تقارير

“مأساة مليلية”….بين الفعل الجرمي و المطالبات الحقوقية بالتحقيق.

محمد الجميلي

كشفت أحداث مليلية العنيفة، و المأساوية التي حظيت باهتمام إعلامي و حقوقي واسع،  الحاجة للتعاطي بجدية مع ملف عابر للحدود و القارات، تتحمل وزره مافيات الاتجار بالبشر و تؤدي ثمنه دول العبور شمال و جنوب المتوسط، وبروز مؤشرات خطيرة لتوظيف الهجرة السرية في التأثير على السياسات الهجرية، و زعزعة الاستقرار بتوظيف عناصر خطيرة منظمة و مدربة في مناطق النزاع الساخنة.
ولقي ما لا يقل عن 23 مهاجرا حتفهم وأصيب 76 آخرون ، و أفادت السلطات المغربية إن 140 شرطيا أصيبوا أيضا في أعمال العنف التي رافقت الهجوم على سياج جيب مليلية!.
و أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور بإيداع 31 شخصا من جنسيات أجنبية، إضافة إلى حدث مقيمين بصفة غير قانونية، لهم صلة بحادث اقتحام السياج الحديدي لمدينة مليلية، الاعتقال الاحتياطي، في انتظار انطلاق أول جلسة لمحاكمتهم بتهمة” تنظيم وتسهيل دخول وخروج أشخاص من وإلى المغرب بصفة سرية وعلى سبيل الاعتياد، وإضرام النار في الغابة، واختطاف واحتجاز فرد من القوات العمومية واستعماله كرهينة والإهانة والعنف ضد موظفين عموميين”.
كما اشرنا سابقا  يبقى المعطى الخطير هو تسلل عناصر منظمة  عنيفة و مدربة قادمة من مناطق النزاع حيث أشار مصدر دبلوماسي  “إنّ العنف المفرط للمهاجمين يشير إلى وجود مستوى عالٍ من التنظيم، وقادة متمرّسين ومدرّبين من ذوي الخبرة في مناطق النزاع”.
في السياق كشفت تقارير صحفية أن المهاجمين  المتورطين في مأساة مدينة مليلية الاخيرة أغلبهم من السودان دخلوا المغرب عبر الحدود مع الجزائر. ليبقى السؤال ما هو الدور  الذي تلعبه الجزائر في ضبط الحدود، و منع تدفقات المهاجرين قياما بالتزاماتها الدولية ذات الصلة؟. و هل لهذا الفعل الجرمي علاقة بالتشويش على العلاقات الإسبانية-المغربية التي استعادت عافيتها بعد أزمة دبلوماسية؟، و هل سنشهد المزيد من توظيف الموجات الهجرية للابتزاز السياسي و الاعتداء على البلدين و اغراقهم بعناصر إجرامية لا تنطبق عليها وصف المهاجرين؟. خاصة أن  التقارير تشير  أن العناصر المشاركة في الاقتحام تلقت تدريب عسكري على التسرب الى المغرب وتنظيم اقتحام أسوار مليلية.
بالمقابل هذه الأدوار المثيرة للجدل و الشكوك يبرز الدور المغربي كشريك موثوق به حيث أشاد مسؤولين إسبان بدور المغرب الفعال خاصة بعد تطبيع العلاقة بين البلدين في ضبط الحدود حيث سجل تراجع موجات الهجرة التي نشطت خلال الجائحة ب 70 % في جزر الكناري…
في الصدد قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس اليوم الثلاثاء:” انه لا يمكن لأي دولة في العالم، مهما كانت قوتها، أن تواجه ظاهرة الهجرة  السرية بمفردها”، مبرزا “تعقيد” تدبير هذه الآفة ومواجهة اقتحامات أشخاص “يسعون إلى حياة أفضل، من خلال تعريض حياتهم للخطر”.
وأضاف ألباريس “ما علينا القيام به هو تحسين وتعزيز تعاوننا مع المغرب ومع دول المصدر والعبور. يتعين أيضا انخراط أوروبا والمفوضية الأوروبية”.
و أكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية أنه من “دون تعاون” المغرب، سيكون من “المستحيل” التحكم في تدفقات الهجرة غير الشرعية.
مقابل هذه المجهودات المشهودة، هناك حملة إعلامية و حقوقية لتوريط البلدين في ملف حقوقي طبخ في الخارج،  و لهذا فدعوة الاتحاد الإفريقي للتحقيق يجب أن تشمل المعطيات المشار إليها سابقا،  للإحاطة بجميع عناصر الجريمة و أطرافها ،  يشار أن  مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كانت قد عبرت عن قلقها إزاء تسجيل وفيات وعشرات الإصابات بعد أن حاول مهاجرون اقتحام الحدود الشديدة التحصين بين منطقة الناظور المغربية وجيب مليلية الجمعة.
كما نظم  مهاجرون غير نظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء وقفة في الرباط للمطالبة بكشف حقيقة “أحداث مليلية” وتسوية وضعيتهم.
 للتذكير سبق للمغرب أن أطلق عملية تسوية وضعية المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء، سنتي 2014 و2016، منح من خلالها الإقامة لحوالي 50 ألف مهاجر غير نظامي.

المصدر: وسائل إعلام مختلفة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube