مقالات الرأي

الأزمة المغربية الإسبانية تحت المجهر – أوراق المغرب التي تخيف الإسبان

بقلم شعيب جمال_الدين

من بين أهداف الرباط في صراعه الديبلوماسي جيو_سياسي مع الجارة إسبانيا هو إستغلاله إستقبال المدعو محمد بن بطوش للعلاج بهوية مزورة في مستشفى لوغرونيور كغطاء لكشف وجهها الخبيث أمام العالم والدور السري الذي قامت به في الخفاء منذ إغلاق معبر الكركرات أواخر أكتوبر 2020 من طرف مليشيات مرتزقة البوليساريو .
في تلك الفترة أجرى بابلو أغليسياس النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية العديد من لقاءات سرية مع مسؤولي جبهة البوليساريو في أوروبا للتنسيق معهم بخصوص تداعيات ملف الكركرات و الترويج للأطروحة تقرير المصير .

الإثنين 9 نوفمبر 2020 بابلو أغليسياس نائب رئيس حكومة الإسبانية يجتمع سرا بممثل جبهة البوليساريو في مدريد عبد الله العرابي حيث عقدا إجتماع للتحضير للمرحلة المقبلة .

السبت14 نوفمبر دعى بابلو أغليسياس من حسابه على تويتر إلى تنظيم إستفتاء تقرير المصير في الصحراء يوميين فقط بعد التدخل المغربي الناجح في معبر الكركرات .

السبت 5 دجنبر سيلتقي أغليسياس في العاصمة روما بممثلة جبهة البوليساريو فاطمة محفوظ من أجل تقوية التعاون فيما بينهم حيث إتفق الطرفيين على تبادل الزيارات .

السؤال المطروح: هل بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية وأجهزة المخابرات الإسبانية والمؤسسة الملكية التي ترفع لها يوميا التقارير لا علم لها بهذه التحركات المكوكية التي قام بها مسؤول حكومي ضد المصالح العليا للمغرب ؟؟؟؟

بطبيعة الحال الكل في مدريد على إطلاع واسع ودقيق بهذه اللقاءات المعادية لبلادنا لهذا السبب المغرب لم يضيع من بين يديه ورقة إستقبال محمد بن بطوش مع العلم أن هذا الأخير لايهم المغرب بتاتاً ولا يحظى لديه بأي قيمة إعتبارية بل فقط إستخدمته الرباط بذكاء في وضع النقط على الحروف مع إسبانيا في ملف معاداتها للوحدة الترابية .

حتى نكون موضوعين في تحليلنا هناك بعض الأخطاء التي إرتكبها المغرب في تعاطيها مع الأزمة الراهنة :
على سبيل المثال السماح للقاصرين بالعبور إلى مدينة سبتة المحتلة وكذالك عدم اللجوء في البداية مباشرة إلى الإتحاد الأوروبي ووضعه أمام الصورة بخصوص تعامل أحد أعضائه مع مجرم خطير ملاحق لدى العدالة بتهم جنائية .
وإستقباله بإستعمال طرق إحتيالية مافيوزية تسئ في العمق إلى القوانين والقيم السامية التي مافتئت أوروبا الديمقراطية تطرب اسماعنا بها .

في ظل كل هذا الصراع فالمغرب لازال يحتفظ لنفسه بعدة أوراق إستراتيجية أعتقد جازما انه لوح بها من وراء الكواليس في وجه من يهمهم الأمر لكنه لن يستخدمها على أرض الواقع إلا عندما يشعر أن مصالحه العليا في خطر .

  • أولا : أنبوب النفط القادم من الجزائر عبر المغرب في إتجاه إسبانيا ينتهي العمل بهذه الإتفاقية صيف2021 . المغرب يمكنه عدم تجديد الإتفاقية الأمر الذي ستتضرر منه إسبانيا المستفيد الأكبر .
  • ثانيا : إتفاقية الصيد البحري الموقع عليه في يوليوز 2019 الذي يتضمن أحد بنوده أنه من حق المغرب إتخاد قرار تجميد العمل بهذه الإتفافية بشكل منفرد .
  • ثالتا : مئات الشركات الإسبانية المتواجدة في المغرب والتي لها إمتيازات إسثتنائية في عدة قطاعات عامة وخاصة منها مجال النقل وتدبير الماء و النظافة ….. إلخ بالإضافة إلى المقاولات الصغرى التي تستفيد هي الأخرى من عدة إمتيازات وتخفيض في الضرائب …. إلخ
  • رابعا : يمكن للديبلوماسية المغربية التنسيق مع بعض الدول العربية الشقيقة مثل الإمارات والسعودية والبحرين في دفعها على تهديد إسبانيا بتجميد بعض الصفقات الإقتصادية الضخمة المبرمة أو التلويح بسحب إستثماراتهم من المناطق السياحية مثل ماربيا إشبيلية مالقا جزر الكناري .
  • خامسا : تجميد التعاون الأمني والإستخباراتي في الهجرة السرية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات والإتجار في المخدرات…..إلخ الذي تستفيد منه جميع دول أوربا منها إسبانيا المتضررة الأكبر على ضوء تنظيمها مناسبة كأس أوربا لكرة القدم .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube