصورة الإيجابية في المجتمع Imagen corporativaالتي تتحرك فيه ، في المقابل تلتزم بالشفافية و حسن الممارسة عن طريق الكشوفات و البيانات ،طواعية .المشكل ليس هو مشكل التمويل و التبعية السياسية ، المشكل يكمن في عدم الشفافية و الغموض كثقافة إستهتارية في تعارض مع يسمى بالإسترزاق كمفهوم
الإسترزاق يركز كل الطاقة إستعطافا ،تخوينا لخصم المُسْتعْطف ، و توعدا في محاولة يائسة لإبراز سلطة تفوقية يريد بها الإستفراد..
كإقتراح نحن في حاجة الى مختبر افكار و لننفض الغبار .لنصنع للحوار مع السياقات التحفيزية جمالا و إقرارا للإرادة الجماعية في بلورة هوية جامعة للتناقضات و حس ينبض تجديدا و تحيينا في ظل رهان الإنسان مع نفسه و بالتالي مع محيطه ، إستغوارا لمكامن الخلل.
هنا أستعير بتصرف مقولة تستعمل في التوجيه التربوي ألا و هي لنبي القناعات، و لنوجه الإهتمامات ، تنمية للمهارات،و لنفهم قواعد العلاقات إختبارا للقدوات تجويدا ،
ما نراه في الساحة ما هو إلا نشز ، خلل و تعسف ،. لنهتم بما هو كل جميل ، اما القبح فلنحاول ان نحسنه و إن إستعصى علينا امره فلنرميه في حاويات المتلاشيات مساهمين في إرساء الإيكولوجية الو جدانية ،و عيا و إحتسابا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube