مقالات الرأي

يتحدثون عن المغرب كثيرا بمفهوم مغاير لما نراه

يقولون بأن المغرب في الأعوام القادمة سيفاجئ العالم بالتطور السريع الذي يعرفه في مجالات التصنيع في صناعة السيارات ،وفي مجال صناعة الأدوية ،ودخل مجال التصنيع الحربي ،وصناعة الطائرات ،وصناعات أخرى،وكلها تتطلب كفاءات عالية في التكنلوجيا الدقيقة ،ودخل مايسمى بالذكاء الإصطناعي والتطور الهائل الذي تعرفه البنية التحتية التي عرفته العديد من المدن المغربية التي تعرف تغيرا ملحوظا وووو…هذا ما يلمسه غيرنا ، ونفاجأ به نحن مغاربة العالم عندما نزور بلدنا و بالخصوص التي غبنا عن زيارتها لسنوات خلت ،ملا حظة سجلتها السنة الماضية .لكن نحن نرى شيئ آخر لا يعكس ماقلته وما يعترف به غيرنا.فرغم المجهودات التي تبذل فمازالت الفوارق الإجتماعية ظاهرة للعيان والقدرة الشرائية لشريحة واسعة من المجتمع ضعيفة بسبب الغلاء الفاحش الذي مرده للهزات الإقتصادية التي عرفها العالم بسبب كورونا والحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا .يقولون كذلك أن المغرب سيكون مؤهل للدخول لمنظمة البريكس التي فشلت الجزائر للإنخراط فيها رغم أنها ساهمت في بنك هذه المنظمة بمليار دولار ،والذين رشحوا المغرب لولوج المنظمة بنوها على التطور الذي يعرفه في مجالات عديدة،والموقع الذي أصبح يمتلكه بمؤهلاته الكبيرة كبوابة لإفريقيا تلهث وراءه دول في أوروبا وأمريكا الشمالية وحتى روسيا نفسها لأنه البوابة الحقيقية لإفريقيا ،المغرب يتجه بثبات للإستثمار في مجالات الطاقات المتجددة ،بمايناهز 60مليار دولار،ويسير بثلاث في مد المملكة المتحدة بالكهرباء عبر كابلات في البحر.المغرب بدأت تتغير فيه أشياء كثيرة ، بدأت تظهر فيه فضائح الفساد والإختلاسات المالية الفضيعة لمسؤولين تحملوا المسؤولية في مختلف هياكل الدولة وعبثوا بميزانية الشعب ،وأخلوا بالمسؤولية،وهربوا الأموال خارج البلاد وبسبب هذه الأموال التي نهبوها،أصبح لهم نفوذا في كل المؤسسات وعلى رأسها البرلمان بغرفتيه وكذلك المجالس الجهوية.ولعل مسلسل المحاكمات التي تفجرت تعكس بالملموس حقيقة ما أقول في جهات متعددة في المغرب وفي مجالس عدة.هؤلاء الذين سقطوا ويحاكمون اليوم ،سرقوا ونهبوا أموالا طائلة ومنهم من تحملوا المسؤولية في صناديق التقاعد المغربية التي هي على حافة الإنهيار التام مالم يتم تداركها .إن مسلسل المحاكمات التي يعرفها المغرب حاليا لمسؤولين تحملوا مسؤوليات في الدولة يبين أن جهاز القضاء قد بدأ بالفعل ،يقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به ،من أجل استرجاع الأموال المنهوبة ،والقطع مع هدر المال العام ،وإعطاء ضمانات للمستثمرين الذين يرغبون بالإستثمار في المغرب .إذا بلادنا بدأ يتغير فيها الكثير ،وأصبح المواطن يثق في مسلسل المحاكمات التي تجري والتي يتابع فيها مسؤولون كبار كان لهم نفوذ في الدولة.وتغيرت المفاهيم والقناعات لدى شريحة واسعة من المغاربة بأن لا أحد يعلو على القانون ،والكل سواسي أمام القانون مهما كان موقعك في الدولة والعلاقات التي بنيتها في أجهزة الدولة.وأختم مقالي هذا بكلمات تزن ذهبا الزمن يغير في الإنسان أشياء كثيرة مفاهيمه وقناعاته واهتماماته وأفراحه لكن لا يجب أن يغير فيه أمور لا تقبل التغيير المبادئ والوطنية والأخلاق .فالمسؤول في وطني يجب أن يكون وطنيا بامتياز بمبادئه وأخلاقه بغيرته على بلده أولا وثانيا وثالثا وأخيرا الوطن يجب أن يكون تاج فوق رؤوسنا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube