أخبار دوليةحيمري البشير

ماكرون يتخذ مسجد باريس منصة لمخاطبة الفرنسيين من أصول جزائرية

كما يجمع الجميع فإن مسجد باريس الذي يرأسه شمس الدين،والذي أكد أكثر من مرة أنه أصبح بوق ماكرون لمخاطبة حاملي الجنسية الفرنسية من الجزائريين ،هذه المرة طلب ماكرون رسميا من شمس الدين أن يركز في خطبة الجمعة على ضرورة انسحاب الجزائريين من المظاهرات والفوضى التي تعرفها العديد من المدن الفرنسية والتي لازالت مستمرة بدون هوادة لإسقاط ماكرون.هذا الأخير اتصل بصديقه تبون لتصفية الأجواء بينهما بعد حادثة أميرة بوراوي وفي نفس الوقت ليلح عليه كذلك بالتواصل مع عميد مسجد باريس ،وهنا يظهر الدور الذي أصبح يلعبه عميد مسجد باريس .تبون طمأن ماكرون،بأن الخلاف قد طوي و،أن إمدادات الغاز ستستمر لفرنسا الصديقة ولعموم أوروبا.سبحان الله ماقام به تبون دليل تشبثه بقيم الإسلام والعروبة في شهر رمضان .في الوقت الذي قطع الغاز على بلد جار كافر إسمه المغرب ،أي جوار ،وأي إسلام وأي عروبة ،نفاق وحقد مابعده حقد يكنه تبون للمغرب الذي قدم الكثير للثورة الجزائرية حتى حصلت الجزائر على استقلالها .وعودة للطلب الذي قدمه ماكرون لعميد مسجد باريس محامي البوليساريو ،فنؤكد مرة أخرى أن الذي اتخذ قرارا بحل المجلس الفرنسي الإسلامي الذي كان يرأسه محمد الموساوي ،المجلس الذي كان يضم أكبر تجمع للمساجد والجمعيات الإسلامية في فرنسا ،هو الرئيس ماكرون،وأن علاقة ماكرون بمسجد باريس قد توطدت على حساب مسلمي فرنسا من أصول مغربية،وأن ماكرون بقراره بحل المجلس الإسلامي ،هو في الحقيقة استهداف للمغرب رغم أن السفارة الفرنسية قد كذبت كل الأخبار التي نشرت في الصحف والمواقع المغربية والمتعلق بعدم منح الوعاظ والواعظات من المغرب التأشيرة للقيام بدورهم في هذا الشهر العظيم ،لانار بدون دخان ولا يمكن أن ينتشر خبر حرمان العديد من الوعاظ المغاربة من التأشيرة كالسنوات الماضية.يبقى خبر الحرمان صحيح ،حتى يصدر بيان رسمي من السلطات المغربية ،يكذب ماتم نشره.ماكرون باتصاله بالأمس بتبون كان يهدف منه طي صفحة الخلاف مع الجزائر وفي نفس الوقت قدم طلبا لتبون لمخاطبة رعاياه الحاملين للجنسية الفرنسية لمقاطعة حملة الإضرابات والمظاهرات التي أوشكت أن تؤتي أكلها،برحيل ماكرون وإسقاط مشروع التقاعد الذي يريد فرضه على الشعب الفرنسي .ماذا نستخلص من اتصال ماكرون بتبون بالأمس ،وبالطلب الذي قدمه ماكرون لعميد مسجد باريس ،حتى تكون الدعوة واضحة في خطبة الجمعة للتوقف عن المشاركة في المظاهرات للجزائريين الذي يحملون الجنسية الفرنسية ،والذين يشاركون في هذه المظاهرات المستمرة في فرنسا بكثافة من أجل إسقاط مشروع ماكرون للتقاعد. هل يمكن اعتبار مواقف ماكرون وتقاربهما الجزائر وجعل مسجد باريس منصة لمخاطبة الجزائريين في فرنسا تحدي للفرنسيين من أصول مغاربة.وإصرار من ماكرون بعدم الخروج من المنطقة الرمادية ،واستمرار الفتور والتوتر في العلاقات المغربية الفرنسية؟سؤال يبقى مطروحا .إن العلاقات الجزائرية الفرنسية الوطيدة والتي تعرف من حين لآخر هزات لا يجب أن تكون على حساب العلاقات المغربية الفرنسية الذي يطبعها التوتر والفتور .ومشكل الصحراء هو الفيصل .المغرب لن يغير من موقفه وسيبقى متشبثا بمطالبه اتجاه فرنسا لتعبر بوضوح عن موقفها من مغربية الصحراء ودعم مشروع الحكم الذاتي وهذا ما سيدعم حارس قصر المرادية والكابرنات الإنقلاب على ماكرون لكنها لا تستطيع قطع إمدادات الغاز كما قطعته على المغرب الجار الكافر.إن فرنسا لن تضحي بعلاقاتها مع الجزائر ولن تقدر على التفريط في الغاز الجزائري ولكنها قادرة على الحفاظ على موقفها من قضية الصحراء،فتفقد مصالحها الإقتصادية في المغرب .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube