مقالات الرأي

داك الإرهابي من داك الإخواني تاجر الدين الذي يدعو لتحنيط العقل.

الحسين فاتش

من أهم صفات الإرهاب أنه أعمى لا يفرق ولا يميز بين ضحاياه، ولهذا نجده يضرب في الأسواق والشوارع، ويستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والناس العاديين مثلما يستهدف الزعماء السياسيين ، ويفجر في الأسواق والمدارس. الإرهابي الذي ذبح رجل التعليم واستاذ مادتي التاريخ والجغرافيا سامويل باتي بيلدة conflans-Sainte Honorine بفرنسا وعلى بعد عدة أمتار فقط من المؤسسة التعليمية التي كان يدرس بها, هذا المجرم لا يمكن أن يكون عبارة عمايسمى في لغة موليير un loup solitaire قام بتنفيذ جريمته الوحشية من دون أي إسناد لوجستي و من دون أن يكون له شركاء وجهات وعقول مدبرة ساهموا جميعهم وتعاونوا في التخطيط والإعداد المحكم لانجاحها على تلك الطريقة الوحشية المرعبة التي تقشعر لها الأبدان والتي ستترك اثارا نفسية سلبية على التلاميذ وعلى رجال ونسأء التعليم وعلى ساكنة البلدة و المجتمع الفرنسي برمته، لن يكون من السهل تجاوزها، كما أن جريمة دبح الاستاد لها خلفيات أخرى لا يجب اغفالها، فالمدرسة منارة العلم والمعرفة ومركز لتنوير العقول والحث على سبر اغوار المعرفة بالبحث العلمي والاجتهاد وَالتطوير تعني ماتعنيه بالنسبة للتنظيمات التكفيرية التي كانت لها قواعد(جمعيات إسلامية مساجد دور عبادة الخ) غير بعيد عن الكوليج الذي كان الاستاذ الضحية يدرس به مادتي التاريخ والجغرافيا تعمل انطلاقا من اوكارها ومختبراتها على توسيع دائرة انتشار الجهل والظلامية واشعاع فكرها السلفي بخرافاته واساطيره الظلامية وايديولوجيته التكفيرية التي تنبذ الحرية و الدمقراطية وتدعو لتقديس ذوات الأولياء والصالحين والتبرك بقبورهم وتحنيط العقل والغاء الاجتهاد وترى في المدرسة والثانوية والجامعة نقيضا لما تدعو اليه وتروج له، بل ترى في المدرسة والأستاذ أداة فعالة تساهم في صد ومحاربة أفكارها الخرافية و تقوض من مساحة انتشارها وتوسعهالذلك فقد خططت للطريقة المثلى التي تنتقم بها من المدرسة خصمها و توجه لها ولمؤسسة العلم والتنوير من خلفها طعنة غادرة لن يندمل جرحها باهدار دم الاستاذ في الشارع العام وعلى بعد أمتار فقط من المؤسسة التعليمية .المصيبة ان الإسلام بعد أن سقط في يد فئات الجهلة واشباه الأميين والمرضى بالنرجسية المركبة و بالعقد النفسية والجنسية من كل الأشكال والاصناف واصبح كل من هب ودب بمقدوره ان ينصب نفسه وصيا على الإسلام وحاميا له حتى وان كان لا يفقه فيه شيئا خاصة بعد أن اخذ المثقف والاكاديمي والعالم المتنور مسافة من الدين بمجرد ما تم تحويله الي أداة لقمع مطالب الحرية والدمقراطية و توظيفه في تقديس حسب ونسب الحاكم وادامة سلطته في بلاد العرب والمسلمين قاطبة ومن دون استثناء ، فها نحن نرى كيف تمرغ سمعة الإسلام في التراب على يد العصابات الاجرامية التي تقرصنه َتتاجر به في سوق النخاسة وكيف توظفه حتى العصابات الاجرامية المتخصصة في القتل وتصفية الحسابات في قضاء ما ربها الأكثر حقارة وخسة ودناءة،فرنسا وعموم دول الغرب الدمقراطية لم تع حقيقة ان الإسلام في الطبعة التي اصبغتها عليه فئات الأميين والدخلاء والانتهازيون والطفيليون والدواعش، وتجار المخدرات وعصابات الاجرام التي تتخفي جميعها تحت عباءة الإسلام السياسي والسلفية والوهابية ، هذا الإسلام المشوه والغير الأصيل هو والدمقراطية مثلهما مثل الزيت مع الماء تستحيل عملية تفاعلهما كيميائيا ،لذلك فالحل الوحيد الأوحد هو الترحيل نحو البيئة الملائمة حيث لا لغة تعلو على لغة العصا او الهرماكة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube