حيمري البشيرمقالات الرأي

في خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرون لتربعه على عرش أسلافه.قال لن نسمح بعد الآن لأي مغربي بسب والتفوه بكلام نابي اتجاه أشقاءنا في الجزائر

رسائل بليغة وواضحة أرسلها جلالة الملك للشعبين معا،ويستمر بهذا الخطاب الموجه للقلوب والعقول معا.ليؤكد مرة أخرى بأن المغاربة سيبقون إخوة ،وأن خاوة خاوة ماشي عداوة سيتشبث بها كل مغربي ومغربية.لأن مصيرنا واحدوتجمعنا قيم إسلامية واحدة.جلالة الملك بهذا الخطاب فاجئ الشعبين معا وكذلك العالم وكل المتتبعين الذين يراقبون الوضع عن كثب .قنوات عربية كثيرة علقت بشكل إيجابي عن خطاب العرش لهذه السنة ،واعتبرت خطاب الملك متميز ،ولم يكن أحد ينتظره بهذه الصيغة.لحدة النقاش بين البلدين على مستوى عالي جدا وكذلك للحملة المكثفة التي تشنها وسائل الإعلام الجزائرية في حق ملك المغرب والشعب المغربي.وعلى مايبدو أن جلالة الملك بالصيغة التي ورد بها الخطاب سعى مرة أخرى للتهدأة،وفتح صفحة جديدة.لحد الساعة لم تصدر ردود فعل من الجانب الجزائري والكرة في ملعبهم من جديد ليكونو في مستوى تطلعات شعوب المغرب العربي بالخصوص الذين يتطلعون لمغرب عربي كبير ولوحدة وتكامل اقتصادي ،يخدم مصالح شعوب المغرب العربي إن الرسائل البليغة التي آرسلها الملك في خطاب العرش تجسد مرة أخرى تشبث العاهل المغربي بروح القيم الإنسانية المتشبع بها،وسعيه الحثيث لتجاوز الخلافات القائمة لمصلحة الشعبين معا .إن استمرار العداء والإحتقان الذي تغذيه ردود الفعل السلبية لن يخدم مستقبل شعوب المنطقة ،وسوف تنكسر كل الطموحات التي يسعى الشعبين لتحقيقها مع استمرار القطيعة .نتطلع لردود فعل إيجابية من الطرف الآخر بعد الخطاب الملكي السامي ،الذي حمل رسائل إيجابية لطي صفحة الخلافات التي طالت ،وكانت على حساب تطلعات شعوب المغرب العربي قاطبة في الوحدة،لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا.والتي أثرت بشكل سلبي على مستقبل شعوب المنطقة الاقتصادية بالخصوص .إن استمرار العداء والقطيعة ليس في مصلحة شعوب المنطقة بكاملها ،والعمل علـى تحقيق الوحدة والتكامل الإقتصادي لن يتآتى إلا من خلال تذويب الخلافات،وتجاوز مزيدا من الإحتقان بين شعوب المنطقة.نتطلع كمغاربة لردود فعل إيجابية من الطرف الآخر الذي يجمعنا به الدين واللغة والعادات والدم ،بل نحن شعب واحد وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا .ننتظر أن يستوعب من يقودون دولة المليون ونصف شهيد خطاب الملك ،ويتحلون بالحكمةوينفتحون لرسم خارطة طريق جديدة في العلاقات بين البلدين اللذان هما في أمس الحاجةللتقارب وليس للتباعد ،لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها اليوم كشعوب المنطقة المغاربية والعالم كذلك.سوف نبقى متشبثين بالأمل من أجل تجاوز الخلافات وطي الصفحة السوداء من تاريخنا المشترك.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube