ضد التيار

ايها الباذنجانيّون المطبعون تبريراتكم واهية..


أحمد رباص



سجل أني مطبع
على جواز سفري ختم
شالوم شالوم يا مطبع
ومن سأل عن ديانتي
دين ابو ايفانكا اتبع
ومن سأل عن قبلتي
اصلي على الجهات الأربع
لم تعد القدس قضيتي
ولا الكعبة بقيت قبلتي
من يضمن بقاء كرسي
سأبيع له التاريخ وهويتي

قال الأمير ”بشير الشهابي“ حاكم لبنان أثناء الحكم العثماني لخادمه يومًا: نفسي تشتهي أكلة باذنجان! فقال الخادم: الباذنجان؟! بارك الله في الباذنجان.. هو أشهى المأكولات وسيدها، لحم بلا سمن، يؤكل مقليًا، ويؤكل مشويًا، ويؤكل محشيًا، ويؤكل مخللًا.
وقال الأمير: لكني أكلته من قبل أيام فنالني منه ألم في معدتي! فقال الخادم: الباذنجان ؟! لعنة الله على الباذنجان.. إنه ثقيل على المعدة، غليظ، ينفخ البطن، أسود الوجه، تصدر عنه رائحة كريهة!
فقال له الأمير: ويحك.. تمدح الشىء وتذمه في وقت واحد؟! فقال الخادم: يا مولاي.. أنا خادم للأمير ولست خادمًا للباذنجان! إذا قال الأمير نعم.. قلت نعم، وإذا قال لا.. قلت لا.
هؤلاء الباذنجانيون يغشّون الحاكم قبل أن يغشوا الرعية. وهم انواع منهم :الباذنجاني الاقتصادي والباذنجاني السياسي والباذنجاني الإداري والباذنجاني المفتي والباذنجاني الإعلامي… يلوي عنق الحقيقة ليخبرك أن قرار الحاكم هو الخير كله وهو القرار الصائب بل هو الشريعة بعينها… كما أنه يحجب الحقائق عن الحاكم والمسؤول ويجعل بينه وبين الشعب سدًا.
ردا من أحد الباذنجانيين على التنظيمات السياسية والمدنية والنقابية الموقعة على البيان الصادر يوم 10 دجنبر الجاري والرافض لسياسة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، قام بالإدلاء بصور توثق لمصافحات بين قادة عرب ومسؤولين إسرائيليين. وحتى لا يعتقد أنه حسم الأمر لصالحه والجهات التي يطبل ويزمر لها أجبته بهذا التعليق:
في عالمنا العربي القادة في واد والشعوب العربية في واد آخر..خذ طبيعة العلاقات المتوترة دوما بين المغرب والجزائر،هل تعكس فعلا مشاعر المودة والإخاء المتبادلة بين الشعبين..؟؟؟ هذه الصور التي زرعتها هنا لها دلالة واحدة وهي التعامل الدبلوماسي ولا علاقة لها بما يختلج في أفئدة الشعوب العربية تجاه شقيقها الفلسطيني من مشاعر المحبة والتضامن. .كيف تجرؤ على الخلط بين بروتوكولات دبلوماسية ظرفية وعرضية وبين مواقف الشعوب المستندة إلى عوامل موضوعية كالجوار ووحدة المصير..لهذا، فهذا البيان نابع من العمق المغربي الذي تمثله التنظيمات الموقعة عليه..
وهكذا وجدتني على منصة التواصل الاجتماعي في مواجهة مباشرة مع هؤلاء الباذنجانيين منخرطا في معركة ميزان قواها مختل ومحاورة تواصلها معتل، وسرعان ما دخل على الخط رفاق لا يخشون لومة لائم عند التعبير عن رأيهم. وبما أن الحيز الزمكاني لا يسمح بجردهم جردة شاملة، أكتفي بإدراج شهادة إثنيين منهم.
علق الأول موجها إلي كلامه: “لا اعرف اذا كنت تشير الى لقاء امس الذي جمع السيد ويحمان على قناة الميادين بمحاور من الجليل واخر من امريكا ..! و صحيح كلامك عن أن القادة في واد والشعوب في واد، وكذلك صحيح أن علاقات الشعبين المغربي والجزائري هي ليست كما يحاول البعض الترويج له من أنها علاقة عداء متبادل ومترسخ. أما عن العلاقات الدبلوماسية، صديقي، فهي لا تجبر أحدا على وضع يده في يد عدو متصهين ماكر ولا تلزمه بلقائه !!!!! مع المحبة والتقدير
وقال الثاني منتصرا لرأيي: “هذا ما يمكن تسميته حجاجا فاسدا لأنه يقفز على السياقات وعلى المبدع. الموقف من التطبيع هو موقف من الغير الرافض للسلم والاعتراف بالجرم وبالتالي لا يمكن لأية وقائع أن تكون مبررا للتراجع عن الموقف.”
يقول الباذنجانيون لتبرير الربط بين اعتراف أمريكا وقبول تطبيع العلاقات مع إسرائيل: كل ذلك لا يفسد للقضية الفلسطينية ودا، غير منتبهين إلى أن موقفهم هذا شبيه بموقف رجل متزوج أراد أن يباشر تجربة تعدد الزوجات بالزواج بامرأة ثانية فما كان منه إلا أن حاول إقناع زوجته الأولى بقراره مطمئنا إياها بأنها ستبقى زوجة له وبأن الزيجة الجديدة لن يكون لها أي تأثير على المكانة التي تحتلها في قلبه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube