فضاء الخبراء

عملية بروكسيل الإرهابية والغباء الاستراتيجي للجماعات الجهادية

لا أستبعد أن تقوم بعض أجهزة المخابرات بالضغط على زر الريموت كونترول كي تنطلق بعض “الذئاب المنفردة من الدواعش المتحكم فيهم عن بعد” للقيام بعمليات إرهابية يكون الهدف منها تشويه صورة المقاومة في فلسطين وإطلاق اليد الطولى لأجهزة الأمن لقمع مسلمي أوروبا وتأليب الرأي العام ضدهم وضد القضية العادلة للشعب الفلسطيني.بالأمس في فرنسا واليوم في بلجيكا وغدا الله أعلم أين. ويصعب على أجهزة الأمن أن ترصد تحركات الذئاب المنفردة. قد يكون المتحكم في الذئب المنفرد متواجدا مثلا في تل أبيب أو في أي مكان آخر والعملية الإرهابية تنفذ في أية عاصمة أوروبية مستهدفة.هذا لا يعني أن الذئب المنفرد الداعشي عميل لدى المخابرات التي تقف وراء العملية ولكن في بعض الأحيان يتعلق الأمر بجهاديين مؤمنين بالفكر الجهادي ولكن لا يعلمون أن جهات معينة تتحكم فيهم وتنتظر الفرصة لاستعمالهم.هذه مجرد فرضية حيث أن هناك ذئاب منفردة تؤمن فعلا بالفكر الجهادي وتبايع جماعة جهادية معينة وتنتظر مثل هذه الفرص لتنفيذ عمليات إرهابية.فالجماعات الجهادية ورغم العداء البين بينها وبين الغرب إلا أنها أصبحت معول هدم لكل حركات التحرر في العالم الإسلامي وأصبح الغرب يستعملها من حيث لا تدري لخدمة مصالحه الإمبريالية. فبسبب الجماعات الجهادية تم إجهاض الثورة السورية وبسبب نفس هذه الجماعات الجهادية يتم حاليا إجهاض مسلسل تحرر دول الساحل الإفريقي من الهيمنة الفرنسية ويتم استعمال بقايا داعش لضرب تحرر أفغانستان، تحت حكم طالبان، وإجهاض أي تقارب بينها وبين الصين. هذا ما أسميه شخصيا بالغباء الاستراتيجي للجماعات الجهادية.

#سعيد_إدى_حسن باحث أكاديمي مختص في الجماعات الجهادية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube