المغرب بخير والمغاربة من وجدة إلى أقصى نقطة جنوبا يقدمون أروع صور التضامن
وأنا أتابع حملة تضامن الشعب المغربي في كل مدينة وقرية مع سكان المدن والقرى والدواوير المتضررة من جراء الزلزال تحس بفخر الانتماء لوطن إسمه المغرب .بل في أكثر من مرة لا أستطيع إخفاء دموعي لأن المغاربة شعب متمسك بالقيم الإسلامية الحقة.قوافل الشاحنات محملة بكل ما تحتاجه الساكنة متجهة من كل حدب وصوب إلى الجنوب . المغاربة يعبرون للعالم بأنهم قادرون على تجاوز المحنة.ويقدمون أروع صور التضامن والتكافل والتلاحم ،بل يعطون صورة وضاءة للعالم بأن الخير في المغرب وقادرون على تجاوز هذه المأساة.ما أبكاني حقيقة ،وأكثر من مرة هو إيمان الشعب المغربي بالقضاء والقدر،وعندما تسمع من فقد كل شيئ الأبناء والزوجة والأم وكل ما يملك ولكن إيمانهم قوي بقوله دائما الحمد لله.كيف لا تبكي وأنت تسمع أم فقدت كل شيئ ولكنها تختم كلامها بالحمد لله.الصور والتغطية الإعلامية في القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الإجتماعي حفزت وشجعت الجميع على المشاركة في الحملة التضامنية مع المناطق المنكوبة ،صور رائعة تابعتها في عدة مدن مغربية.الكل يساهم بكل مايملك المراكز التجارية مملوءة ،والكل يسعى لاقتناء ماتحتاجه الساكنة المتضررة ،الكل نسي حملة الغلاء ورفع التحدي ضد الحكومة ليبين للعالم أن المغاربة قادرون بتضامنهم على تجاوزكل التحديات،وأصبح الجميع لا يفكر إلا في المساهمة في إخراج الساكنة المتضررة من حزنها ومن معاناتها،ونقول في مثل عربي رب ضارة نافعة فالزلزال كان مدمرا وهلك الإنسان والحيوان وشرد العديد فأصبحوا بين عشية وضحاها يعيشون في العراء،ولكن الشعب المغربي بين أنه قادر على تجاوز المحنة بالتضامن الكبير الذي أبهر العالم ،وبين بأن بتماسك المغاربة قادرون على تجاوز المحنة.وإعادة مادمره الزلزال بحول الله ،لتظهر هذه المناطق في حلة جديدة .المستحيل مصطلح لا يوجد في قاموس المغاربة .بل المغاربة شعب التحدي .نحن قادرون بعون الله على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.وما شاهدته اليوم وأنا أتابع حملة التضامن جعلني أجهش بالبكاء أكثر من مرة.وعشت لحظات،في قمة الإيمان .وتمنيت أن أكون وسط السكان الذين فقدوا كل شيئ لأساهم بدوري في زرع الأمل في نفوسهم.تيقنت اليوم أن المغاربة شعب قوي بإيمانه وبالقدر خيره وشره .الزلزال بين صورة المغاربة الحقيقية ،إنهم شعب متمسك بإسلامه ،شعب يحب الحياة شعب مضياف ،شعب يحب الخير للجميع ،وقد جسد ذلك في هذه النكبة التي يعيشها .يكفينا فخرا حملة التضامن العالمي ،يكفينا فخرا أن الجميع في الملاعب العالمية وقفوا دقيقة صمت ترحما على الذين استشهدوا في هذا الزلزال المروع .يكفينا فخرا أن العديد من الدول والشعوب هبت لمساعدة المغرب للخروج من هذه الأزمة.يكفينا فخرا أن المغاربة استطاعوا أن يبهروا العالم بأنهم قادرون على تجاوز هذه الأزمة بقوة إيمانهم وبإمكانياتهم ويكفينا فخرا أن العديد من الدول قد وضعت إمكانيتها في مساعدة المغرب .شكرا لكل الذين تضامنوا مع بلادنا في هذه المحنة.ونقول لساكنة الأقاليم المتضررة عليكم أن تتمسكوا بالأمل وسنكون بعونه تعالى معكم في إعادة مادمره الزلزال بصورة راقية تراعي كل الشروط لمقاومة الزلازل حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
