شخصيات

مرتزقة البوليزاريو ومرتزقة التطبيع Les mercenaires du Polisario Et ceux de la Normalisation

ذ محمد دينية

تعوّد جيلُنا بين سنوات النصف الثاني من العقد الثامن من القرن الماضي الى العشرية الاولى من هذا القرن، سماعَ صفة المرتزقة، نعتا للانفصاليين الذين سموا أنفسهم بوليزاريو، إشارة إلى أن هؤلاء إنما هم صنيعة الجزائر وليبيا وكوبا وجنوب افريقيا، اصطنعوهم ومولوهم ودربوهم وأدوا لهم ثمن خيانتهم لبلدهم وبلد آبائهم، منذ كانت الدولة المغربية إلى أن ابتلينا بالاستعمار الاسباني الذي فصل عنا صحراءنا وأخضعها لحكمه، كما فعل بشمال البلاد وبإفني وآيت بعمران .. ففعل الارتزاق هو مصطلح سياسي يراد به وصف من يعمل ضد المبادئ الشريفة والقيم المثلى، أو على الأقل ضد ما يؤمن به هو لصالح غيره، مقابل أجر. وتلك هي صفة العملاء الذين يُكلَّفون بقتل أو نفي أو تعذيب المعارضين السياسيين أو المناوئين لنظام الذي وظفهم وقناعاته وسياسته.. فِعل الارتزاق هو أن تُسَخِّر قلمَك أو خطك التحريري أو حزبك السياسي أو جمعيتك المدنية لخدمة اتجاه ايديولوجي أو نظام حكم أنت لا تؤمن به حقا، لكنك تتبناه وترافع من أجله، مقابل أجر .. وأخشى ما أخشاه أن تكون الأقلام والألسنة التي نشطت هذه الأيام لبيان فوائد اعترافنا باسرائيل وإقناعنا أننا حققنا الإنجاز السياسي الصحيح، أن تكون من هذا القبيل.. فقبل حدث الاعتراف الرسمي باسرائيل لم يكن واحد من هذه الأقلام والألسنة يرى أن خلاصنا من مشاكلنا الاقتصادية والسياسية، إنما وسيلته ذلك الاعتراف، بل كان الجميع يصب جام غضبه على اسرائيل في كل مناسبة تسنح له، مجاريا للتيار العام لدى الجميع .. أفلا يكون ذلك أيضا كان ارتزاقا!؟ فالاتجاه السائد الذي تُخشى مخالفتُه ولا يُتجرَّأُ على معارضته هو كراهية اسرائيل فكيف لي أن أُظهر حبي لها؟ فلْأُظهرْ أنا أيضا كراهيتي ولْأَرتزقْ من ذلك. قال تعالى: “الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” النساء 141 وقال صلى الله عليه وسلم : “لا يكن أحدُكم إمَّعةً يقول: إنْ أحْسَنَ النَاسَ أحْسَنتُ، وإنْ أسَاؤوا أسَأْتُ، ولكن وَطِّنُوا أنْفُسَكم، إنْ أحسَن الناسُ أحْسَنْتُم، وإنْ أسَاؤُوا أنْ تجْتَنِبُوا إسَاءَتَهُم” تلك إذن صفات المنافقين الذين فضحهم القرآن الكريم وفضحتهم السنة، “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube