أذربيجان تواصل المسار من أجل صناعة عالم أخضر وهي تطالب بهدنة دولية.
حماية البيئة والمساهمة في المعركة العالمية ضد تغير المناخ
ذ. شعيب بغادى
منذ مدة زمنية مضت، نجحت جمهورية أذربيجان في وضع لبنة أساسية تخص برامج دقيقة وخطط عريضة تهتم بشكل جدي في تكريس وتنفيذ المشارع الخضراء في كل ربوعها، ومنها تلك التي تخلصت من الاستعمار الأرميني، لتستفيد بدروها من خدمة البرامج النافعة التي تجسد أفاقا متميزة سوف لن تقتصر فقط على خدمة البلاد وحدها، بقدر ما أنها ستكون مصدر خير على المستويين الإقليمي والدولي، كخبرة يمكن الاستفادة منها وكمقياس نافع.وتجذر الإشارة، إلى أن أذربيجان بدأت بتطوير المدن والقرى الذكية في المناطق المحررة من البلاد، حيث وفي هذا الإطار لابد من التذكير أن الرئيس الأذربيجاني كان قد أعلن الأراضي المحررة من الاستعمار الأرميني منطقة ” طاقة خضراء ” بهدف جعل المناطق الاقتصادية في كاراباخ وشرق زانجيزور في جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي مناطق خالية من الانبعاثات بحلول عام 2050، كما أنه بحلول عام 2030، ستصل حصة الطاقة المتجددة في قدرة توليد الطاقة المركبة في أذربيجان إلى 30٪.يمكن اعتبار استضافة مؤتمر COP29 الحدث الأهم لجمهورية أذربيجان خلال سنة 2024، وأيضا استمرارًا منطقيًا لاستراتيجية انتقال البلاد إلى الاقتصاد الأخضر، حيث وعبر مرسوم رئاسي تم اعتبار هذه السنة بعام التضامن من أجل عالم أخضر، حيث أكد الرئيس إلهام علييف التزام بلاده عبر برامج عملية وحقيقية في إنشاء الطاقة الخضراء ونقلها إلى الأسواق العالمية.ويضيف الرئيس أن أذربيجان تهدف إلى خفض كمية الغازات الدفيئة بنسبة 35% بحلول عام 2030 و40% بحلول عام 2050، مقارنة بعام 1990، كما أبرز أن بلاده إحدى تعتبر من بين الدول ذات الإمكانيات العالية في مجال مصادر الطاقة المتجددة، حيث وبحسب معلومات وزارة الطاقة تبلغ الإمكانات التقنية لمصادر الطاقة المتجددة في البلاد 135 جيجاوات برا و157 جيجاوات بحرا.كما تبلغ الإمكانات الاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة 27 جيجاوات، منها 3000 ميجاوات من طاقة الرياح، و23000 ميجاوات، إلى غيرها من الإمكانيات الهامة التي تحدد أهدافًا جديدة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.إن اختيار أذربيجان لاستضافة فعاليات المؤتمر الدولي للمناخ في دورته 29 يؤكد اعتراف العالم بجهودها ومدى قدرة برامجها العملية في مكافحة تغير المناخ وطنيا وعلى المساويين الإقليمي والدولي، وهي أيضا علامة فارقة بالنسبة للحدث. ولم تتردد جمهورية أذربيجان في جعل المؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، مناسبة لتكريس مبدأ السلم والسلام، حيث وجهت رسالة ذات بعد إنساني لكل دول العالم من أجل تجاوز الخلافات وتبني بشكل جماعي برنامج هدنة يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة والتعاون في مواجهة كل التحديات لخدمة البشرية في كل الأقطار وفي العالم بأسره.إن جمهورية أذربيجان وما تقوم به منذ سنوات، من برامج عملية ودقيقة في مجال حماية البيئة، وأيضا ما تتوفر عليه من رؤية بعيدة المدى بهجف خدمة البشرية، تطالب العالم وهي تسعى أن يكون الحدث بمثابة خير يعم الشمال والجنوب والشرق والغرب، العمل والمساهمة في جعل المناسبة مسارا جادا لتعبئة المجتمع الدولي من أجل إحراز تقدم جلي في وقف ظاهرة الاحتباس الحراري.