حيمري البشير

وجهة نظر على هامش رد عبد الإلاه بن كيران على وزير الأوقاف

ما قاله وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فيما يخص الصفة التي، في نظر الغالبية عند تصريحه بعظمة لسانه بأن المغاربة علمانيون ،كلامه ولو أنه منزه عن العبث ،لا يتفق معه غالبية الشعب لأن فيهم المتمسك بدينه ،وفيهم كذلك من لا يعرف اتجاه القبلة ،وهذا ماكان يقصده وزيرنا المبجل في الأوقاف.الله يحسن عوانو بالدارجة المغربية بتعبيره يريد خلق جدل في المجتمع ولكن ماكان يخشاه وقع فيه.وحتى لا أقع فيما وقع فيه ،فالمغاربةاليساريون الذين يقصد بهم العلمانيون هم أولئك الذين لا يصلون ودائما في جدل مع رجال الدين والأحزاب الإسلامية والذين كانوا يطالبون باستمرار بفصل الدين عن الدولة عفوا بفصل الدين عن السياسة حتى لا نسمح لجبهة إلى الأمام المغرضة للإساءة لديننا أولا ولتاريخنا المجيد كمغاربة.سي عبد الإلاه بن كيران ،الرجل الذي لايقبل المس بالإسلام ،كان عليه الإحتفاظ بوجهة نظره وهو يعلم أن جميع المغاربة بما فيهم رجال الدين،ورجال السياسة لا يختلفون فيما قاله السيد الوزير والذي كان مقصوده الخروج من الباب الواسع كما نقول بالتعبير بشكل آخر ،أننا مغاربة مسلمون بالفطرة ولا نمارس السياسة باسم الدين ،يعني أننا جميعا كمغاربة نتكلم لغة واحدة لا خلاف بيننا .وأن العديد من المغاربة لا يصلون ولا يمارسون الطقوس المفروضة.،لكنهم مغاربة ولا أحد يستطيع تجريدهم من مغربيتهم ،ربما كان الأفضل أن يعبر السيد الوزير بطريقة أخرى حتى لا يشعل فتيل النقاش والجدل إلى ما لا نهاية.العلماني في نظر بن كيران هو ذلك الذي يتبنى الفكر الماركسي ولا يؤمن بالدين والعلماني في نظر الوزير هو ذلك المغربي الذي لا علاقة له بممارسة الطقوس الدينية ويدافع بشراسة عن الفكر الماركسي لكن الإثنين يحملان ويدافعان عن الهوية المغربية وهنا مكمن الخلل هل نربط الهوية المغربية بالمعتقد الذي يتبناه المغربي ،أم نربط الهوية المغربية ببلد الهوية والخريطة المغربية التي تجمعنا.من وجهة نظري يجب دائما أن نرجع للدستور الذي يوضح المبهم والذي يرفع الجدل القائم.المغاربة جميعهم يساريون وهذا ما يقصده الإثنين معا فاليسار في نظر الأغلبية مغاربة علمانيون لا علاقة له بالدين ولكن عنصر الإختلاف الذي وقع فيه معالي وزير الأوقاف هو عندما أصبغ مصطلح العلمانية على كل المغاربة.كان عليه أن يتفادى الجدل القائم الآن والردود التي لاحاجة لنا بها ويتكلم بلغة الدين كوزير للأوقاف وبلغة واضحة فالحلال بين والحرام بين ،المغاربة فيهم من يصلي وفيهم كذلك العلماني الذي لا يعرف اتجاه القبلة .إلا أنه يتكلم بكل وضوح وليس بلغة الخشب و جبر الخواطر .كان على السيد الوزير الذي صعد للمنبر ليخاطب نواب الأمة والصحافة الحاضرة في القبة ،أن يتفادى كل ما من شأنه أن يثير جدلا نحن في غنى عنه حتى يتفادى انتقادات عدة من نواب متمسكون بدينهم وعلمانيون وهم أقلية في المجتمع فمصطلح العلمانية الذي استعمله السيد الوزير لإرضاء الآخر وقصد ، وزير الداخلية الفرنسي ،و هو بتصريحه الدبلوماسي كان يهدف إقناع الآخر الذي نختلف معه في الدين والعقيدة .إذن السيد الوزير كان رده موجه للآخر لتفادي الجدل العقيم.يبدو ومن وجهة نظري كمغربي مسلم يعتز بدينه وفي نفس الوقت ينتمي لليسار ليس لي أي مشكل أن ينعتني السيد الوزير بالعلماني لأني أدافع عن مشروع سياسي عن قناعة وأسعى لكي يأخذ كل مغربي حقه الكامل ولن أقبل ممارسةغير العدالة والإنصاف في حق كل المغاربة.المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ،وفي بعض الأحيان فرجال الدين الذين يمارسون السياسة لا يؤمنون بالإنصاف ويحاولون بشتى الطرق تطبيق القرآن الذي يعتبرونه دستور الإسلام والمغاربة لكن في الحقيقة قوانين الدولة تتعارض مع مايريدونه.وهذا هو الدافع الذي دفع بوزير الأوقاف ليقول المغاربة علمانيون حتى يتفادى جدلا في المجتمع المغربي الذي نحن في غنى عنه.وفي الأخير الذين قالوا وألحوا على عدم خلط الدين بالسياسة كانوا على صواب ،والذين قالوا لا يمكن فصل الدين عن الدولة على صواب هم كذلك وعلينا أن نكوني الوسط في منزلة بين المنزلتين ولا يمكن أن نفصل الدين عن الدولة

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID