سياسةمستجداتمصطفى المنوزي

بالتي هي أحسن وأصلح لإرادة أنهكها العياء الفكري والسياسي

توقيع مصطفى المنوزي

مرت الذكرى الخمسون لأحداث 3 مارس 1973 دون أن يبادر حزب الوردة إلى تخليدها أو على الأقل دعم المبادرات الفردية والشخصية أو المدنية ، من هنا سيظل مطلب الحقيقة والإنصاف حكرا على الأوفياء من المؤسسين وسلالة الشرفاء ؛ فهل للأمر علاقة بما يخطط له للخروج من طوق الأزمة الخانقة التي تجري باسم تضخيم التضخم . صحيح أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ، ولكن متى كان الحياد والصمت وسيلة لانتزاع المكاسب ولو كانت شخصية ومصلحية ؛ لقد ولى عهد شعار ” الحقيقة أولا ” ، وبحلول شهر ابريل ينطلق العد العكسي ، وقد تتجه الأنظار ( أنظار الحقيقة الأمنية والحقيقة الإعلامية ) إلى توجيه الرأي العام وبوصلته إلى الإعتقاد بأن ساعة الحقيقة الحكومية قد دقت ، وتقويم البوصلة قد يتجه عقربها الموجه نحو المقاعد التي سيتم تغيير أسماء الجالسين عليها ، وغالب الظن أن التعديل فرصة / ذريعة لتمكين أحد الأحزاب المحسوبة على الصف الحداثي من عود مبتذل على بدء مكرور ، وذلك لإعطاء نفس للمشهد السياسي ولتجاوز الجمود ، فالمحللون يرجحون حزب الوردة لكونه احتل الرتبة الرابعة في التشريعيات بعد حزب الإستقلال ، وقد يحفز على هذا الإختيار إشارات كل من والي بنك المغرب والمندوب السامي للتخطيط كمنحدرين ، حزبيا ، من نفس المدرسة . غير أنه من بين الأسئلة التي ستطرح نفسها ، رهان الإتحاد على المشاركة في تدبير الأزمة في عز تفاقم الوضع الإجتماعي والإقتصادي والمحفوف بمخاطر الإحتقان والإنفلات ، فهل للقيادة شروط سياسية تهم الخريطة والحقائب . في نظرنا منطق مصالح الأمر الواقع قد يحفز التطبيع مع تماهي الإصطفاف والمسافات ، طبعا سيعرف الحزب سجالا واعتراضات قد تطوى بتنصيب الحكومة المعدلة . من المرجح أن فلول التيار المعترض على المشاركة في ” الحكم ” المفوض سيطرحون مطلب تصفية البيئة الحقوقية وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية ، طبعا لن يكون من بينها الشأن الأمني ، وهو أمر حاسم ومحدد في التدبير السياسي السيادي ، اللهم إذا تعلق الأمر في التعويل على تكرار نفس الدور الذي لعبه الحزب بمناسبة حكومة التناوب التوافقي الذي أمن الإنتقال السلس من ملك إلى ملك ، وللأسف يبدو أنه لم يعد لكبار الحزب وقدماء مؤسسيه أي تأثير في التوجيه أو الإستشارة حتى ، خاصة منذ اعتزال اليوسوفي ، ومرض ثم رحيل الراضي ، وعياء اليازغي وولعلو . ولأن المناسبة شرط فقد سبق لمحمد السادس عندما كان وليا للعهد أن دشن نشاطه السياسي / المنفتح على الأحزاب السياسية بحضوره ندوة حول الإنتقال الديمقراطي في رحاب مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد في 7 يناير 1997 ، والتي مهدت للتناوب ؛ ويا للمصادفة كان حضور ولي العهد الأمير الحسن جنازة الفقيد عبد الواحد الراضي بمثابة أول ظهور سياسي / حزبي ، فهل تواردت الخواطر وتوافقت النوايا عفويا ؟
ولهذا يبدو أن القيادة لا تملك شروطا جوهرية في هذا الصدد ، والعقل الأمني من يحدد الإرادات حاجيات الدولة ، مقابل كفالتها وتكلفها بحفظ مياه الوجوه وذلك بترضية الطموحات وجبر الخواطر ، وتأمين البقاء دون شقاء ، ولعل النموذج واضح من خلال تمكين حزب الوردة من رئاسة المجلس الأعلى للتعليم تعويضا عن فقدان رئاسة مجلس المنافسة . نتمنى أن تكون التوقعات مجرد حلم عابر في ليلة فاتح أبريل المشهور بحقيقته المهربة ، هي مجرد إشارات موحية وسبر ملاح لاتجاهات الريح ،
وسنرى أين سترسو سفن الترتيب في ظلال محيط أمواجه عاتية يصعب أن تفرز زبدا على المدى القريب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube