أخبار العرب

يا أمة قد ضحكت عليها الأمم

يا أمةً في أغلبها مازالت تعاني من مخلفات حقبة استعمار بغيض.يا أمة استنزفت خيراتها دول .يا أمة مازالت تعيش على أنقاض التاريخ،وتحلم بمستقبل لن يتحقق ،مادامت تنفذ تعليمات من خارج الحدود ،وتحررها ،وتقدمها ،رهين بانتفاضة شعوبها،التي اندس بينها الخونة.وناهبو المال العام ،ومنفذو الإملاءات الخارجية،أمريكية بالدرجة الأولى ،من دون أن نستثني ،من يتحكمون اليوم في المؤسسات الإقتصادية الدولية ويضغطون بكل قواهم لإفشال ،أفكار التحرر والإنعتاق.ما يجري في تونس اليوم نموذج حي لمايجري في البقية ،سواءا التي تملك الغاز ،أوالتي يتحكم في غازها الجالسون المختبؤون في البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية والتي يوجد مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية.قيس سعيد أيها الطائر ،الثائر المغرد خارج الصرب ،لن تخرج تونس سالمة من التصعيد الذي تقوده.تونس تواجه تحديات كبرى وأنت تعلمها ،وتعلم أيضا أنك لن تخرج سالما من كبوة لست مسؤولا عنها،وأن تونس مازال بين شعبها من ينتظر ثورة الجياع والغلاء ،التي ستكون أكبر عقبة على نجاح ثورتك التي تقودها وحدك لأنك خذلت شعبك الذي ثار ضد من رحلوا من بورقيبة إلى بن علي وستختم قائمة الراحلين ،لأنك خذلت الملايين من أبناء تونس الخضراء الذين زكوك عريسا لثورة ليس الياسمين.لكنك خنت العهد وخذلت من قدموا شهداء فداءا للثورة ودخولك قصر قرطاج .أتعرف لماذا كنت أنت السبب في فشل الثورة،لأنك ساهمت في إقبار مشروع وحدة المغرب العربي الكبير ،وتآمرت على وطن إسمه المغرب باستقبال خائن عميل لنظام أعطاك المقابل وكنت سببا في قمة تيكاد الإفريقية اليابانية،كان ماقمت به كافيا لعودة السفير المغربي إلى المغرب وتوتر العلاقات بين البلدين ،ورغم كل الذي قدمته لنظام مستبد لم تخرج من ورطتك وأزمة تونس الخضراء التي يبست وذبلت بسبب تعثر سياساتك،ومازلت ترفع التحدي ضد المؤسسات الدولية،لكنك في نفس الوقت تستمر في الركوع لسيدك ماكرون في كل زيارة يقوم بها لتونس لإعطائك تعليمات عن قرب ليس لإخراج تونس من الأزمة وإنما لتعميق الفرقة بين أبناء الشعب التونسي الملتزمون منهم بتعاليم الدين،أوالعلمانيون الذين كانوا بالأمس القريب يباركون سياسة بورقيبة والذين جاؤوا من بعده وقادوا تونس إلى الجحيم.ومادمت قد فتحت صفحة المغرب العربي الصغير وليس الكبيركما كنا نحلم ونحن صغارا.وغير بعيد من تونس الخضراء ،نلقي نظرة على أوضاع جماهيرية القدافي ،الذي حاول زرع ثقافة بين شعوب الوطن العربي ،نقف اليوم على مصداقيتها حول قضايا متعددة نعاني منها اليوم ،ولو استمعنا له ونفذنا أوامره لماوصلنا اليوم للوضع المتأزم المتوتر ،المتخاذل المنهزم ،المهان،بل تنطبق على الوطن العربي كل الصفات التي يتبرأ منها القائد معمر اوبقي على قيد الحياة،لقد تآمرت عليه أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والدول العربية التي بقيت ملتزمة بانبطاحها للقوات الإستعماريةالمتكالبة على ثورته بدعم العملاء من العرب،الذين لم يرتح لهم بال حتى أكملوا المهمة وأخمدوا ثورته الأمل وأجبروا كل أفكاره.ومن ليبيا لابأس أن نعرج على ثورة المليون ونصف شهيد ولا أحد قد وثق قائمة الشهداء الذين سقطوا في سبيل ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة،ولن تكون في نظري واقعا مادامت جماجم الشهداء تحتفظ بهم فرنسا الإستعمارية التي مازالت تتحكم في كل شيئ في الجزائر وعندما يقع خلل في قنوات الصرف الصحي في الجزائر وووهران وكل المدن الكبرى لا تستطيع الجزائر إصلاح مافسد إلا بالرجوع لمن يمتلك بكل التصاميم والتفاصيل .وأكثر من ذلك الذي يدعو في كل سنة بالإحتفال بثورة الفاتح من نوفمبر العظيمة ،مثل ثورة الياسمين عليه أن يعلم أن حرية الطيران المدني فوق الأجواء الجزائرية لا زالت تحت الإدارة الفرنسية ،وعندما تريد الطائرات الفرنسية أوغيرها التحليق في المجال الجوي الجزائري عليها أن تطلب الإذن والرخيص من باريس وليس من قصر المرادية بالجزائر العاصمة ،أوالقاعدة العسكريةالتي مازال يقبع فيها شيوخا هرموا لا يعبدون الله ويفعلون مايأمرهم به ليس الله الذي خلقهم وإنما من يقبع وراء أبواب الإليزي رمز من رموز أعداء الإسلام .ماذكرت هو قليل من الحقيقة المرة التي كانت تبعاتها على المغرب الذي تآمر عليه الجيران والإستعمار والذين يحاولون معا إفشال انفتاحه على كل إفريقيا ،حتى بات يشكل أكبر منافس لفرنسا والتي خرجت من باب إفريقيا الواسع وأذرفت دموعها على ماضيها الحافل بالنهب والسرقة لخيرات مستعمراتها السابقة ،اليوم أصبح المغرب شريكا لعدة دول إفريقية وفتح أبوابه مؤخرا لدول الساحل على المحيط الأطلسي في لقاء تفاءلت معها شعوب المنطقة واعتبرت المغرب شريكا استراتيجيا وهذا ماتريد فرنسا عرقلته وإفشالها بذراعها في المنطقة الجزائر ،والتي تحاول تضليل الرأي العام الجزائري والعربي من خلال تصريحات وزير خارجيتها بأن وزير خارجية المغرب لا يريد فتح صفحة جديدة من خلال عدم الرد على مكالمته ،هو اختار كسابقوه قناة قطر وخديجة بن قنة ليبرر سياسة بلاده اتجاه المغرب والتي هي في الحقيقة بعيدة عن الحقيقة وعن النيات الحسنة التي عبر عنها المغرب بقيادة عاهله أكثر من مرة بالواضح وليس بالمرموز ومايقوله وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف مجرد بداية لمؤامرة فطن إليها المغرب مع بداية انتداب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن.هم يبينون حسن النوايا اتجاه المغرب قبل الوقت،لكنهم في الحقيقة سيثبتون العكس وسيحاولون الشروع في مسلسل التآمر على المغرب وعلى صحرائه ويعرقلون كل مساعي الحل الذي يريده المغرب وتزكيه الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن وزكته إسبانيا والولايات المتحدة والعديد من الدول التي كانت بالأمس حليفا للجزائر ومشروعها الإنفصالي وكان آخرها أوغندة التي فتحت صفحة جديدة مع المغرب وتريد بناء علاقة وشراكة اقتصادية مع بلادنا.ستنكشف حقيقة النظام الجزائري مع مرور الوقت ولكن كونوا على يقين أن كل المناورات والمؤامرات التي ستحكيها للمغرب في مجل الأمن ستفشل لأننا نملك رجلا هناك في الأمم المتحدة متمكنا من الملف وقادر على المواجهةوإلحاق الهزيمة لكل متآمر في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن كما يلحقها الجيش المغربي في كل شبر من صحرائنا للأعداء.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube