حيمري البشيرمقالات الرأي

الذي يملك الوثائق التاريخية عن الصحراء المغربية والشرقية هو المستعمر وهو القادر على حسم النزاع بين الجزائر والمغرب

إسبانيا وفرنساهما الدولتان اللتان تمتلكان الحقيقة لإنهاء الصراع في المنطقةوإذا كانت إسبانيا قد اختارت دعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء التوتر مع المغرب فإنها مازالت تحتل الثغرين مليلية وسبتة،فرنسا لها مصلحة في عدم الكشف عن الحقيقة عن الصحراء الشرقية التي ضمتها ،في زمن كانت تعتقد أنها ستبقى إلى الأبد في الجزائر ،واقتطعت تندوف وكلومبشار كما اقتطعت جزئ من التراب التونسي لاحتوائهما على معادن ثمينة .قد يتساءل العديد ،لماذا لا تريد فرنسا كشف الحقيقة بالوثائق التاريخية التي تمتلكها لإنهاء الصراع بين الجزائر ودول الجوار،ومن يعرقل مشروع وحدة المغرب العربي ؟إن الإستقبال الذي خصصه الجزائريون لماكرون في مدينة وهران وكأنهم يستقبلون نبيا مرسلا رغم أنه أهانهم أشد الإهانة دليل قاطع أن فرنسا وكل الذين تعاقبوا على تدبير شؤونها لازالوا يعتبرون الجزائر جزئ من فرنسا،ويتحكمون في كل شيئ فيها بما فيها اختيار والموافقة على قادة الجيش الذين يشغلون المناصب الحساسة ،في جهاز المخابرات الداخلية والخارجية ،وقد اجتمع بهم الرئيس ماكرون في زيارته الأخيرة للجزائر.فرنسا لها مصلحة في استمرار الصراع بين الجزائر والمغرب،وهي التي مازالت تخفي كل الحقائق لا فيما يخص الصحراء الشرقية،ولا تريد لحد الساعة الإعتراف بمغربية الصحراء من خلال دعم مشروع الحكم الذاتي كما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا،وألمانيا ودول أخرى في الطريق.وتنافس العديد من القوى العظمى على المنطقة وبالخصوص المغرب راجع للدور الجيوستراتيجي الذي أصبح للمغرب ،وكذلك لبعض المعادن النفيسة المكتشفة حديثا الكوبالت،وكذلك لإمكانية وجود الغازفي المغرب،.ستستمر فرنسا في إخفاء كل الحقائق التاريخية ،لأن لها مصلحة في ذلك .لكن العاهل المغربي كان واضحا في خطاب عشرين غشت عندما قال بأن الصحراء هي منظار المغرب،فالذي يختار دعم مشروع الحكم الذاتي سيدعم مغربية الصحراء.ومن ابتعد عن هذا المسار،فسيفقدمصالحه الإقتصادية في المغرب .المغرب لم يبق له وقت يضيعه ،المغرب سيختار التعاون مع الدول التي لها مواقف واضحة من قضية الصحراء المغربية.ومن دون شك فإن الدول التي استوعبت الرسالة،فسوف تكون الشريك المفضل،أعتقد أن ألمانيا بزيارة وزير خارجيتها الأخيرة قد فعلت السياسة التي تريدها ألمانيا مع المغرب واختارت نقل العديد من المشاريع الصناعية من ألمانيا وأوكرانيا إلى شمال المغرب ،في الوقت الذي تستمر فيه فرنسا بفقدان الكثير من أوجه التعاون الإقتصادي في الساحة المغربية ،ومن بينها مشروع القطار السريع الدار البيضاء أكادير ،حيث دخلت الصين وكوريا الجنوبية في التنافس عليه.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube