أخبارمستجدات

الحرب المؤجلة بين المغرب والجزائر

كل مشروع مستقبلي يسعى المغرب لتحقيقه بشراكة مع عمقه الإفريقي ،يدفع الجزائر لمعاكسته وشراء ذمم الأفارقة بالمال لخلق البديل .المغرب ماض بثبات لإشراك دول الساحل في مبادرته الأطلسية للإنفتاح على أمريكا الشمالية والجنوبية على حد سواءو دول الساحل التي تعاني والمنقلبة على فرنسا أبدت استعدادها للإنخراط في المبادرة.الجزائر كعادتها تحاول الإصطياد في الماء العكر بتجديد إطلاقها لمبادرة الطريق الذي أعلنت عنه منذ سنوات ،لكنه تعطل ولم يخرج للوجود،وبعد اجتماع مراكش الذي جمع دول الساحل المنقلبة على فرنسا عادت الجزائر لإحياء المشروع الميت ،بدون أهداف سوى التشويش على المبادة المغربية المفتوحة في وجه دول الساحل ،والقابلة للتنفيذ خصوصا وأن ميناء الداخلة سيلعب دورا هاما في انخراط دول الساحل في المشروع المعلن من طرف المغرب ،والقادر على الوفاء بتعهدات وإلتزامه اتجاه شركائه في دول الساحل والذين أصبحوا على مسافة بعيدةيوما عن يوم مع الجزائر .إعطاء الإنطلاقة لطريق تندوف زويرات عرف هذه المرة محاولة اغتيال للرئيس الموريتاني وذهب ضحية المحاولة حارسه الخاص،من يقف وراء محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني ،علامة استفهام كبيرة عكرت صفو المبادرة الجزائرية لمنافسة المغرب .محاولة الإغتيال دليل على أن مشروع الطريق الذي كانت تسعى الجزائر في تسريع إنجازه لمنافسةالمغرب ومعبر الكركرات ،بات في خبر كان لأن محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني ستكون لها تبعات لا محالة.الرئيس الجزائري أعطى أوامره لإنجاز المشروع بسرعة،وأمر بتحرير التبادل التجاري من دون رسوم جمركية نكاية بالمغرب ومنافسة للمغرب الذي سيطر على الأسواق الإفريقية،الرئيس تبون وعد الصحفيين الموريتانيين ببناء دار للصحافة على نفقة الجزائر،توددا لهم للإنخراط في معاكسة سياسة المغرب في المنطقة.وهي رشوة بائنة للصحفيين الموريتانيين يحاول الرئيس تبون من خلالها دفع أكبر عدد من الصحفيين الموريتانيين لتأجيج الشارع الموريتاني ضد المغرب إن استمرار الجزائر في شراء ذمم الأفارقة والجيران تونس وموريتانيا لاتخاذ مواقف معادية للمغرب في فضية الصحراء وعرقلة كل شراكة اقتصادية مع الدول الإفريقية ،لن يثني المغرب في الإستمرار سياسة الإنفتاح على الشعوب الإفريقية .وهذا الصراع بين البلدين سيزيد من الإحتقان والإستعداد للحرب القادمة بين البلدين .إن التحسن الطارئ في العلاقات المغربية الإسبانية ورفع يد إسبانيا عن مراقبة الأجواء في الصحراء لصالح المغرب والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة المغربية لمدريد كلها مؤشر إيجابي للتطور الذي تعرفه العلاقات بين البلدين .واليوم يقوم وزير الخارجية الفرنسي ليؤكد بدوره رغبة فرنسا في الخروج من المنطقة الرمادية وتأكيد دعمها لحل سياسي بناء على قرارات مجلس الأمن وهو قرار كان المغرب يفضل أن تكون هذه الزيارة فرصة للخروج بموقف واضح فيما يخص قضية الصحراء.لكنه في نفس الوقت أكد وزير الخارجية الذي بالمناسبة كان يقود حملة شعواء سابقا ضد المغرب في البرلمان الأوروبي .لكن رغبته التي عبر عنها بوضوح اليوم والتي بين من خلال التصريحات التي أدلى بها أن فرنسا عازمة على العودة للتعاون والشراكة الإستراتيجية مع المغرب وهي تصريحات تؤكد مدى التنافس الكبير الذي أصبح بين إسبانيا وفرنسا والكل يحاول إقناع الطرف المغربي بواقعية كل المبادرات التي يعبر عنها كل طرف .التقارب المغربي بين البلدين وفشل الجزائر في إقناع الدولتين بمشروعها الإنفصالي هو عامل سيدفع بحرب مدمرة بين المغرب والجزائر والخاسر الأكبر فيها هو الشعبين معا ولو أن كل الدول الكبرى ستقف إلى جانب المغرب وتدعم حلا سياسيا متفق عليه ومدعم من طرف مجلس الأمن بناء على كل القرارات التي تبناها سابقا

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube