حيمري البشيرمحطات إنسانية

ليعلم الذين حشرنا الله معهم في الشرق أن المغاربة هبوا من كل أنحاء المغرب لتقديم فائض كبير من المواد الغذائية للمناطق المنكوبة

لا أدري هل يتابع من ينتظرون الضوء الأخضر من المغرب ليسمح لهم بنقل الخيام والمواد الغذائية أن يعبروا الأجواء والحدود الشرقية المغلقة منذ أكثر من عشرين سنة ،أن الشعب المغربي هب لدعم المناطق المتضررة ،بكل الخيرات التي حباها الله هذا الوطن الحبيب.وأنا أعلم أنهم يتابعون ما تنشره وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات التلفزيونية العالمية التي انبهرت بحملة التضامن الشعبية،التي عمت كل المدن وكل القرى المغربية،لنقل كل مايحتاجه المتضررون من الزلزال .التضامن الشعبي ،كان صورة رائعة جسدت حقيقة أننا أمة مسلمة متشبثة بقيمها الإسلامية الراقية.وأن حتى فقراء الأمة يثيرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة.إن الذي يملك القرار للسماح لكم بالمشاركة في عملية الإنقاذ ليس وزير العدل ،وإنما أعلى سلطة في البلاد،وواجب العزاء حسب الأعراف الدبلوماسية كان من الواجب أن يقدم لأعلـي سلطة في البلاد.ثم الشعب المغربي .عليهم أن يعلموا أن المغاربة وراء جلالة الملك وليس وراء وزير العدل .وأن الشعب المغربي قد قام بالواجب في دعم المناطق والساكنة المتضررة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية،التي تكفيهم لشهور طويلة.المناطق التي ضربها الزلزال والساكنة ليست بحاجة لموادكم الغذائية لأن الشعب المغربي قام بالواجب ومازالت قوافل الدعم متواصلة من كل المدن ،الشعب المغربي يؤمن بوحدة المغرب العربي وبروح التضامن ولن يقبل من أي جهة كانت التآمر على وحدته الترابية،وهذا هو خلافنا مع الجزائر .وجلالة الملك كانت يده ممدودة مع الجزائر دائما وكان آخرها هذا الصيف لما اندلعت الحرائق في منطقة القبائل ،فقدم جلالته واجب العزاء للرئيس الجزائري وللشعب الجزائري واقترح إرسال سرب من طائرات الكنادير لإطفاء الغابات المشتعلة.لكن مع كامل الأسف لم يستجب الحاكمون لجلالته.هم لا يريدون مع كامل الأسف طي صفحة العداء للمغرب وقيادته رغم أن المغرب قدم الكثير للثورة الجزائرية وقادتها الذين كانوا يتدربون على القتال في جبال بني يزناسن والناضور ووجدة.المغرب لن يقبل استمرار الكابرنات التآمر على وحدته الترابية،المغرب يريد فتح صفحة جديدة لبناء وحدة المغرب العربي ،حتى نكون جسدا واحدا،وقوتنا في وحدتنا .الزلزال الذي ضرب المغرب كان فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين،ولا نريد أن يكون خطاب التعزية موجه للشعب واستثناء القائد الذي يقود هذه الأمة ويحرص قبل الغير على حمايتها .إن الخلل فيكم وفي من لا يريد بالفعل فتح صفحة جديدة،الشعب المغربي وراء صاحب الجلالة من طنجة إلى لكويرة ومن يظن غير ذلك فهو واه.وإذا كنتم تنتظروا الضوء الأخضر فعليكم أن تصححوا مواقفكم فواجب العزاء يجب أن يقدم لقائد مسيرة هذا البلد وشعبه احتراما للأعراف الجاري بها العمل .ولا أحد يقوم مقام الملك في إعطاء الضوء الأخضر .عليكم أن تستفيدوا من الدرس الذي يلقن للرئيس الفرنسي ،الذي يتطلع للضوء الأخضر هو كذلك من جلالة الملك .لن نعود للوراء فبناء صفحة جديدة في العلاقات بين فرنسا والمغرب يبدأ من الخروج من المنطقة الرمادية وسياسة الوضوح فيما يخص قضية المغرب الأولى ألا وهي قضية الصحراء المغربية،وهذا هو سبب الخلاف لا مع فرنسا ولا مع الجزائر.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube