أخبار المهجرمقالات الرأي

السلفيون كارثة على الإسلام وعبىء على مسلمي فرنسا.

الحسين فاتش

على هامش جريمة ذبح الاستاذ الفرنسي صامويل باتي

ن يقوم لاجئ مسلم بذبح احد من الاهالي الفرنسيين الذين ائتمنوه ساعة جاءهم ذليلا مقهَورا طالبا ضيف الله، فاطعموه من جوع وامنوه من خوف ووفروا له شروط العيش معززا مكرما محترما مطمئنا، وهي بالذات نفس الامور التي حرمه منها وطنه الأصلي ، ومقابل هده المعاملة بالمعروف وذلك القدر الكبير من كرم الضيافة ومن الإيثار لايرفل للضيف جفن في القيام تحت جنح الظلام بتنفيذ تلك الجريمة البشعة باسم دينه ووفق تعاليمه كما يزعم ، فذلك مايجعل المجتمع الفرنسي يعتقد ان الإرهابيين لا يحرفون الإسلام بل يطبقون مافيه و الانطباع الذي يكون هذا القاتل المجرم قد أعطاه لعموم الغربيين هو أن الإسلام يعلم الكراهية والإرهاب ويجيز الغدر بالابرياء الآمنين.وان المسلم عموما لاعهد له ولا ميثاق.. فكيف لا تقوم للفكر الهوياتي العنصري التمييزي قائمة بفرنسا وعموم أروبا؟ وكيف لا يصبح المهاجر المنحدر من دول إسلامية مثل النعجة السوداء معزولا ومستهدفا بسياسات اليمين العنصري التي تخطط للتخلص منه وترحيله؟ .
التيارات السلفية التي تنتشر بالاراضي الفرنسية كالفطر وتتساهل السلطات الفرنسية مع قيامها وتناسلها واداءها لاانشطتها التأطيرية بما في ذلك ادلجة الناشئة بمدارسها الدينية على قيم متشددة تتعارض في البعض من أهدافها ومراميها مع قيم الدولة الفرنسية مثل العلمانية وقيم الدمقراطية والحرية والمساواة ، وهنا يطرح سؤال عريض حول درجة اللاكسيزم الذي تعامل به فرنسا وجود تلك التيارات، إلى أن باتت تشكل عبءا ثقيلا ليس فقط عليها بل أيضا على الإسلام وعلى عموم مسلمي فرنسا وأوروبا بافسادها للدين خاصة منها ذلك التيار السلفي المتشدد فكريا وسياسيا والذي ياخذ طابعا تكفيريا عنيفا.
هذا التيار المتشدد على اختلاف تمظهراته الذي اصبح المسيطر على المسألة الدينية في فرنسا بفضل الدعم المالي الذي يتدفق عليه من دول نفطية وشرق اوسطية معروفة بترويجها لمشروع السلفية الوهابية ذو المرجعية التكفيرية المتكلسة المستوحاة من الزمن الجيري الأول ، و الذي لا يستبعد ان تكون لحوارييه بفرنسا يد ما في جريمة ذبح صامويل، هذا التيار يتميز بقراءة اختزالية للنصوص الدينية ويولي عناية خاصة بالمظاهر الدينية الشكلية كاطالة اللحى وصباغتها، وتقصير القميص وفرض النقاب والبرقع ونوع خاص من اللباس على المرأة وتقزيم مساحة حريتها و الافتاء باستعبادها و بتعنيفها وحرمانها من نفس الحقوق التي يخولها لها القانون الفرنسي بدعوي كونها كائنا قاصرا و ناقصة عقل ودين الخ…
لقد نجح اقطاب السلفية الوهابية في الربط بين العنف والإرهاب وبين الإسلام، وبجريمة ذبحهم الاستاذ صامويل باتي من الوريد الي الوريد يكونون قد غرسوا خنجرا مسمَوما اخر في خاصرة ديننا الإسلامي الحنيف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube