القضية الفلسطينيةمقالات الرأي

هل من تفسير للصمت العالمي على حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

من يتكلم عن حقوق الإنسان في الغرب المتحضر فإنه يكذب على الشعوب المتفرجة على مايحدث من جرائم ضد الإنسانية التي لم نراها من قبل .لم أعد أفهم لماذا يسكت الغرب والشرق معا على مايحدث في غزة من مجازر وانتهاكات جسيمة لا يصدقها العقل،ناهيك عن الحصار الإعلامي الممارس عن كل التغطيات الصحفية عن طريق الجزيرة وصحفييها الذين سقط البعض منهم شهداء في سبيل إظهار الحقيقة وفضح مايجري من قتل ودمار في غزة.التي مازال العديد من الشهداء تحت الأنقاض ولم يستطع رجال الإنقاذ استخراجهم ودفنهم في مقابر جماعية بسبب القصف المتواصل بدون هوادة لأكثر من ثلاثة أشهر ونصف.،ناهيك عن بعض الجثامين الذين لم يتم الوصول إليهم وكانوا طعاما للكلاب والقطط التائهة بين البيوت المدمرة.اليوم تيقنت من أن الدول العظمى التي تدعم إسرائيل بالسلاح أصبحت بلا ضمير ، والشعارات التي يرفعونها باسم حقوق الإنسان هي شعارات لا قيمة لها باستمرار القتل وسكوتها عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل ،جرائم وصلت إلى اغتصاب النساء المسلمات ونزع الأعضاء من أجساد الفلسطينيين ووضعهم في أكياس بلاستيكية ودفنهم في مقابر جماعية وتجويع الشعب الفلسطيني وقصف المدارس التي التجأ إليها السكان وتدمير المستشفيات بمن فيها . وقصف قوافل رجال الإسعاف وفرق الإنقاذ ولم يسلم من القصف حتى فرق جاءت خصيصا لتقديم الوجبات للجوعى من المرابطين على الحدود في ظروف لا إنسانية .لقد انكشفت حقيقة الغرب المنافق ،الذي أصبح يحاصر كل من يكشف حقيقة ما يجري على الأرض،لقد حاصروا كل من يرفع صوته منددا لهول المجازر التي ترتكب ولا يصدقها العقل رغم الحصار المطبق المفروض على وسائل الإعلام .،والغرب الذي كنا نفتخر بتواجدنا بين ظهرانيه ،تأكدنا اليوم إن حرية التعبير فيه لا قيمة لها عندما يتعلق الأمر بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة مقابل إطلاق الرهائن الإسرائيليين ،إنهم يمارسون إبادة في حق الشعب الفلسطيني ذهب ضحيتها لحد الساعة أكثر من ثلاثين ألف شهيد وشهيدة نسبة كبيرة منهم أطفال صغار.فرغم الحصار الإعلامي في الغرب فالعالم أصبح يدرك النفاق الذي يمارسه الغرب وسكوته عن كشف الحقيقة ،إن حجم الدمار الذي ترتكبه إسرائيل يوميا ولمدة أكثر من ثلاثة أشهر ،أيقظ الضمائر الميتة،وبدأ ت الشعوب تستنكر ماترتكبه إسرائيل يوميا في حق الشعب الفلسطيني ،نعم لقد بدأت الشعوب في العالم تقف على حقيقة الفكر الصهيوني التوسعي الذي يعتمد على سياسة الإبادة والتوسع على حساب الشعب الفلسطيني.لقد بدأت الشعوب تتململ وتنتفض ضد الجرائم التي يرتكبها جيش الإحتلال والمرتزقة الذين جندهم بالمال .لقد بدأ العالم يعرف حقيقة إسرائيل ،وأصبح مصطلح معادات السامية مصطلح ينطبق على الصهاينة لأنهم يرتكبون مجازر في حق الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ..إن الشعارات التي يرفعونها باسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن أصبحت لا قيمة لها ولم تنفذ لحد الساعة.إن التهم التي صادقت عليها محكمة العدل الدولية بلاهاي بقيت معلقة ولا أحد يستطيع إجبار إسرائيل على الإلتزام بها.إن إسرائيل أصبحت هي التي تمارس القتل والإرهاب والتطهير العرقي،وهي التي أصبحت لا تعطي قيمة للقرارات الصادرة في مجلس الأمن والإجماع الذي حصل في هيإة الأمم المتحدة وطالبها بوقف مسلسل الإبادة في حق الشعب الفلسطيني ووقف الإنتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ليس فقط في غزة وإنما في باقي مدن الضفة.إنها صورة قاتمة تسيئ للأمم المتحدة ومجلس الأمن .إننا أمام وضع إنساني مأساوي في غياب العدالة وعدم احترام القانون الدولي .إن ما ترتكبه إسرائيل في غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وسكوت العالم وعجز مجلس الأمن والأمم المتحدة من تطبيق القانون وإرغام إسرائيل على تنفيذه يدفعنا جميعا لإسقاط كل المبادئ والقيم التي يرفعها الغرب شعارات فقط من دون أن تفعل .لقد قتلت إسرائيل لحد الساعة أكثر من ثلاثة وثلاثين شهيد وشهيدة من أجل إطلاق مائة رهينة ولا ندري هل بقوا على قيد الحياة أمرحلوا إلى دار البقاء ،ومازالوا رغم الغموض الذي يلف الرهائن يراهنون على إطلاقهم .إنهم يمارسون أبشع صور الإهانة في حق الشعب الفلسطيني

إن الضمير العالمي أصبح مطالب بإرغام إسرائيل على احترام القانون الدولي ،ومسلسل القتل في غزة يجب أن يتوقف وبناءا على تكشفه وسائل الإعلام الغربية والشرقية فإنني سوف لن أثق بعد الآن على الخروج بأية قرارات تصدرها الأمم المتحدة أومجلس الأمن لأن فلسطين وشعبها يذبح يوميا والأراضي الفلسطينية تنتهك وتصادر يوميا ،والعالم كله محاصر ومن ينتقد إسرائيل وكل الشرفاء في العالم يتابع باسم القانون الذي شرعوه هم بمعاداة السامية .هل سيخرج العالم بأسره منددا بما تركبها إسرا ئيل من جرائم ، في حق شعب أعزل لا يصدقها العقل.

خلاصة إن سكوت العالم بغربه وشرقه عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل لأكثر من ثلاثة أشهر في حق الشعب الفلسطيني يعتبر جريمة ضد الإنسانية واستمرار المجازر بلارادع إهانة لقيم حقوق الإنسان التي يتشدق بها من يتربعون على عرش مجلس الأمن .إن القرارات الصادرة في محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة تبقى لا قيمة لها إذا استمرّت إسرائيل في مسلسل الإنتهاكات .إن الجميع وبالخصوص الدول التي تدعم إسرائيل تعتبر شريكا في المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.واستمرار إسرائيل في جرائمها سيدفع لا محالة لمزيد من التطرف والإرهاب والقتل وسيذهب العديد من الأبرياء ضحية عدم احترام القانون الدولي وسيصبح مجلس الأمن لا قيمة للقرارات التي يصدرها وستصبح الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية مجرد هيئات دولية لا قيمة لها وبالتالي سيسود قانون الغاب وتغيب العدالة في العالم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube