حيمري البشيرمأساة إنسانية

أي مصداقية للإعلام الذي لا يدافع عن المضطهدين في المجتمع

استفزني رد أحدهم على أحدهم وهو في طريقه للمشاركة في برنامج إذاعي ، في إحدى المنابر الإعلامية المستقلة التي من المفروض أن تناقش كل القضايا الشائكة التي لا يجرئ الإعلام الرسمي المغربي في مناقشتها ،لأنها تعتبر من الطابوهات المحرمة ،خصوصا عندما يتعلق الأمر بتوجيه اتهامات مباشرة لرجال السلطة بتعنيف مواطن .إن ما طلب الثاني من المشارك في الندوة ليس المستحيل ،بل يتعلق الأمر بإدراج التعنيف الذي تعرضت له إحدى النساء التي بلغت من العمر عتيا 67عاما بالتمام والكمال في حفل توزيع ليس الجوائز وإنما قفة رمضان التي لا تتجاوز 300درهم .فلم يكن نصيبها ماأرادت ، بل عنف مبالغ فيه من طرف رجل سلطة ،غير مبرر لأنها لم تطلب المستحيل .أنا أعلم مسبقا أن المنابر الإعلامية المستقلة والغير المستقلة لا تحمل مصداقية في الشارع المغربي لأنها بعيدة عن معاناة المواطن.المصداقية التي يتحدث عنها الصديق الذي كان من النخبة في زمن مضى هي عندما تغطي حدثا ،وقع وكان فيه تجاوزات خطيرة خارج القانون بالدليل والحجة ،وتعرف التغطية الإعلامية،متابعة من المواطنين والمواطنات.يليها متابعة قضائية لرد الإعتبار للذين تعرضوا للتعنيف وأصيبوا بعاهات جسدية ومضاعفات نفسية .ورد الإعتبار لمثل هؤلاء ،من خلال تناول الحدث على مستوى المنابر الصحفية والإعلامية ،هو جبر للخواطر ليس إلا .أما عندما تطالب بمصداقية المنابر والصحف التي تناولت حدثا ما ،قبل طرحها للنقاش فقد فقدت مصداقيتك بالشروط التي وضعتها،ولم يعد للمنبر الذي سوف تشارك فيه أي مصداقية لدى المواطن لأنه لا يهتم بهموم وانشغالات الناس.إن الإعلام الذي لا يهتم بالتجاوزات الخطيرة التي تقع في المجتمع ليس له مصداقية ولا متابعة جماهيرية.إن الإعلام الذي لا يرفع سقف التحدي لوقف التجاوزات والإنتهاكات والإختلاسات والخروقات الغير القانونية التي تقع في المجتمع لا مصداقية له.إن المنابر التي ترفع التحدي بتغطية أحداث مؤلمة يذهب ضحيتها مواطنون ضعفاء ،تقوم بالفعل بعمل إنساني لحماية هذا المواطن وتمارس في نفس الوقت من خلال الضغط الذي تمارسه بتطبيق القانون.إن واقعة المرأة التي تعرضت للتعنيف في مدينة العيون سيدي ملوك،من طرف رجل سلطة ،تجاوزات خطيرة تتطلب لجنة تحقيق فوريةمن وزارة الداخلية لأن الذي ارتكب التعنيف الذي أصبح جريمة يعاقب عليها القانون المغربي خصوصا وأن الضحية امرأة حماها الإسلام والقوانين الوضعية.وعندما يكون الجرم المرتكب في حق امرأة من طرف رجل سلطة الذي كان من المفروض أن يكون حريصا على حماية حقوق المرأة في المجتمع المغربي ،إن ماتعرضت له المرأة في مدينة العيون تجاوزات خطيرة تسيئ لمجال حقوق الإنسان في بلادنا ولمصداقية المؤسسات التي تنشط في مجال حقوق الإنسان إذا لم تتحرك لمتابعة الملف بجدية ،وإذا كان الإعلام المدعم من ميزانية الدول ودافعي الضرائب لا يناقش الإنتهاكات التي تقع من طرف رجال السلطة والأمن اتجاه المواطنين الضعفاء ولا يقف مدافعا ورافعا صوته لوقف كل الإنتهاكات الجسيمة التي تقع في حق أي كان فلنقرأ الفاتحة على مستقبل البلاد.النقاش مستمر لإثبات مصداقيتنا من خلال الإرتباط اليومي بمعاناة المواطن المغربي مع الغلاء والإنتهاكات الجسيمة التي ترتكب ضد المواطنين والمواطنات خصوصا إذاكانت هذه التجاوزات من طرف رجال السلطة والمنابر الإعلامية التي لا تتناول كل التجاوزات الخطيرة التي ترتكب في حق المواطنين والمواطنات لا قيمة لها

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube