أخبار دوليةحيمري البشيرمقالات الرأي

 “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي، وخذي منا الجواب”هذا ماأضاف تبون إلى النشيد الوطني الجزائري.

إقدام الرئيس تبون إعادة فقرة للنشيد الوطني الجزائري ،تحمل تهديدات مبطنة لفرنسا والرئيس ماكرون الذي يعاني مسبقا جراء أخطاء قاتلة ومستفزة ارتكبها في حق المغرب وقيادته الحكيمة،والتي عرفت كيف تدبر أمره بأسلوب حضاري من خلال تقزيم دور فرنسا الإقتصادي في المغرب ،بل سد الباب أمامها لإنجاز مشاريع ضخمة في المغرب ،وربط ذلك بالخروج من المنطقة الرمادية فيما يخص قضية الصحراء والإعتراف بمشروع الحكم الذاتي على أقل تقدير للخروج من عنق الزجاجة.فرنسا التي وجدت نفسها بين نارين إما الإعتراف بمغربية الصحراء الشرقية والغربية وإما اقتصادها ومصالحها تواجه قدرها المحتوم .الجزائر تراقب ،ولاتريد فقدان عشيقتها الأبدية حتى بعد مغادرتها سنة 1962،وتحاول كل مرة اقتربت فيه فرنسا من الخنوع والخضوع للمغرب إخراج ورقة تهدد بها المصالح الفرنسية الكبيرة في الجزائر.فرنسا التي خرجت منذ سنوات من الجزائر،بعد المجازر الرهيبة التي ارتكبتها وذهب ضحيتها مليون ونصف شهيد أخذت جماجمهم للعرض في إحدى متاحفها في باريس،فرنسا التي لازالت تتحكم في المجال الجوي الجزائري وفي حركة الطيران بشهادة مسؤولين جزائريين.فرنسا التي تتحكم في خرائط المدن الكبرى وإذا أرادت الجزائر القيام بإصلاحات،عميقة في المدن الكبرى وهران والجزائر العاصمة فعليها العودة لأمها فرنسا لتدلها على الخرائط التي لازالت تحتفظ بها.الجزائر وفي ظل الجفاء الذي أصبح يطبع علاقتها مع المستعمر ،وبعد أن صعد المغرب كذلك مع فرنسا وذهب بعيد في إقصائها من كل المشاريع الإقتصادية الكبرى في المغرب ،وأصبح منافسها القوي في الساحة الإفريقية،وألغى الفرنسية كمادة ثانية في المدارس المغربية معوضا إياه بالإنجليزية،ومصر لحد الساعة على ضرورة الإعتراف بمغربيتي الصحراء الشرقية والغربية وهي التي تمتلك الحقائق التاريخية ،قبل تطبيع العلاقات من جديد ،وفتح صفحة جديدة من التعاون الإقتصادي الند للند .النظام في الجزائر وحتى لا تركع فرنسا للمغرب لإعادة النظر في التعاون الإقتصادي مع فرنسا ،أخرجت ورقة ضغط جديدة ،وقع عليها تبون الذي يتخبط وسافر إلى موسكو من أجل طي صفحة التعاون مع فرنسا وإخراجها من الباب الواسع ،وهي مجرد تهديدات لأنه غير قاد على اتخاذ هذا القرار مادامت مدخرات العسكر تم تهريبها كلها تقريبا إلى البنوك الفرنسية وفرنسا تمتلك حتى التقارير عن مدخراتهم وممتلكاتهم في دول أخرى.تبون وحتى وإن أعاد فقرة في النشيد الوطني الجزائري تستهدف فرنسا وتعتبر تهديد ووعيد يعكر صفو العلاقات بين البلدين التي توترت بسبب تهريب الأميرة خلسة عبر تونس .إلا أن فرنسا تمتلك أوراقًا عديدة لهزم النظام من بينها الحقائق التاريخية المرتبطة بالصحراء الشرقية التي تثبت مغربيتها ،وتمتلك ملف جمهورية القبائل كورقة ،وانضاف إليها ملف الطوارق في الجنوب الذين أسقطوا طائرة حربية بالأمس .في الوقت الذي لا تمتلك أي ورقة تريد استعمالها للرد على الجفاء الذي يطبع علاقتها مع المغرب.الذي أصبح يمتلك أوراقًا اقتصادية قوية ويسير بثبات لمنافستها بقوة في الساحة الإفريقية ،وهي لا تمتلك سوى نظرية المؤامرة ،بالتحالف مع موريتانيا جنوبا لقطع الطريق عليه وعرقلة نفوذه نحو الأسواق الإفريقية .المغرب بدأ في مشاريع كبديل ميناء الداخلة ،ولكويرات ،وهو يسارع الزمن لهزم المتآمرين عليه.المغرب لن يخضع لا لفرنسا ولا أي جهة أخرى المغرب يسير بثبات ليؤكد للعالم أنه قوة اقتصادية ناعمة وباب إفريقيا مفتوحا في وجه الدول الكبرى ،وهوشريك اقتصادي موثوق.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID