مقالات الرأي

قمة النقب والتزام الجزائر الصمت

كنت أنتظر أن تتعالى الأبواق الجزائرية كعادتها للتنديد بالدول المشاركة،لكنها لن تجرئ على ذلك لمشاركة وزير الخارجية الأمريكي بالإضافة إلى وزراء كل من مصر والإمارات والبحرين والمغرب وبالطبع إسرائيل.وزير الخارجية الأمريكي سيزور الجزائر ،لمزيد من ضغوط الولايات المتحدة عليها لتقبل بمراجعة موقفها من إغلاق الأنبوب المار عبر المغرب ،لتعويض الغاز الروسي.وستكون مضطرة لإعادة تشغيله ،إن قبل المغرب ذلك ، بطبيعة الحال.لأنه لم يعد يثق في النظام الجزائري ويسعى جادا لتسريع الحفر في الآبار التي اكتشفها والتي تتوفر على احتياطي هائل ، وكذلك بات مؤكدا أن كل الدول الأوروبية تدعم مشروع أنبوب الغاز النيجيري والذي سيمر عبر التراب المغربي ومنه إلى إسبانياوباقي الدول الأوروبيةالأخرى. الجزائر و بسبب أخطائها الدبلوماسية أصبحت في ورطة حقيقية وتبحث عبر قنوات عدة ومنها قطر إصلاح ذات البين مع المغرب لإعادة تشغيل أنبوب الغاز المار عبر التراب المغربي ،وأعتقد أن زيارة بلينكن للجزائر أولا وبعدها المغرب ،تدخل في نفس الإطار.وعودة لقمة النقب ،فأعتقد أن المجتمعون من الدول العربية وإسرائيل باتوا مستهدفين من النظام في إيران،ويخشون تعرضهم لهجومات الحوثيين ،فيدخل العالم في أزمة حقيقية،وترتفع أسعار النفط والغاز بشكل جنوني .وهذا ما نلمسه الآن ،فالدول الخليجية دقت ناقوس الخطر،وبدأت مخزوناتها من القمح والمواد الأساسية تنذر بأزمة خطيرة لم يعرفها العالم .غالبية الدول العربية تستورد حاجياتها من القمح إما من روسيا أوأوكرانيا ،والحرب المشتعلة بينهما.أدت إلى نقص كبير من هذه المادة الأساسية ،و إلى أزمة عالمية ليس من السهل الخروج منها .المغرب يعاني من الجفاف هذه السنة ،ولن ينجو من الأزمة هو كذلك وحاجياته من القمح المادة الأساسية عند المغاربة يستوردها من أوكرانيا وربما من روسيا كذلك .إذا كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج أصبحت تخشى من مجاعة محتملة بسبب استمرار الحرب ،وكذلك بسبب تبعات كورونا .وعودة لقمة النقب فالولايات المتحدة اجتمعت مع حلفائها التقليديين لمناقشة كل السناريوهات المحتملة حول الحرب الدائرة حاليا ،ومناقشة كيفية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط ،بين الفلسطينين والإسرائليين،وهي فرصة يجب أن تستغلها الدول المجتمعة ،للضغط على إسرائيل ،للعودة لمائدة المفاوضات،من أجل الوصول إلى سلام عادل .إذا هل يمكن القول أن لقاء اليوم فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية،ربما ،لننتظر ما ستتمخض عنه باقي اللقاءات التي سيعقدها بلينكن.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube