المبادرة المحليّة للدّفاع عن النّواة الجامعيّة بمدينة بركان
بركان
بلاغ صحفي
مباشرة بعد تسريب دعوة اجتماع لجنة التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي والتّشغيل الّذي كان مقرّرا في 21 سبتمبر 2022 بمقرّ مجلس جهة الشّرق، والّذي كان جدول أعماله بنقطة فريدة هي: “الدّراسة والمصادقة على تعديل مشروع اتفاقيّة شراكة وتعاون من أجل بناء وتجهيز المدرسة الوطنيّة للهندسة الرّقميّة والذّكاء الاصطناعي والروبوتيك”، قرّرت مجموعة من فعاليّات المجتمع المدني، بمدينة بركان تأسيس جبهة محلّيّة تحت اسم “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” يكون الغرض منها هو تتبّع ومواكبة مستجدّات ومسارات ملفّ المنشأة الجامعيّة بالمدينة، بشكل شفّاف ومسؤول، بعيدا عن الغموض والحسابات السّيّاسيّة الضيّقة.
ارتأت “المبادرة المحليّة للدّفاع عن النّواة الجامعيّة”، تنظيم وقفة احتجاجيّة رمزيّة أمام مقرّ مجلس جهة الّشّرق بمدينة وجدة، بتاريخ 21 سبتمبر 2022 على السّاعة 11:00 صباحا، تزامنا مع توقيت اجتماع لجنة التعليم والتكوين المهني والبحث العلمي والتّشغيل. كان الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو القول بأعلى صوت، أن تبقى المنشأة الجامعيّة لما أنشأت له في بداية المشروع أي الاستقطاب المفتوح لخدمة الطّبقات المسحوقة بالإقليم، ثمّ الانفتاح على تخصّصات أخرى باستقطاب محدود قد تساهم في الحركيّة الاقتصاديّة للإقليم، وتعطيها اشعاعا وطنيّا كذلك.
كانت قناعتنا في “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، أنّ مصير مشروع النّواة الجامعيّة بإقليم بركان، أصبح يكتنفه الكثير من الغموض واللّبس بالنّظر إلى ما راج، ويروج من أخبار في الصحافة الوطنيّة والمحليّة، وعلى مواقع التّواصل الاجتماعي، من تحويل المنشأة الجامعيّة إلى كلّيّة للزّراعة-البيوتكنولوجية تارة، أومدرسة وطنية للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتيك تارة أخرى. وأنّه أمام غيّاب أيّ تصريحات رسميّة مسؤولة، تؤكّد أو تنفي ما يروج من أخبار، يبقى الحلّ هو مراسلة الجهات المعنيّة، والحوار معها بشكل جاد ومسؤول.
تمّ وضع المراسلات في مكاتب ضبط المؤسّسات المعنيّة تباعا كما يلي:
1- يوم 5 أكتوبر 2022، تمّ تسليم ثلاث مراسلات لكلّ من:
أ- السيد والي جهة الشرق.
ب- السيد رئيس جهة الشرق.
ج- السيد رئيس جامعة محمد الأول.
2- يوم 7 أكتوبر 2022، تمّ تسليم ثلاث مراسلات لكلّ من:
أ- السيد رئيس المجلس الاقليمي.
ب- السيد رئيس جماعة بركان.
ج- السيد رئيس جماعة سيدي سليمان شراعة
تجدر الإشارة إلى أنّ السّيّد بوقو عبد الواحد رئيس جماعة سيدي سليمان شرّاعة كان هو أوّل المستجيبين للدّعوة، حيث اجتمع في مكتبه بفريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” بتاريخ 14 أكتوبر 2022 على السّاعة 11 صباحا وبحضور السّيّد سمير الشركي رئيس المصالح للمجلس الجماعي. كان الاجتماع مقتضبا بالنّظر لالتزامات السّيّد الرّئيس من جهة، وقلّة تنسيق الجهات الأخرى مع الجماعة في تدبير هذا الملّف ممّا نتج عنه شحّ المعطيات بالنّسبة إليه كمسؤول من جهة أخرى. وقد ضمّ السّيّد الرّئيس صوته للمدافعين على إعطاء الأولويّة لأبناء إقليم بركان في منشأة جامعيّة باستقطاب مفتوح. نشير كذلك إلى أنّ هذا الاجتماع هو الوحيد الّذي لم نتمكّن من توثيقه بصورة جماعيّة احتراما لرغبة السّيد الرّئيس الّذي اعتذر بلباقة، وهو ما تفهّمه فريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، خصوصا أنّنا كنّا في بداية الطّريق.
كان السيد محمد جلولي رئيس المجلس الإقليمي هو ثاني المستجيبين لدعوة “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، وقد اجتمع بفريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” في مكتبه بتاريخ 20 أكتوبر 2022 على السّاعة الرّابعة بعد الزّوال، وبحضور كلّ من النّائب الأوّل السّيّد فريد بنته، والنّائبة الثّالثة السّيّدة اسمهان الناصيري، والسّيّد سعيد يحييوي مكلّف بشؤون المجلس.
لقد صرّح السّيّد رئيس المجبس الإقليمي بشكل واضح بأنّ المجلس الإقليمي كمؤسّسة ملتزم بكلّ ما جاء في اتفاقيّة الشّراكة، غير أنّه كرئيس غير مستعد بتاتا للتّرافع عن منشأة جامعيّة باستقطاب مفتوح لأنّه غير مقتنع بهذا التّوجّه، وأنّه كان وراء مقترح كلّيّة للزّراعة-البيوتكنولوجية سابقا. في حين أنّ النّائب السّيّد فريد بنته عبّر عن تشبّثه بمنشأة جامعيّة باستقطاب مفتوح تستجيب لحاجيّات العائلات ذات الدّخل المحدود، وتضمن الحقّ لأبنائهم وبناتهم في التّعليم الجامعي.
كان السّيّد ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول هو ثالث المستجيبين لدعوة “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، وقد اجتمع بفريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” في قاعة الاجتماعات بمقرّ رئاسة الجامعة بتاريخ 25 أكتوبر 2022 ابتداء من السّاعة 8:30 صباحا في اجتماع دام لثلاث ساعات متواصلة. ولا بدّ من التّنويه بأنّ هذا الاجتماع استمرّ لثلاث ساعات متواصلة، قدّم فيه السّيّد الرّئيس عرضا مفصّلا عن المشروع، والّذي احتكم فيه للغة الأرقام، ورؤيته البيداغوجيّة للمنشأة الجامعيّة، وقال بالحرف الواحد أنّه ليس ضدّ الاستقطاب المفتوح كما يروج، ولكنّه ضدّ نسخة مكرّرة لكلّيّات جامعة محمد الأول بوجدة في المنشأة الجامعيّة بإقليم بركان، كما أنّه عمليّا لا يمكن أن تكون منشأة جامعيّة بطاقة استعابيّة تتجاوز 15000 مقعد مخصّصة فقط لاستقطاب محدود، وبالتّالي لابدّ من أن يكون هناك استقطاب مفتوح يستجيب لاقتصاد السّوق، جنبا إلى جنب مع مدارس وطنيّة باستقطاب محدود تعطي للإقليم إشعاعا وطنيا ودوليا. وأنّ مشروع المدرسة الوطنية للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي والروبوتيك تمّ نقله على وجه السّرعة لمدينة بركان بعدما كان مبرمجا في مدينة السعيدية مرده إلى الخوف من أن تتبناه أيّ جامعة أخرى على المستوى الوطني خصوصا أنّ الفكرة كانت قد خرجت للعلن. كما أنّه يعتزم إنشاء مدرسة وطنيّة أخرى في تخصّص جديد، إلتزمنا بعدم التّصريح به خوفا من أن تتبنّاه جامعة مغربيّة أخرى، ونفوّت الفرصة على إقليم بركان. كما أنّ السّيّد الرّئيس عبّر صراحة عن استعداده للتّوقييع عن التزام مع فريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” مفاده أنّ المنشأة الجامعيّة ستكون باستقطابين أحدهما مفتوح والآخر محدود. وهذا ما تمّ فعلا خلال اجتماع مجلس الجامعة المنعقد بتاريخ حيث تقرّر رسميّا أن تكون المنشأة الجامعيّة بمدينة بركان باستقطابين الأول محدودو يتمثّل في المدرسة الوطنيّة للهندسة الرّقميّة والذّكاء الاصطناعي والروبوتيك، والثّاني مفتوح تحت مسمى كلّيّة علوم المجتمع وسيضمّ مسالك متنوّعة.
لقد كان السّيّد محمد إبراهيمي آخر المستجيبين لدعوة “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”، وقد اجتمع بفريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” بتاريخ 21 نونبر 2022 على السّاعة الثّالثة بعد الزّوال، وقد ثمّن خطوات المبادرة، وعبّر عن استعداده للتّعاون مع أيّ خطّوة جادّة ومسؤولة في إخراج مشروع النّواة الجامعيّة.
لقد تابع فريق “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية” ملفّ المنشأة الجامعيّة بإقليم بركان بكثير من المثابرة والصّبر والموضوعيّة، ولم ينظر إلى هذه المعركة النّضاليّة بمنظور منتصر ومنهزم، وإنّما كمعركة ينتصر فيها الوطن ككلّ. واليوم قد انتصر إقليم بركان ككلّ، فهنيئا لنا جميعا.
عن “المبادرة المحلية للدفاع عن النواة الجامعية”
بركان في 7 يناير