ضد التيار

*إستقام أهل السياسيّة سر نجاح الأمة المغربية؟

*بقلم *عزيز الدروش**

في بلد يملك ميزانية تقترب من 700مليار درهم سنويًا، لا تزال قرى بأكملها تعيش في الظلام، وأطفال يدرسون تحت الأشجار، ومرضى يموتون على أبواب المستشفيات و في الطرقات إن وجدت*.السبب ليس الفقر، ولا قلة الموارد، بل غياب الإستقامة عند من يدبرون أموال الشعب في الجماعات المحلية و المجالس الإقليميةو الجهات الحكومة و المؤسسة التشريعية* .200 مليار درهم تُهدر كل سنة أو اكثر… تكفي لتحويل المغرب في عقد واحد إلى قوة إقتصادية واجتماعية إقليمية حقيقية و ليس كما يدعي بعض الطبالة اليوم.> قال الله تعالى: *﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾*إذا كان وعد الله للمستقيمين في حياتهم الروحية هو الطمأنينة والأمان و الجنة، فإن وعد الحياة للدول التي يستقيم قادتها هو الرخاء، *حرية كرامة عدالة إجتماعية*، والإستقرار.–

-1♡ *إقتصاد بلا نزيف*اليوم، تبلغ ميزانية الدولة المغربية حوالي 700 مليار درهم سنويًا (أكثر من 70 مليار دولار). لكن جزءًا ضخمًا منها يضيع في صفقات مشبوهة *الفراقشية المحروقات*، ومشاريع إستعراضية لا حاجة للمواطن بها، وتعويضات خيالية، و حفلات و مهىجانات و دراسات وهدر إداري.حسب التقديرات الدولية، الفساد وسوء التدبير يلتهمان ما بين 25% من الناتج الداخلي الخام. إذا أخذنا معدل 14%، فهذا يعني 200 مليار درهم *10 مليار دولار* تضيع كل سنة أو اكثر.لو إستعدنا هذه الأموال، يمكننا في سنة واحدة فقط:●بناء 10,000 مدرسة مجهزة بأحدث الوسائل.●تشغيل 50,000 أستاذ لتقليص الاكتظاظ وتحسين جودة التعليم.●بناء 200 مستشفى جهوي وإقليمي، وتجهيز 1,000 مركز صحي في القرى والمناطق النائية.●ربط كل القرى بالماء والكهرباء، وتعبيد آلاف الكيلومترات من الطرق.●تمويل 100,000 مشروع صغير حقيقي للشباب.

—2♡ *عدالة إجتماعية حقيقية*إستقامة السياسي *الأغلبية و المعارضة* تعني أن الثروة الوطنية توزع بعدل، فيستفيد المواطن في جبال الأطلس أو صحراء من نفس الحقوق والخدمات التي يحصل عليها ساكن الرباط أو الدار البيضاء.☆لا مزيد من المستشفيات التي تموت فيها الأمهات بسبب غياب الأطر الطبيبة.☆لا مزيد من المدارس تحت الأشجار.☆لا مزيد من المدن *الغرفية* بلا إقتصاد أو هوية.

—3♡ *سياسة بلا نفاق و تضليل*عندما يستقيم الفاعل السياسي المحلي و الوطني:☆تُغلق دكاكين الريع السياسي و الإمتيازات.☆تنتهي مسرحية تبادل المناصب بين نفس الوجوه البالية.☆يظهر جيل جديد من النخب، أبناء الشعب لا أبناء الامتيازات.—

4♡ *سيادة وطنية حقيقية*المغرب اليوم مرتهن للديون الخارجية. إذا أحسنا تدبير المال العام، يمكننا سداد جزء كبير من الدين، وتمويل التنمية بمواردنا، والتفاوض مع القوى الكبرى من موقع قوة لا ضعف.—الخلاصة :الإستقامة ليست حلمًا طوباويًا، بل شرط بقاء الدولة قوية. كل درهم يُهدر في الفساد، هو مدرسة لم تُبْنَ، أو مستشفى لم يُجهز، أو فرصة شغل ضاعت.الشعب المغربي لا يحتاج خطابات إنتخابية براقة، بل يحتاج إلى رجال ونساء يخشون الله، ويحترمون الوطن، ويضعون مصلحة الشعب فوق مصالحهم الشخصية.حينها فقط، يمكن أن نرى مغربًا يقول فيه أبناؤه: هنا نعيش… هنا نحلم… وهنا نحقق أحلامنا… وهنا نموت …

*من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى

*عزيز الدروش *محلل و فاعل سياسي*

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID