حواراتمستجدات

لقاء مع الناشط السياسي الدكتور المصطفى سادس لتحليل مستقبل الأفق السياسي في ظل الإستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية

الرباط -حاوره أبو سرين

في إطار قراءتنا للمشهد السياسي المغربي داخليا وخارجيا والتحديات المستقبلية التي تنتظر الأوراش الإقتصادية والإجتماعية ، حملنا عدة تساؤلات في هذا الشأن إلى الدكتور المصطفى سادس قصد تحليلها من موقعه كناشط ومحلل سياسي حيث تم إستهلال هذا اللقاء بالسؤال التالي :
1_ ماهو تقييمكم للحراك الحزبي الحالي ؟
يبدو أن المتتبع ستأخذه الدهشة والإستغراب مما يجري حزبيا حيث الغياب التام لنمط فكري يميز حزبا عن آخر وهي ضبابية أشعل فتيلها التنقل بين الأحزاب للعديد من الفاعلين السياسيين لذلك كان لزاما على المكاتب السياسية للتنظيمات الحزبية أن تتحلى ببعض من المسؤولية في تدبيرها لهذا الترحال الذي يفقد العملية السياسية والإنتخابية على الخصوص مصداقيتها .
في تقديري أن العمل الحزبي في المسيس الحاجة إلى تطوير آليات إشتغاله من خلال خلق معاهد لرصد الرأي ومكاتب للدراسات داخل الأحزاب السياسية وذلك لبناء برامجها على قواعد سليمة كما أنها أي الأحزاب مجبرة بالإستعانة بالكفاءات من خارج إطاراتها إذا ما أرادت أن تمنح لبرامجها وسياساتها قدرا أوفر من مصداقية عند المواطن .
2_ كيف تتصورون مستقبل المشهد السياسي بعد الإستحقاقات ؟
إنها نفس الضبابية التي تلف المشهد الحزبي ولا شك أنها ستكون تشريعيا وجهويا ومحليا نسخة جديدة لهذه الضبابية .
فاعتتمادا على المتوقع من القاسم الإنتخابي فإن الأمور ستعرف مسارا يصعب التحكم فيه أو التنبؤ بنتائجه ؛ فأغلب المحللين والمتابعين يذهبون في اتجاه بلقنة هذا المشهد بتلوينات سياسية عديدة حيث يستحيل فرز أغلبية مريحة تملك القرار في تسييرها للشأن العام بما في ذلك الأغلبية الحكومية المقبلة لندخل في مسلسل التوافقات الآنية خارج السياقات الفكرية والإيديولوجية الحزبية .
3_ ماهو رأيكم في مستقبل العلاقات المغربية مع دول الجوار ؟
بالنسبة لنا في المغرب القطار نحو المستقبل انطلق مع عدة مشاريع تنموية وسياسية لذلك كانت رسالة المغرب إلى دول الجوار واضحة قصد الإلتحاق بالركب وهو ما تعبر عنه أيضا المقاربة المغربية دبلوماسيا .
إن المغرب في علاقته مع دول الجوار تحكمها الواقعية كما ورد في خطاب جلالة الملك بمناسبة 20 غشت لهذه السنة التي تصادف الذكرى 68 لثورة الملك والشعب حين تحدث جلالته عن تصحيح الإسبان لعلاقتهم مع المغرب بعد فهمهم جيدا لرسائل المملكة وفي نفس السياق يمكن أيضا إدراج علاقتنا مع فرنسا اما عن الجزائر فقد كانت رسالة المغرب أثناء خطاب العرش لهذه السنة واضحة غاية الوضوح وأن أي إهدار للزمن في هذا الباب وحدها الجزائر من سيتحمل تابعاته على مختلف الأصعدة .
4_ كيف ترون المستجد المغربي دبلوماسيا خاصة العلاقة مع إسرائيل ؟
لقد إشتغلت الدبلوماسية بذكاء كبير فاستطاعت بحنكتها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك الحصول على اعتراف إمريكي بمغربية الصحراء وهو إنجاز ساهم في تغيير قواعد اللعبة في المنطقة برمتها كما عمل على تقوية مكانة المملكة المغربية كقوة إقليمية فاعلة في محيطها المغاربي والإفريقي .
أما عن العلاقة مع إسرائيل فيجب أن تنطلق من فهمنا الجيد والواقعي لدولة إسرائيل على الساحة العالمية كما يجب على هذه العلاقة أن تنطلق أيضا من فهمنا لمكانة إسرائيل دوليا على المستوى السياسي والإقتصادي والعسكري وتأثيرها الواضح على الشركات الكبرى التي تتحكم أحيانا في الإقتصاديات العالمية الحديثة خاصة على مستوى التكنولوجيات المتطورة . إن الحكومة في تلأبيب تولد في الغالب داخل العواصم لكبريات الدول كواشنطن ولندن وباريس لذلك تندرج العلاقة مع إسرائيل في إطار الإستراتيجيات التي نبنيها مع الدول السالفة الذكر لكونها إلى جانب روسيا والصين تشكل الخماسي الدائم في مجلس الأمن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube