أخبار دوليةحيمري البشيرمأساة إنسانية

علاقة المغرب بعمقه الإفريقي

اتجه المغرب منذ سنوات نحو إفريقيا .فمنذ اعتلاء الملك عرش البلاد سنة 1999قام بأكثر من عشرين زيارة لتمتين علاقاته الروحية والتجارية في إطار سياسة رابح رابح مع العديد من الدول الإفريقية.وفعلا استطاع المغرب أن يتواجد بمؤسساته البنكية في العديد من دول الساحل،جنوب الصحراء،المغرب بفضل قربه من إسبانيا،أصبح منذ سنوات ،هدفا للحالمين ،بالفردوس الأوروبي من العديد من الأفارقة من مختلف الدول،فعرف هجرة مكثفة ،حتى أصبحت معظم المدن المغربية،عامرة بالوافدين الجدد،كمحطة عبور للضفة الأخرى ،وسكنوا الغابات والعراء في المدن المحيطة بالثغرين المحتلين مليلية وسبتة.هذه الوضعية الصعبة والمزرية التي أصبح الأفارقة يعيشونها شكلت ضغطا على بلادنا وعلى إسبانيا نفسها،نظرا للظروف الصعبة التي أصبح المهاجرون جنوب الصحراء يعانون منها .من خلال طموحهم الوصول لسبتة ومليلية ومنها لجنوب إسبانيا وباقي الدول الأوروبية.المغرب كان هدفا لهجرة مكثفة منذ سنوات ،وفطن الإتحاد الأوروبي للضغط القوي الذي يعاني منه المغرب بسبب رغبة شباب إفريقيا من الجنسين معا،الوصول إلى جنوب القارة الأوروبية .وبفضل الشراكة المتقدمة التي تربط أوروبا بالمغرب .أصبح الطرفان ملزمان بالدخول في حوار ،لمعالجة ظاهرة الهجرة المكثفة لمهاجرين جنوب الصحراء صوب المغرب ،والذي أصبح محطة عبور ،لكن الإتحاد الأوروبي ،عوض أن يتجه للحد من الظاهرة التي أصبحت تقلق بالخصوص الدول الموجودة جنوب القارة العجوز إسبانيا وإيطاليا واليونان بالتفكير في سياسة تنموية وشراكة متقدمة مع الدول التي ينحذر منها غالبية المهاجرين الوافدين على المغرب وبالخصوص من دول الساحل ،من خلال الدخول في حوار مع دول معينة أومع الإتحاد الإفريقي ،لمعالجة الهجرة السرية.المغرب لم يقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجرة المكثفة،وفي مواجهة الإرهاب والتطرف الذي طبع موسم الهجرة من جنوب القارة الإفريقية إلى الشمال.هذا الوضع ،فرض على المغرب الدخول في حوار مكثف مع الإتحاد الأوروبي لإيجاد حل لظاهرة هجرة الأفارقة جنوب الصحراء.، وقدم عدة مقترحات ،كالتفكير في التنمية وشراكة متقدمة مع العديد من الدول الإفريقية التي ينحذر منها معظم المهاجرين الذين يتوافذون على المغرب .في المؤتمر العالمي للهجرة الذي انعقد في مراكش ،تمت مناقشة كل السبل لمعالجة آفة الهجرة والنزوح الجماعي للأفارقة صوب المغرب كمحطة عبور لأوروبا.لكن هذه المحطة أصبحت المغرب أصبح محطة استقرار للعديد من الأفارقة ،فقام المغرب بتسوية وضعية أكثر من ستة وثمانين ألف من الأفارقة جنوب الصحراءفدخل أبناؤهم المدارس المغربية واستفاذوا كباقي المغاربة من العلاج في المستشفيات المغربية ،بدعم من الإتحاد الأوروبي .إلا أن التوافذ المكثف للأفارقة ازداد في السنوات الأخيرة خصوصا وأن شركة الخطوط الملكية المغربية لها رحلات يومية مع العديد من الدول في القارة الإفريقية ،هذا عامل من العوامل الذي سهل تنقل الأفارقة للمغرب،في غياب تأشيرات الدخول للمغرب أمام العديد من الأفارقة الحالمين بالهجرة.المغرب بفضل الإنفتاح على محيطه الإفريقي وسياسة التعاون التي نهجها مع العديد من دول الساحل،فتح الباب أمام العديد من الشباب الإفريقي التسجيل في الجامعات المغربية لمتابعة دراستهم في مختلف الجامعات المغربية بمنح مغربية، فأصبحت كل المدن الجامعية لاتخلو من الطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم بمنح مغربية من مختلف التخصصات .المغرب بفضل الشراكة المتقدمة مع الإتحاد الأوروبي ،استفاذ من دعم لتدبير ظاهرة الهجرة المكثفة،لكن هذا الدعم غير كاف لمعالجة توافذ المزيد من المهاجرين الحالمين للهجرة أوروبا عبر قوارب الموت،حتى أصبح البحر الأبيض المتوسط ،مقبرة الأفارقة جنوب الصحراء ،وهي معظلة حقيقية ،ووصمة عار في جبين الإنسانيةودول الإتحاد الأوروبي .

كل الإتفاقيات الموقعة بين المغرب والإتحاد الأوروبي لمعالجة مشكل الهجرة إلى الشمال لم تفلح في الحد من توافذ المزيد من الأفارقة إلى المغرب .ورغم سياسة الإدماج التي نهجها المغرب بتسوية وضعية أكثر من خمسة وثمانين ألف فإن الهجرة المكثفة والمستمرة للأفارقة للمغرب للوصول للحلم الأوروبي الذي ينتهي غالبا في مقبرة البحر الأبيض المتوسط،هذه الوضعية باتت تفرض التفكير بجدية من طرف الإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي للتفكير بجدية في حلول جدية لوقف الهجرة ،من خلال إقامة مشاريع تنموية في العديد من الدول الإفريقية،الأمم المتحدة ملزمة كذلك بالتدخل لوقف مسلسل المأساة التي تقع في عرض البحر الأبيض المتوسط سواء بين المغرب وإسبانيا أو بين تونس وإيطاليا،أو بين تركيا واليونان ،لوقف المأساة الإنسانية التي تعتبر وصمة عار والتي يذهب ضحيتها العديد من الحالمين للفردوس الأوروبي .

إن تدبير المغرب لملف هجرة الأفارقة جنوب الصحراء مختلف عن تدبير دول الجوار الجزائر وتونس وموريطانيا بحيث أن المغرب تميز إلى حدما بتعامل مختلف عن تعامل دول المغرب العربي الأخرى وتوافذ العديد من الأفارقة جنوب الصحراء بكثافة للمغرب ناتج لقرب المغرب من إسبانيا ولتواجد مدينتان مغربيتان لازالتا محتلتان من طرف إسبانيا ،وأصبحتا هدف لكل الأفارقة الراغبين للهجرة إلى أوروبا. المغرب حسب الإتفاقيات المبرمة مع الإتحاد الأوروبي ،لم يستطع لحد الساعة الحد من ظاهرة هجرة الأفارقة،والإتحاد الأوروبي فشل لحد الساعة في وقف توافذ المزيد من الأفارقة،والحل ليس في جعل المغرب دركيا لوقف الهجرة إلى الشمال .الإتحاد الأوروبي ملزما ببناء شراكات متقدمة مع الدول الإفريقية التي ينحذر منها غالبية المهاجرين الأفارقة.الإتحاد الأوروبي ملزم بدعم المغرب لإدماج الأفارقة الذين استقروا في المغرب والذين يعيشون ظروفا صعبة في المغرب حاليا من خلال إقامة مشاريع لتوفير فرص الشغل.المغرب ملزم بالحفاظ على علاقاتها مع عمقه الإفريقي من خلال إدماج الأفارقة في المحيط السوسيو اقتصادي المغربي .المغرب يلعب دورا مهما في محاربة التطرف والإرهاب ،والمغرب استطاع بفضل تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات من إفريقيا في مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة من تمتين علاقاته الروحية مع العديد من الدول الإفريقية .إذا يمكن القول أن المغرب نجح إلى حد ما من الحد من هجرة الأفارقة،لكنه أصبح بلد استقرار العديد منهم وسوى وضعية العديد وهذا شكل في حد ذاته عبئا كبيرا على بلادنا.وبات لزاما على الإتحاد الأوروبي المستهدف الأول من التفكير بجدية فيبناء الثقة مع الدول الإفريقية المصدرة للهجرة من خلال شراكة متقدمة ومشاريع تنموية وخلق مناصب شغل في العديد من الدول الإفريقية..إن دور الأمم المتحدة بات ضروري لوقف مسلسل الموت في البحر الأبيض المتوسط. ولوقف التطرف والإرهاب في دول الساحل الذي بات يهدد ليس فقط دول المغرب العربي ولكن حتى دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.إن سقوط الآلاف من الضحايا الأفارقة والعرب غرقا في عرض البحر الابيض المتوسط بات يشكل وصمة عار في جبين كل مواطن ومسؤول أوروبي وأممي وبالتالي أصبح لزاما على الأمم المتحدة التفكير بجدية للحد من وقف مزيد من الضحايا الذين يذهبون ضحية الهجرة السرية، وضحية الجوع ،وضحية سياسات فاشلة في تدبير ظاهرة الهجرة.لابد من الإشارة كذلك أن المغرب منذ أكثر من عشرين سنة آمن بضرورة تمتين علاقته مع عمقه الإفريقي وراهن على إنجاح سياسة التعاون جنوبا جنوب ،وتواجد في عمقه الإفريقي من خلال عدة فروع بنكية ،ومتن علاقته الروحية من خلال تكوين الأئمة والمرشدين في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة ،وبات بذلك لاعبا أساسيًا في محاربة الإرهاب والتطرف،وأصبح موضع ثقة لدى العديد من شركائه في إفريقيا ،واستمر تواجد المغرب نشيطا وفاعلا من خلال منظمة سيدياو،. ووقع اتفاقية لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر العديد من الدول الآمنة والتي ستستفيذ كذلك من مرور الأنبوب عبر أراضيها والذي سيكون لا محالة داعما للتنمية في العديد من الدول الإفريقية مما سيساعد على توفير فرص الشغل والحد من الهجرة إلى الشمال.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube