اقواس

جدل فايسبوكي حول الظاهرة الغيوانية


أحمد رباص

يوم أمس كتبت ونشرت على صفحتي تدوينة قلت فيها:
رغم أن أعضاء فرقة ناس الغبوان تمكنوا من تسويق صورة عن فنهم الغنائي الجديد ثوريا طموحا للتغيير إلا أن أغانيهم لا تخلو من ثغرات تدل على ان سقف مطالبهم محدود وأفق نظراتهم ضيق. من هذه الثغرات قولهم في إحدى أغانيهم: الماضي فات.
صحيح ان قولهم هذا يعني أنهم كانوا ضد النزعة الماضوية التي تشكل جزءا من الترسانة الإيديولوجية الدوغمائية المستعملة من قبل المخزن لضمان بقاء الستاتي كو ثابتا على حاله وللحفاظ على مصالح وامتيازات التحالف الطبقي الماسك بزمام السلطة في البلاد.
إلا أن ناس الغيوان غفلو أو تغافلوا عن الإشارة في أغانيهم إلى ما حفل به ماضينا من أمجاد ثورية حقيقية وفتوحات عقلانية لم تبق حكرا على العرب بل صارت إرثا إنسانيا كما هو الشأن لباقي الإضافات والإضاءات التي بدرت عن حضارات أخرى..
بعد مرور لحظات قصار على نشر هذا “البوست”، علق أحد الأصدقاء ناهيا إياي عن تحميل أصدقاء بوجميع ما لا طاقة لهم به، حيث أنهم لم يكونوا اعضاءا في منظمة “إلى الأمام” او شاركوا في معركة مولاي بوعزة مع المرحوم بنونة.
من أجل تطوير النقاش خول هذا الموضوع أجبت محاوري مؤكدا على أني لم أقم بغير التعبير عن رأيي، مشيرا إلى أن كل من نشد التغيير يجب عليه ان يبدأ بنفسه يثقفها وينميها علميا ومعرفيا ختى يكون “قد فمو قد دراعو”..ليس السياسيون هم وحدهم الذين ينبغي عليهم أن يكونوا ملمين بالحقائق والمعارف..حتى الفنان، كيفما كان فنه، ملزم بالبحث وهو بصدد أنجاز عمل ما..
بإرادة منه مواصلة الحوار، كتب قائلا6 إن السياق الذي تكونت فيه الفرقة لا يمكن أن يعطي أكثر من ذلك للسماح لها بالتواجد وقد منعت لفترة طويلة من القناتين وكان الكاسيت والحفلات سبيلها للاستمرار، معللا اكتفاء ناس الغيوان بذاك الحد بأن الفترة كانت صعبة. لكن صديقي عبر عن أسفه على الغياب الحالي للمجموعات الغنائية كالغيوان والمشاهب وجيل جيلالة وعلى كوننا أصبحنا نعيش مرحلة التضبيع التى تنبا بها المرحوم جسوس ..
رغبة منه في المشاركة في هذا النقاش المفتوح، كتب صديق ثان تعليقا جاء فيه أن الظاهرة الغيوانية، بإستثناء قصائد الملحون، تنهل بصفة عامة من معين هداوة و المجاذيب، كعبدالرحمن المجذوب و غيره، الذين طالما تغنوا بشضف و ضنك العيش و لاإنسانية المجتمع دون النفاذ للأسباب ودون تفكيك البنية المسؤولة الأولى عن هذا التردي. اغانيهم تشبه إلى حد كبير أغاني عبيد أمريكا الذين اكتفوا بالأنين و النحيب و الحنين للجذور دون بناء و صقل منظومة فكرية مضادة لواقع العبودية و إقتصاد الرق.
فاعل فايسبوكي ثالث كان له رأي آخر عبر عنه بهذه الكلمات: “هذه قراءة موغلة في الإيديولوجيا، تنزاح عن الجوانب الفنية للنص الغيواني : القطعة؛ الموسيقى؛ الشكل المسرحي للمجموعة؛ الانسجام بين مكوناتها :السوسي؛ الصحراوي؛ الگناوي؛ العربي…”
ردا على المعلق الأخير، قلت له: رغم وجود الجوانب الفنية التي أتيت على ذكر البعض منها فإن الثابت الذي لا يرقى إليه شك ان ناس الغيوان ينطلقون من إيديولوجيا مضادة، ولم يكن لهم فكاك منها، وإلا انتفت عنهم الخاصية الثورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube