حيمري البشيررياضةمقالات الرأي

انتهى المونديال بالنسبة للفريق الوطني المغربي والحفاظ على المكتسبات التي تحققت أصبحت مهمة صعبة

إن الملاحم التي صنعها الأسود في ملاعب قطر ،والتي بعضها ستزول،ستبقى في ذاكرة كل العرب وكل الأفارقة وكل المسلمين في القارات الخمسة.ستبقى شريط حفظة القرآن في أندونيسيا وهم يتابعون مقابلات الفريق الوطني في ذاكرتي .لأنها صورة معبرة عن الإحساس المشترك الذي يجمعنا ،نحن فعلا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعيت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ،وإذا أحس الأندنوسي أو الماليزي بالسعادة والفرحة عندما نبدع ونحقق الإنتصارات فإن نشوة الإنتصار تحفزنا في كل نزال لتحقيق المزيد .الحفاظ على هذه العلاقة وهذا الحب اللامتناهي الذي أصبح يجمع المغاربةبكل العرب والأفارقة والمسلمين في بقاع العالم .يفرض على الجميع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت ،وبذل المزيد من أجل تحقيق مزيد من الإنتصارات.مهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة .على الذين كتبوا التاريخ بحروف من ذهب .في هذا المونديال الذي اختلطت فيه السياسة بالرياضة والتي أصبحت مؤثرة بشكل كبير على قضايا كبرى شئنا أم أبينا .كرة القدم في مونديال قطر ،كانت فرصة للجماهير المغربية والعربية لتمرير رسائل للفيفا ،وصلت لكل المشاهدين في العالم وأثارت ردود فعل في العديد من بقاع العالم ،ردود كانت سلبية في بعض الأحيان وردود أخرى كانت إيجابية خدمت قضية فلسطين قضية كل العرب والمسلمين .فعندما يصف الحاقدون للتعبير عن إشراك اللاعبين المغاربة نشوةالفوز والإنتصار لأمهاتهم وسط المستطيل الأخضر عقب نهاية كل مقابلة ووصفهم بالقردةلا لشيئ سوى أنهم مرروا في كل مقابلاتهم رسائل واضحة للعالم بضرورة تحرير فلسطين من احتلال غاشم ،برفع العلم الفلسطيني ،وهي رسالة بليغة وصلت لكل سكان العالم في القارات الخمس.

مؤسف أن يستمر التحكيم في تقديم صورة سلبية في المربع الذهبي عندما يصبح أداة طيعة في خدمة أجندة سياسية للفيفا بتدخل رؤساء دول مارسوا ضغوطهم لإقصاء فرق وطنية بأخطاء تحكيمية .لقد رفع الجمهور المغربي شعارات في المقابلة الأخيرة ضد الفيفا وأطلقوا عليها صفات خطيرة باستعمالها الحكام لكبح جماح وتطلعات أسود الأطلس في التأهل للمباراة النهائية وبعدها للفوز بالميدالية النحاسيةواحتلال المرتبة الثالثة.رد الفيفا كان ليس بمعاقبة الفريق الوطني ورئيس الجامعة الملكية على تصريحاته واتهاماته للحكام الذين أداروا مقابلة النصف أومقابلة الترتيب ،بسبب الأخطاء التحكيمية.بترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم للفرق الفائزة بالبطولة في القارات الخمس .لم نسمع مطلقا بأن المغرب طلب تنظيم هذه الدورة،ولم نسمع كذلك أي رد من الجامعة الملكية على قرار الفيفا.والتي اعتبرها العديد محاولة لامتصاص الغضب المغربي الذي ظهر للعيان عند تسليم الميداليات للفريق الكرواتي والكلام المعبر الذي وجهه فوزي لقجع لحكم المباراة القطري الجنسية .المغرب أنهى المغامرة بالوصول إلى المرتبة الرابعة عالميا وارتٍقى في التصنيف العالمي للمرتبة الحادية عشر ،وبقى له شوط آخر في محاربة الفساد الموجود في الإتحاد الدولي لكرة القدم .حتى يبقى مجال بعيدا عن التأثير السياسي .بل مجال تسوده الروح الرياضية والأخوة بين الشعوب .قطر كدولة عربية نجحت في تنظيم كأس العالم ،ونجح الفريق الوطني في احتلال المرتبة الرابعة ،كما أنه جنح في كسب حب وتعاطف الشعوب العربية والافريقية وكل المسلمين في العالم وبالخصوص كسب حب الشعب الفلسطيني ،وزرع الفرحة في قلوب الجميع وعاش المغاربة لمدة شهر أفراحا لم تكن في الحسبان.موعدنا إن شاء اللهفي المونديال القادم الذي ستحتضنه دول ثلاثة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وكانت ستحتضنه بلادنا لولا التآمر العربي الذي حصل ،عفى الله عما سلف ولننظر للمستقبل بنظرة تفاؤل ونستمر في عملية البناء والتشييد لاحتضان تظاهرات دولية في المستقبل .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube