محطات إنسانيةمستجدات

كلمات* .. في حرية المناضل الأممي إبراهيم جورج عبد الله ..

*درس في الصمود والانتصار .. وفضيحة أخرى للغرب “المتحضر”*

أحمد ويحمان

× بفرح واعتزاز تلقينا خبر الإفراج عن المناضل الأممي والمقاوم العربي اللبناني إبراهيم جورج عبد الله، بعد أكثر من أربعة عقود قضاها أسيرًا في سجون الدولة الفرنسية، لالتزامه بالقضية الفلسطينية وانخراطه في مقاومة الاحتلال الصهيوني والإمبريالية العالمية. هذا الإفراج، وإن جاء متأخرًا، يؤكد حقيقة جوهرية نؤمن بها في مسيرتنا النضالية: أن الإرادة والحق هما الطريق الأضمن إلى الحرية، وأن الصوت الحر والموقف الصلب قادران على كسر القيود مهما طال الزمن واشتدت المحن. إبراهيم جورج عبد الله، لم يساوم، لم يتراجع، لم يطلب العفو، بل واجه سجّانيه بكرامة الأحرار، وظلّ رمزًا للصمود والثبات رغم القهر والعزلة والتواطؤ الرسمي الغربي. الدرس الكبير الذي يقدّمه خروج إبراهيم جورج عبد الله اليوم هو درس في الصمود والمبدئية. صمود ليس فقط في وجه السجن، بل في وجه نظام عالمي قائم على القمع والاستغلال وازدواجية المعايير. لقد صمد لأنه لم ينظر إلى حريته كحق شخصي فقط، بل كجزء من معركة تحرر شاملة، ولأنه اعتبر أن حريته لا تكتمل إلا بحرية أسرى فلسطين، الذين من أجلهم ضحّى وتحمل، ولا يزال نضاله مستمرًا حتى تحريرهم جميعًا. خروج جورج عبد الله هو انتصار على الإمبريالية المتوحشة التي أرادت أن تجعل منه عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يقاوم، لكن إرادته حولته إلى أيقونة لكل المقاومين والأحرار في العالم. إن هذه القضية – كما قضية غزة اليوم – تكشف زيف المنظومة الغربية وقيمها. زيف ما يُقال عن “فصل السلطات” و”استقلال القضاء” و”سيادة القانون”. فقد أنهى جورج عبد الله مدة محكوميته منذ سنوات، وصدر حكم نهائي بالإفراج عنه، لكن القرار الحقيقي كان بيد الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدخلت بشكل مباشر ومتكرر لإبقائه في السجن، عبر سفيرها في باريس، ثم عبر وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلينتون، التي مارست ضغطًا علنيًا ومفضوحًا لمنع الإفراج عنه. ولعل أبلغ توصيف لهذه العلاقة الاستعمارية المهينة، ما قاله محامي جورج عبد الله، الراحل الكبير جاك فيرجيس، حين شبّه علاقة فرنسا بالولايات المتحدة بعلاقة “المومس بالقواد”! هذا التدخل الأمريكي الفجّ، والانصياع الفرنسي الذليل، يمثلان صفعة صارخة لكل دعاوى “العدالة” و”السيادة” في الغرب، ويعريان طبيعة المنظومة الغربية التي لا تخجل من خرق قوانينها نفسها حين يتعلق الأمر بمقاوم حرّ رفع صوته في وجه الصهيونية والإمبريالية. وإذا كانت قضية جورج عبد الله تفضح الغرب، فإنها في الآن ذاته تذكّرنا نحن – في العالم العربي – بقضايانا المماثلة: معتقلو الرأي، المدافعون عن الحرية، المقاومون للفساد والاستبداد والاختراق الصهيوني، أولئك الذين يُزجّ بهم في السجون ليس لأنهم أخطأوا، بل لأنهم أرادوا لهذا الوطن أن يتحرر. فالمعركة ضد الظلم ليست فقط مع القهر الخارجي، بل أيضًا مع منظومات القمع الداخلية المتحالفة مع الأعداء، والتي لا تقل عداءً عنهم للقضية الفلسطينية ولكل صوت حر. اليوم، وفي زمن المجازر الجماعية في غزة، تتكرر الصورة: تواطؤ غربي شامل، صمتٌ على الإبادة، وتنكّر تام لكل ما يدّعونه من قيم، بما فيها “حقوق الإنسان” و”حماية المدنيين” و”الحرية”. لكن كما خرج جورج عبد الله مرفوع الرأس، منتصب القامة، ستخرج غزة منتصرة، وستتحرر فلسطين، وسيسقط القناع عن وجه الحضارة الزائفة في الغرب المنافق.*آخر الكلام* نفرح بخروج إبراهيم جورج عبد الله، نعم، ولكننا نعلم أن المعركة لم تنته بعد. فالنضال مستمر حتى تحرير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب والمقهورين في العالم، وحتى سقوط آخر قيد على طريق الحرية والتحرر وتندحر كل القوى الغاشمة في معسكر القتل والحروب والقمع ويسود السلم في العالم .هام :عند عودة الشاعر المهجري، الشاعر القروي رشيد سليم الخوري، إلى وطنه لبنان بعد غيبة في أمريكا عقودا طويلة، أنشد يقول، وهو ما يزال على سلم الطائرة : بنت العروبة هيئي سكني أنا عائد كي أموت في وطني وكان في استقبال الشاعر الطاعن في السن شاعر آخر، وكان عقيدا في الجيش فهاله ما قال الشاعر القروي وععقب عليه يقول :ألاوليت شاعرنا قال :

بنت العروبة هيئي سكني أنا عائد كي أعيش في وطتي؟!

تذكرت هذه المقابلة المليئة بالعواطف على مطار بيروت . وفي هذه الأجواء المشحونة بعواطف التضحية على أرضية ذات المطار ، أكاد أجزم أنني أسمع هذا المناضل الأممي يقول معقبا على الشاعرين: بنت العروبة هيئي سكني

أنا عائد كي أقاوم في بلدي ! المجد والخلود للشهداء المجد للمقاومين المخلصين !وآخر دعوانا أن اللهم عليك بكل الظالمين والمتغطرس.. إنهم لا يعجزونك .

——————–

× الرئيس السابق للجنة المغربية للإفراج عن جورج ابراهيم عبد الله ،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID