أخبار المهجرحيمري البشير

العديد من الدول الأروبية تعاني من نقص كبير في اليد العاملة ذات التكوين العالي 

في مقالنا هذا سوف نتحدث عن التناقض الذي وقعت فيه العديد من الدول وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا اللتان تشنان  حملة شعواء ضد الهجرة السرية  في الوقت الذي تعاني فيه  من نقص كبير،في اليد العاملةوكنموذج فإيطاليا وحدها بحاجة إلى أكثر من أربع مائة ألف عامل وعاملة .لا أفهم سياسة دول معينة كفرنسا التي أعلنتها صراحة ضد المهاجرين سواءا الذين يحملون بطاقة الإقامة في دولة أخرى عضوا في الإتحاد الأوروبي ،أوالقادمون من خارج أوروبا بواسطة زوارق الموت .ويعتقدون أن الأوضاع في دول أوروبية أفضل بكثير و تضمن له دخلا عن طريق نظام المساعدات التي يستفيد منها المواطنون القاطنون على سبيل المثال في فرنسا.ولهذا السبب اتخذت السلطات الفرنسية قرارا بترحيل أي مواطن غير منتج ،غير قادر على العمل للبلد الذي جاء منه ضدا على القوانين التي التزمت بها الدول الأعضاء في الإتحاد الأروبي .ونستغرب سياسة الحكومة الفرنسية التي ربطت ظاهرة الهجرة السرية بالمهاجرين الوافدين عليها من دول إسلامية.مما جعل العديد من المهتمين بظاهرة النزوح والهجرة يعتقدون أن المستهدف هوالإسلام ،وأن الصراع في المجتمع الفرنسي بات صراع ديني ،لأن من يقود الحملة اعتبر منذ توليه الإساءة للرسول محمد (ص) حرية تعبيرمباحة.وتمادى وزير داخليته في محاربة الإسلام على التراب الفرنسي بدعم من اليمين المتطرف الذي تقوده ماري لوبين والتي احتل حزبها المرتبة الثانية في آخر انتخابات رءاسية.إن القرارات التي صادق عليها البرلمان الفرنسي مؤخراً هي حملة على المهاجرين الذين في غالبيتهم مسلمين والقادمين من دول الجنوب فسواءامن جنوب القارة الأروبية أو من دول جنوب الصحراء وسواءا كان لا يحمل بطاقة الإقامة فإنه مهدد بالترحيل لبلده الأصلي و الذي جاء منه .فرنسا نفسها كباقي الدول الأروبية تبحث عن الكفاءات التي تحمل تجربةودراية بما يطلق عليه اليوم مايسمى بالذكاء الإصطناعي الذي سبقتنا إليه وبالخصوص الصين وروسيا ثم اليابان .فرنسا تتجه للتخلص من اليد العاملة البسيطة واستقطاب كفاءات  في مجالات متعددة لتعويض اليد العاملة البسيطة الموجودة على أراضيها والتي أصبحت تثقل كاهل ميزانيتها واتجهت في السنوات الأخيرة على القيام بتعديلات في قوانين الهجرة.والفئة المستهدفة شريحة واسعة من المهاجرين المنحدرين من مستعمرات فرنسا في إفريقيا والذين ساهموا بشكل كبير مادمرته الحرب العالمية الثانية ،ويعيش نسبة كبير مراكز يعانون من عزلة ،وباتوا اليوم يشكلون عبئا كبيرا على الإقتصاد الفرنسي وأغلبيتهم يعيشون على المساعدات الإجتماعية ،واتجهت فرنسا في السنوات الأخيرة لتقطع الطريق على المهاجرين السريين أوالذين يحملون بطاقة الإقامة في دول أخرى تابعة للإتحاد الأروبي بنية الإستفادة من النظام الإجتماعي في فرنسا .وأصبحت فرنسا اليوم تنحو منحى الدول الصناعية الكبرى متأخرة بالإعتماد على كفاءات تكونت في مجال الذكاء الإصطناعي .أواستقطاب كفاءات متعددة مكونة تكوينا عاليا في مجال الطب والهندسة،وقد لاحظنا في السنين الأخيرة هجرة الأدمغة من الجنوب إلى الشمال وبالخصوص الأطباء إلى فرنسا وألمانيا ،ويلتحق سنويا بفرنسا حوالي سبع مائة وخمسون طبيبا،مغربيا بعد الإنتهاء من دراستهم وهذا يعتبر خسارة كبرى للمغرب الذي صرف أموالا طائلة على تكوينهم ليكونوا عند التخرج رهن الشعب المغربي .هذه الكفاءات بالإضافة للمهندسين في مختلف التخصصات حتى هم اختاروا الهجرة إلى أروبا ألمانيا على سبيل المثال لا الحصر وكندا ويتم تسوية إقامتهم ،وإدماجهم مباشرة في سوق الشغل . إن السياسة التي أصبحت تنهجها فرنسا ودول في الإتحاد الأروبي بفتح باب الهجرة في وجه الكفاءات ومن اكتسب تكوينا في مجال الذكاء الإصطناعي يعتبر أكبر تحدي تواجهه دول الجنوب ،وأعتقد أن المغرب بات من الدول التي اتجهت لتغيير سياستها في هذا المجال وفتحت حدودها إما استثمارات كبرى لدولة الصين التي تعتبر المغرب بوابة إفريقيا ،والمغرب يخطو بثبات نحو الإستفادة من تجربة الصين ودول أخرىوأصبح بالفعل نموذجا في القارة الإفريقية مثله مثل رواندا الدولة الصاعدة الجديدة والتي تخطو بثبات نحو تقدم ملفت والنموذج الذي يجب أن تحدو حدوه دول عديدة في القارة الإفريقية.سنعود مجددا لفضح سياسة ماكرون اتجاه المهاجرين المسلمين الوافدون على فرنسا من مستعمراتها السابقة والذين في غالبيتهم مواطنون يحملون الجنسية الفرنسية مسلمون لكنهم أصبحوا اليوم مستهدفين في عقيدتهم ويحاربهم وزير الداخلية بإغلاق دور العبادة وترحيل الأئمة خارج فرنسا واليوم تم اتخذ قرار بإغلاق الحدود في وجه البعثات الدينية التي اعتادت القدوم لفرنسا في شهر رمضان لإعطاء دروس في الدين وغالبيتهم يسعون لمحاربة ظاهرة التطرف والإرهاب .سأعود بتفصيل في الموضوع لا حقا بعد التأكد من القرار المتخذ من طرف وزير الداخلية الفرنسي في حكومة ماكرون

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube